*قصة الحشد – محمد عبد الرضا هادي الساعدي
أمستردام 1 يناير 2020
رغمَ انكسارِ القلبِ رغمِ تفجعي
لازالَ في الحشدِ الشريفِ تطلعي
فهمُ جنودُ اللهِ والجيشُ الذي
قامت قيامتُه بفتوى مرجعي
الباذرونَ الباذلونَ ثمارهم
للعالمين برحمةِ وتخشّعِ
الصامتونَ المفصحونَ بصدقِهم
والناصعونَ بدونِ أي تصنعِ
الفاتحونَ الفائزونَ بصبرِهم
عظمَ المصيرِ وللعطاءِ الاوسعِ
الشامخونَ الشاهدونَ بمشهدٍ
فيهِ سيُخزى كل من لم يورعِ
يا عمقَ موقفِهم وعبقَ عبيرِهِ
أزكى من المسكِ النفيسِ الاضوعِ
للحقِ قد خُلقوا وبعضُ قطوفِهم
جدحاتِ عزٍ في زمانٍ مدقعِ
قومٌ أعادوا للمروءةِ روحَها
من بعدِ ما وئدتْ بأرضٍ بلقعِ
نضبت مناهل غيرهم من خيرها
وغديرُ خيرِهمُ كعذبٍ مترعِ
صورٌ تصاعدُ للسماءِ تفرداً
قد صاغها للكونِ أعظمُ مبدعِ
بهمُ صنعتُ صلابتي وتعززي
وسموتُ في أفقِ الكفاحِ الأرفعِ
ما مسَّ بأسُ الظالمين صبابتي
وهمُ أحاطوا القلبَ مثل الأضلعِ
بهمُ استعدتُ تألقي وتعلقي
في الأرضِ بالماضي التليد الممرعِ
وتورقتْ اغصانُ عمري شعلةً
فغدوتُ انشرُ نورَها من اصبعي
وطفقتُ أروي الكائناتِ حكايتي
أوحيهم كلماتِها من ادمعي
لكنَّ دمعيَ ليسَ دمعَ تأوهٍ
وتحسرٍ وتململٍ وتوجعِ
دمعٌ كبركانِ النضالِ تلظياً
كالعاصفاتِ بوجه كلِ مجعجعِ
أروي فتخضلُ الضمائرُ بهجةً
وتشعُ شوقاً من حديثي الممتعِ
الحشدُ أصبحَ للكرامةِ قصةً
وصراطَ مجدٍ للأبي الاشجعِ
وهوَ السبيلُ إلى السعادةِ كلِّها
وهوَ الدليلُ لكلِ عيشٍ أروعِ
لا لن أكفَ عن المقالةِ صادعاً
فبهِ إلى الرحمنِ صارَ تضرعي
لا وحشةً أشكو طريقي بعده
فالحشدُ في قلبِ الجهاتِ الأربعِ
هوَ ألفتي وتفاخري وتمنعي
هوَ رؤيتي أنى اتجهت ومسمعي
هوَ فكرتي وقصيدتي وترنمي
هوَ سبحتي وتعوذي وتَشَفَّعي
ليَ فيه آمالٌ ورثتُ حنينها
من بئري الأولى هناك ومنبعي
من فجري المحرومِ نشر سنائه
من صوتي المسجون تحت المبضعِ
أقسمتُ فيهِ وفي عمامةِ سيدٍ
لُفّتْ بغيرةِ شعبنا المتشيعِ
ما عدتُ أخشى الشرَ بعد قيامِه
ما عدتُ ارهبُ أي يومٍ مصرعي
فالحشدُ اشرقَ في مسارحِ أمتي
شمساً بدونِ أبي الرضا لم تطلعِ
.
https://t.me/wilayahinfo – تلغرام
[email protected] – أيميل