الوقت- قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن الإمارات خفضت تمويلها بشكل کبیر للوكالة خلال عام 2020، تزامناً مع توقيعها اتفاق التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن المتحدث باسم “الأونروا”، سامي مشعشع، تصریحاٌ له قال فیه بأن حجم التبرعات الإماراتية للوكالة قد انخفض من 51 مليون دولار في 2019، إلى مليون دولار فقط في 2020.
وفي الوقت الذي عبر المتحدث باسم الوكالة عودة الإمارات إلى مستويات التبرع الطبيعية في عام 2021، فإن الجانب الإماراتي قد رفض طلب التعليق على الموضوع رداً على طلب وكالة الأنباء الأمريكية.
ووفق وكالة الأنباء الأمريكية، فإن هذا التراجع الإماراتي الحاد في تمويل “الأونروا” يأتي على خلفية إبرام الإمارات في سبتمبر الماضي اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.
كما أشارت وكالات إخبارية في الكيان الصهيوني إلى أن الخطوة الإماراتية قد تكون “انتقاماً” على إدانة الفلسطينيين الشديدة لاتفاق التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
من جانبها قامت البحرين أيضاً بخطوة مماثلة للامارات واقتطعت أيضاً من المساعدات للوكالة، لكنها لم تقدم أي أرقام حول حجم وأرقام هذه المساعدات ونسبة التخفيض.
أزمة مالية تعاني منها الأونروا
لم يكن تخفيض دول حظيرة التطبيع للمساعدات المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هو الأول من نوعه فقد سبقتهم إدارة أسيادهم الأمريكية للرئيس السابق دونالد ترامب الذي أعلن وقف التمويل للمنظمة منذ عام 2018، علماً أن الدعم السنوي الذي كانت تقدمه الولايات المتحدة للوكالة يبلغ 365 مليون دولار ويمثّل نحو ثلث ميزانيتها السنوية البالغة 1.24 مليار دولار. ما اضطر الوكالة للإعلان علناً أنها تفتقر إلى الأموال اللازمة لدفع رواتب موظفيها عن شهري تشرين الثاني وكانون الأول من العام المنصرم 2020.
ويؤثر هذا النقص في التمويل في حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعولون على خدمات الوكالة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
وتواجه “الأونروا” التي تقدم خدماتها إلى نحو 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط أزمة مالية شديدة للغاية بسبب توقف المساهمات الأمريكية وبعدها المساعدات الإماراتية والبحرينية. وكل هذه الخطوات تأتي بهدف تقديم الدعم للكيان الصهيوني وعزل الفلسطينيين ومحاربتهم وخاصة بعد أن رفضوا بشدة اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
التطبيع ليس اتفاق سلام وإنما اتفاق حرب ضد الشعب الفلسطيني
لم يكن التطبيع الكامل بين دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي اتفاقاً للسلام، وإن أطلق عليه “اتفاق السلام التاريخي”، لأنه على أرض الواقع لم يكن هناك حرب بين الإمارات والكيان الإسرائيلي، إذاً هذه الخطوة هي في حقيقتها حرب تشنها الإمارات، بمساعدة ترامب، على فلسطين المحتلة، وعلى الشعب الفلسطيني الذي لم يزل مشرداً وتنتهك سيادته على أرضه منذ عام 1948، بينما لا يزال الكيان الاسرائيلي يقتطع من الأراضي الفلسطينية كل يوم أجزاء جديدة ولم ولن تتوقف سياسة الضم التي كانت شرط الإمارات إمام وسائل الإعلان لتوقيع هذا التطبيع.
ربما لم يكن قرار التطبيع مفاجئاً، فهذه حرب ناعمة تكمل ما يقوم به الكيان الإسرائيلي، بل هي اتفاق الحرب الغطاء على ما تمارسه إسرائيل من قتل وسجن ومصادرة أراض، ومحاصرة للشعب الفلسطيني.
عقاب إماراتي بحريني لمواقف الفلسطينيين من التطبيع
بعد توقيع اتفاق العار بين كل من الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني كشفت القيادة الفلسطينية عن رفضها واستنكارها الشديدين لتطبيع العلاقات بين الکیان الإسرائيلي والإمارات، واصفة ما قامت به الإمارات بأنه “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.
وربما هذا الوصف وردة الفعل هذه أزعجت حكام الإمارات لذلك قررت الانتقام بشكل أكبر من الشعب الفلسطيني من خلال مضايقات للفلسطينيين المقيمين على أرضها ووقف المساعدات المقدمة للمنظمات الدولية التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المضايقات الإماراتية للفلسطينين لم تكن جديدة ولكنها لم تكن تظهر للعلن فبالتوازي مع جهود الكيان الإسرائيلي الكثيفة، خلال العقد الأخير، لتجفيف منابع دعم المقاومة الفلسطينية في الدول العربية، كانت الإمارات الدولة الأبرز في التجاوب مع مطالب الاحتلال، بل كانت الأولى والأكثر شراسة في ذلك، وبذلت على مدى سنوات جهوداً أمنية واستخبارية ضد حركة «حماس» تحديداً، ونفذت اعتقالات طالت عناصر وقيادات فيها، إضافة إلى مصادرة أموال واستثمارات تابعة لها.
إن عمر العمل الإماراتي ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس يعود إلى تاريخ فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006، ثم ازداد مع فرض الحصار على قطاع غزة، وتمثلت بوادره آنذاك في تجفيف منابع الحركة المالية داخل الامارات، حيث أوقفت السلطات عمليات تحويل الأموال، إضافة إلى مصادرة أموال كانت في طريقها للتحويل إلى غزة، بعد معلومات قدمتها سلطات الاحتلال عن تلك العمليات. ولم تكتف أبو ظبي بذلك، بل اعتقلت العشرات من قيادات «حماس» وعناصرها من الذين كانوا مقيمين لديها.
إذاً أصبحت اللعبة الإماراتية الصهيونية اليوم مكشوفة للجميع بعد أن كانت تتم في السر ومن تحت الطاولة ولم تعد تخجل الإمارات من إظهار هذه الأمور للعلن لا بل تتباهى بها أيضاً.
ولكن على حكام الإمارات أن يعلموا جيداً أن أبناء الشعب الفلسطيني ومن خلفهم أحرار العالم لن يتخلوا عن القضية الفلسطينية فهم لم يتخلوا عنها في أصعب الظروف التي مروا بها من تجويع وحصار خانق ومن المؤكد أنهم لن يتخلوا عنها بسبب ضغوط المال الخليجي الذي أصبح شريكاً مع السلاح الصهيوني في إسالة الدم الفلسطيني، وبالطبع إن أحرار العالم يعلمون جيداً ما تقوم به الإمارات ويوجهون خطابهم لحكام الإمارات المطبعين قائلين لهم ماذا تفعلون أيها الخونة؟ انتم تدمرون القدس وتعملون على تصفية القضية الفلسطينية وتعملون على انكار وجود فلسطين والشعب الفلسطيني على مر التاريخ.. وتحاربوه أكثر مما فعل به الكيان الصهيوني فالكيان الصهيوني عدو لفلسطين منذ عام 1948 ولكن أنتم تدعون الأخوة وتطعنون قضيتنا في الظهر، يجب أن تخجلوا من أنفسكم، يجب أن تخجلوا أمام شعوبكم وأمام شعوب الوطن العربي والامة الإسلامية ..ماذا ستقولون لشهداء دير ياسين وشهداء صبرا وشاتيلا وشهداء قبية وكفر قاسم وشهداء غزة.. عار عليكم .. عار عليكم ..