الوقت- جاءت سلسلة التعيينات الجديدة في إدارة الرئيس الأمريكيّ الجديد جو بايدن، والتي تضم فلسطينيّة مسلمة بين الموظفين بطاقمه الجديد في البيت الأبيض، صادمة للكيان الإسرائيليّ واللوبي الصهيونيّ في الولايات المتحدة، وتنتمي الفلسطينيّة ريما دودين إلى الحزب الديمقراطيّ، وستكون ضمن الطاقم الجديد في البيت الأبيض، وستشغل منصب نائب مدير المكتب القانونيّ، بحسب موقع “فريق بايدن هاريس الرئاسيّ”.
حملة صهيونيّة
صادم جاء خبر إعلان تعيين الناشطة الديمقراطيّة، ريما دودين، ذات الأصول الفلسطينيّة في الفريق الجديد للرئيس الأمريكيّ، حيث شنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ واللوبي الصهيونيّ في الولايات المتحدة حملة ممنهجة مبكرة تهاجم دودين، عقب تعيينها في منصب نائب مدير مكتب الشؤون التشريعيّة في البيت الأبيض.
ومنذ اللحظة الأولى لانتشار هذا الخبر، استنفرت وسائل الإعلام الصهيونيّة بالتنقيب في سجل الفلسطينية دودين، حيث كتب موقع “جويش برس” العبريّ، تحت عنوان ” بايدن يعين فلسطينية مناهضة للكيان الإسرائيليّ في منصب مهم بشأن التشريع والعلاقة مع الكونغرس”، وذكر أن دودين كانت طالبة في جامعة بيركلي في ولاية كاليفورنيا، وانضمت لمجلس العلاقات الإسلاميّة – الأمريكيّة، وكانت عضوة في رابطة الطلاب المسلمين، كما نظمت مسيرات مناهضة للعدو الغاصب.
ومن الجدير بالذكر أن اللوبيّ الصهيونيّ يستهدف مجلس العلاقات الإسلاميّة – الأمريكيّة منذ فترة طويلة، حيث نشرت ما تعرف بـ “جماعات الضغط اليهوديّة” سلسلة من الافتراءات والشائعات والأكاذيب بشأن المجلس على نطاق واسع، ومن بين تلك المغالطات أن المجلس المذكور يعمل لصالح جماعة “الإخوان المسلمين” المتشددة، كما زعم اللوبي الداعم للاحتلال الغاشم أن قادة المجلس أدلوا بتصريحات تبرر العمليات الانتحاريّة ضد تل أبيب.
يشار إلى أنّ أيّ شخص أو جماعة أو دولة أو مسؤول ينتقد الاحتلال الصهيونيّ ويناصر الشعب الفلسطيني وقضيّته المُحقة، يتحول إلى عدو بالنسبة للكيان ومن يصطف معه، ولذلك من الضروريّ بالنسبة لهم الهجوم عليه وتشويه سمعته، حيث ادعى الموقع العبريّ ” جويش برس” أن “الرابطة الإسلاميّة من أجل فلسطين” هي منظمة دعائيّة “معادية للساميّة” وتابعة لحركة المقاومة الإسلاميّة “حماس”، وذلك ضمن الحملة الهجوميّة على دودين.
استهداف مبكر
في الوقت الذي لا يتقبل فيه العدو الصهيونيّ وداعموه مسألة تسلم أيّ فلسطيني لمنصب حساس وهام، لشعورهم بأنّه ربما يكشف جرائمهم وخططهم اللاإنسانيّة بحق الشعب الفلسطينيّ الذي ذاق الأمرين نتيجة سياسات الاحتلال العدوانيّة، بيّن الموقع أنّ ريما دودين كانت من أبرز المؤيدين لدعوى قضائيّة رفعتها منظمات إسلاميّة ضد وزارة العدل، بشأن عمليات المراقبة التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدراليّ في المساجد الأمريكية، وقد سعت هذه الدعوى التي تم رفعها عام 2009 إلى الكشف الكامل عن المعايير والإجراءات التي يستخدمها عملاء مكتب التحقيقات الاتحاديّ، لإجراء عمليات مراقبة على منظمات مدنيّة أو دينيّة.
وما ينبغي ذكره أن الاستهداف الصهيونيّ المبكر لدودين، يعود لتعيينها في منصب رفيع في مكتب الشؤون التشريعيّة، وهو المكتب المسؤول عن النهوض بجدول الأعمال التشريعيّ للرئيس الأمريكي في الكونغرس، ويعمل فريق الشؤون التشريعيّة كل يوم مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وموظفيهم لتعزيز أولويات الرئيس، ويقوم مسؤولو مكتب الشؤون التشريعيّة بإخطار أعضاء الشيوخ والنواب بمبادرات الإدارة، والمساعدة في إجراء البحوث المتعلقة بالتشريعات والنشاطات، ما أثار حفيظة الكيان والجهات الداعمة له بسبب قلقهم الكبير من تأثير الشخصية الفلسطينية ضمن الكادر الجديد لبايدن.
ويذكر أن ريما دودين التي عملت كمتطوعة في الحملة الانتخابيّة لبايدن، عملت في السابق لدى السيناتور الديمقراطيّ، ريتشارد دورين، عن ولاية إلينوي، ومساعدة له في لجنته الفرعيّة القضائيّة المعنيّة بحقوق الإنسان والقانون، فيما عملت دودين كباحثة في مشروع الأمن القوميّ “ترومان” ومجلس القادة الجدد، وهي خريجة برنامج معهد أسبن، وعضو سابق في مجلس العلاقات الخارجيّة، وعضوة في جمعية “جنكيز هيل”.
ووفقاً لمواقع إخبارية، فإن الرئيس الأمريكيّ الجديد أعلن الاثنين المنصرم، سلسلة تعيينات في حكومته المقبلة في مقدمتها تسميته أنتوني بلينكن لتولي وزارة الخارجية اعتبارا من 20 كانون الثاني/ يناير، وسيكون جون كيري، وزير الخارجيّة الأسبق في عهد باراك أوباما، موفد الرئيس الأمريكيّ الخاص لشؤون المناخ، ما يعكس الأهمية التي يوليها بايدن لهذا الملف، في موازاة تسميته للمرة الأولى الإسبانيّ الأصل، أليخاندرو مايوركاس، وزيراً للأمن الداخليّ، وكان بايدن قد أوضح في بيان أعلن فيه عن هذه التعيينات أنّه يحتاج إلى فريق جاهز من اليوم الأول، مضيفاً أن “هؤلاء الأفراد اختبروا الأزمات وامتحنتهم بقدر ما هم مبدعون وخلاقون”.
شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok