بغداد – عادل الجبوري
تلقت الأوساط والمحافل السياسية والشعبية العراقية فوز السيد إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة الإيرانية بارتياح كبير، معربة عن أملها في أن يساهم انتخابه بتعزيز آفاق وفرص التعاون بين البلدين الجارين في شتى المجالات والجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، لا سيما محاربة الإرهاب والتصدي للمشاريع والمخططات الرامية لتفتيت دول المنطقة وإيجاد الصراعات والنزاعات فيما بين حكوماتها وشعوبها.
وفي اتصالات هاتفية منفصلة لكل من رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مع الرئيس الإيراني المنتخب، أكد الرؤساء الثلاثة رغبة العراق باستمرار العلاقات الإيجابية والطيبة بين البلدين والحرص على تعزيزها والتنسيق المشترك لتذليل مختلف المشاكل والأزمات ومجابهة كل التحديات.
السيد رئيسي شدد على أن العراق بلد جار لإيران وتربط بينهما أواصر وعلاقات تاريخية طيبة، والجمهورية الإسلامية حريصة جدًا على تنميتها، وتطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات والصعد، فضلا عن ذلك فقد وجه دعوة رسمية لرئيس الوزراء العراقي لزيارة طهران، جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان فوزه، وهي مؤشر واضح على الأهمية البالغة التي يوليها الرئيس الإيراني الجديد للعراق.
تحالف الفتح، الذي يمثل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، عبّر عن ثقته العالية بأن “العهد الرئاسي للسيد رئيسي سيكون نافذة حقيقية لقيام علاقات محورية واستراتيجية بين العراق وإيران على خلفية المشتركات التاريخية والدينية بين البلدين والشعبين الشقيقين”، مضيفا في بيان له: “ستبقى الجمهورية الاسلامية وقيادتها الحكيمة وشعبها الواعي والمتيقظ، سندا وعونا لكل المستضعفين، وشريكا حقيقيا للشعوب الحرة في الدفاع عن كرامتها واسترجاع حقوقها”.
وهنأ رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي، السيد رئيسي بانتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية، مؤكدا على الحرص الشديد لتطوير وتعزيز العلاقات بمختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والفكرية، وبما يسهم في توطيد دعائم الأمن والسلام في المنطقة.
الرئيس الإيراني الجديد، تلقى برقيات التهنئة من رئيس إقليم كردستان، نيجرفان البارزاني، ورئيس حكومته مسرور البارزاني، وأعربا عن أملهما بتوطيد العلاقات مع العراق عموما والإقليم على وجه الخصوص.
رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، أكد في برقية تهنئة بعثها للسيد رئيسي، عن أمله بأن يكون هذا الانتخاب “عهدا سياسيا جديدا لحلحلة الملفات العالقة بالمنطقة والعالم”.
الأمين العام لحزب الدعوة الاسلامي نوري المالكي، أشار بدوره إلى “أن الشعب الإيراني أثبت حضوره الواعي في الساحة مرة أخرى وتحقيقه الانتصار على الاعداء ودعاياتهم المغرضة”، معربا عن أمله “أن يسهم اختيار الشعب الإيراني برفع العقوبات الظالمة عن كاهله ويتكلل صبره وصموده بالنصر المؤزر”، وأبدى المالكي رغبته في “الارتقاء بالعلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني إلى مستوى الطموح، والبناء على المشتركات الكثيرة لما يحقق مصالح البلدين المشتركة”.
الانتخابات الرئاسية الإيرانية حظيت باهتمام واسع من قبل مختلف وسائل الإعلام العراقية، في الوقت الذي أبدت فيه أوساط شعبية تفاؤلها بأن تساهم التحولات السياسية في إيران بتحقيق انفراجات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبما ينعكس بصورة إيجابية على الوضع العراقي.
إشارة إلى أن الرئيس الإيراني المنتخب، السيد إبراهيم رئيسي، كان قد زار العراق في 8 شباط/ فبراير الماضي لعدة أيام، بصفته رئيسا للسلطة القضائية، بناء على دعوة رسمية من رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، والتقى كبار المسؤولين الحكوميين، وعددًا من كبار الزعامات السياسية والدينية في بغداد والنجف الأشرف، فضلا عن حضوره ومشاركته ببعض الفعاليات والتجمعات الجماهيرية، وزيارته المراقد المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية.