وتعتبر المملكة العربية السعودية القارة السمراء مكانًا جيدًا للاستثمار الاقتصادي نظراً لقضايا مثل القواسم الدينية المشتركة، وانتشار اللغة العربية في عدد من البلدان في شمال وشرق القارة، وقربها الجغرافي.
والسعودیة قد إستثمرت في إفریقیا بمیزانیة قدرها 4 میلیار دولار وتعد خامس أکبر دولة مستثمرة في إفریقیا وذلك بحسب الإحصائیات موقع مجلة African Business للعام 2019 حیث إنتشار إستخدام اللغة العربیة والدین الإسلامی یعد لها مناخاً للتوسع.
ولم تکتف السعودیة بالإستثمار في مجال الإقتصاد في القارة السمراء إنما لدیها مشاریع ثقافیة ودینیة هناك تعمل من خلالها علی نشر الفکر الوهابي خوفاً من قبول الفکرین الإسلامیین الإیرانی والترکي في الدول الإفریقیة.
وتقع مسئولية نشر الفکر الدیني السعودي فی الدول الإفریقیة علی عاتق عدد من الجامعات السعودیة منها الجامعة الإسلامیة في المدینة المنورة وأیضاً جامعة “الإمام محمد بن سعود” الإسلامية في الرياض.
وقامت الجامعات السعودیة منذ عام 1970 للميلاد حتى الآن بتربیة آلاف الأئمة والدعاة وتعلیمهم ثم إیفادهم إلی الدول الإفریقیة حیث یقومون بنشر الرؤیة الدینیة السعودیة في مساجد دشنت بأموال سعودیة محافظین علی ولائهم للحکومة السعودیة.
وهناك أیضاً مؤسسات خیریة سعودیة تعمل في الظاهر علی تقدیم الدعم المالي للأسر الإفریقیة ولکنها تهدف إلی النفوذ والتغلغل في المجتمعات الإفریقیة.
ومن أکبر المؤسسات في إفریقیا هي مرکز “الملك فیصل” الذي لدیه أکثر من 43 مشروعاً خیریاً علی مستوی الدول الإفریقیة وذلك من أصل 197 مشروعاً یتابعه المرکز.
وفي الجانب السیاسی لدی الحکومة السعودیة نفوذ سیاسي کبیر في الدول الإفریقیة تستغله لتهمیش إیران وترکیا وإندونیسیا وماليزيا في تلك الدول.
ورغم ذلك لم تکن الحسابات السعودیة صحیحة دائماً علی سبیل المثال السعودیة أخطأت في نقل السلطة بعد سقوط “حسنی مبارك” إلی من تریده هي فی مصر کما أنها تختصر دعمها إلی لیبیا في دعم “حفتر” ولم تنشأ علاقات إیجابیة مع أطراف أخری.
وإن السعودية رغم إنشغالها بالحرب في الیمن وبالخلافات الداخلية لم تتخلی عن الإستثمار في الدول الإفریقیة حیث تعمل جاهدة علی المحافظة علی نفوذها الإجتماعي لدی الشعوب الإفریقیة الذي إکتسبته علی مدی عقود وبصرف أمول طائلة.
ومع ذلك، فإن التنافس على قيادة المسلمين في إفريقيا في العالم الإسلامي دفع السعودية إلى مواصلة الاستثمار في القارة والسعي لجعل إفريقيا مكاناً لتطوير وتعزيز أيديولوجيتها في القرن الجديد؛ أيديولوجية يمكن أن تكون شديدة التطرف وتؤدي إلى انعدام الأمن للمسلمين الآخرين الذين لا يتماشون مع الإيديولوجية الوهابية السعودية.
https://chat.whatsapp.com/F65qRYlNhDJEA3u38Qid0N