في أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم معجزتها القرآن
May 8, 2021
القرآن الكريم
306 Views
في أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم معجزتها القرآن
الذي يوجب الاهتمام التام بمعرفة إعجاز القرآن ، أن بنوة نبينا عليه
السلام بنيت ( 1 ) على هذه المعجزة ، وإن كان قد أيد بعد ذلك بمعجزات
كثيرة . إلا أن تلك المعجزات قامت في أوقات خاصة ، وأحوال خاصة ،
وعلى أشخاص خاصة . ونقل بعضها نقلا متواترا يقع به العلم وجودا .
وبعضها مما نقل نقلا خاصا ، إلا أنه حكى بمشهد من الجمع العظيم وأنهم
شاهدوه ، فلو كان الامر على خلاف ما حكى لا نكروه ، أو لا نكره بعضهم ،
فحل محل المعنى الأول ، وإن لم يتواتر أصل النقل فيه . وبعضها مما نقل
من جهة الآحاد ، وكان وقوعه بين يدي الآحاد .
فأما دلالة القرآن فهي عن معجزة عامة ، عمت الثقلين ، وبقيت
بقاء العصرين . ولزوم الحجة بها في أول وقت ورودها إلى يوم القيامة
على حد واحد ، وإن كان قد يعلم بعجز أهل العصر الأول عن الاتيان
/ بمثله – وجه دلالته ، فيغني ذلك عن نظر مجدد في عجز أهل هذا العصر
عن الاتيان ( 2 ) بمثله . وكذلك قد يغنى عجز أهل هذا العصر عن الاتيان
بمثله ، عن النظر في حال أهل العصر الأول .
وإنما ذكرنا هذا الفصل ، لما حكى عن ” بعضهم ” أنه زعم أنه وإن كان
قد عجز عنه أهل العصر الأول فليس أهل هذا العصر بعاجزين عنه ، ويكفي
عجز أهل العصر الأول في الدلالة ، لانهم خصوا بالتحدي دون غيرهم ( 3 ) .
ونحن نبين خطأ هذا القول في موضعه ، إن شاء الله .
فأما الذي يبين ما ذكرناه من أن الله تعالى حين ابتعثه جعل معجزته
القرآن ، وبنى أمر نبوته عليه – فسور كثيرة وآيات نذكر بعضها ، وننبه
بالمذكور على غيره ، فليس يخفى بعد التنبيه على طريقه .
فمن ذلك قوله تعالى : ( الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس
من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) ( 1 ) فأخبر أنه
أنزله ليقع الاهتداء به ، ولا يكون كذلك إلا وهو حجة ، ولا يكون حجة إن
لم يكن معجزة .
2021-05-08