الوقت- هناك الكثير من أوجه الشبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فبينما انتهى استعراض الأول في المحافل الدولية مع خسارته المذلة في الانتخابات الأمريكية، يخشى الثاني من أن يتعرض لنفس الخسارة في الانتخابات المقبلة، وربما هذا ما يفسر عدم دفاعه عن ترامب بعد خسارته أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، ولذلك أعلن ترامب غضبه من “بيبي” “لقب نتنياهو لدى ترامب” ولكن بيبي يعمل على بناء علاقة متينة مع بايدن الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، وفي الأمس قال أن محادثة دافئة جرت بينه وبين بايدن، ولكن هل هذا الأمر كفيل ببقاء نتنياهو في السلطة في ظل الغضب المتزايد داخل الاراضي المحتلة ضده؟.
كل يوم سبت يتجمع عدة آلاف من المتظاهرين أمام المقر الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة، ضمن تحركات أسبوعية، منذ يوليو/ تموز، للاحتجاج على الإدارة الاقتصادية والصحية لجائحة “كوفيد-19” من طرف حكومة نتنياهو المتهم رسمياً بالفساد.
وأصابت الجائحة الاقتصاد الإسرائيلي بشدة، والعديد من المتظاهرين هم طلاب وشبان إسرائيليون فقدوا وظائفهم، ووصف نتنياهو المتظاهرين بأنهم “فوضويون” و “يساريون“. وتنظم التظاهرات منذ عدة شهور ضد نتنياهو، للمطالبة باستقالته، بسبب توجيه اتهامات له في قضايا فساد، إضافة إلى سوء إدارته لأزمة فيروس كورونا، التي أدت لزيادة معدلات البطالة، بحسب وصف منظمي التظاهرات.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة وقبول رشاوى، ومن المقرر أن تدخل محاكمته مرحلة تقديم الأدلة في يناير/ كانون الثاني المقبل.
نتنياهو يخطط أن يسير على خطى ترامب ويرفض الخسارة في حال حصلت في الانتخابات القادمة، حتى انه قال لمقربين منه في وقت سابق “أنه لن يعتزل في أي سيناريو”، وهذا الأمر قد يؤجج العنف داخل اسرائيل، خاصة وان الاسرائيليين غير قادرين على تحمل المزيد من فساد نتيناهو وعدم قدرته على التخفيف من حدة أزمة كورونا، والأهم أن معظم الشباب الاسرائيلي فقد وظائفه، وبالتالي سيكون نتنياهو أمام استحقاق قاسي جداً.
عدم قبول نتنياهو بالخسارة، هو اسلوب يتبعه من صديقه ترامب، وهو حاول أن يكون نسخة طبق الأصل عنه في الكثير من الأمور، منها نشاطه على “تويتر”، فعلى مدار العام المنصرم لجأ نتنياهو وبشكل متزايد إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تصريحاته السياسية وللسخرية من وسائل الإعلام.
وعلى خطى ترامب، أعلن نتنياهو الانسحاب من اليونسكو، وأعلن ذلك حينها، السفير الاسرائيلي في منظمة الأمم المتحدة داني دانون، وقال أن “إسرائيل إنسحبت رسمياً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، اعتباراً من بداية العام 2019″، معتبرا أن “اليونيسكو تسعى لإعادة كتابة التاريخ، وذلك من خلال محاولات لمحو صلة اليهود بالقدس”.
لانسى التقاطعات المشتركة بين كليهما، من ناحية اشتهارهما بالكذب والتضليل، ومارسا احتيال غير مسبوق، وكلاهما واجه اتهامات بإساءة استخدام المنصب العام لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية. ومع ذلك ، فقد تمكن كلاهما من الحصول على دعم المتعصبين الدينيين. في الواقع ، تبنى ترامب نفس الأجندات القومية المتطرفة، وحتى العنصرية، التي دافع عنها نتنياهو منذ فترة طويلة في إسرائيل والشرق الأوسط. كلا الرجلين من رجال الاستعراض الشعبويين ، حيث يحشدان جماهيرهما اليمينية حول شخصياتهما الشعبوية حتى عندما أثبتا عدم كفاءتهما في إدارة أسوأ أزمات بلديهما ، بما في ذلك جائحة فيروس كورونا.
نتنياهو حتى اللحظة يمارس كامل سلطته، لاسقاط الاتهامات الموجهة اليه، وعمل سابقا على عزل قاضي التحقيق، ويحاول تجميد جميع الاتهمات الموجهة ضده وتضليل الرأي العام، من خلال القفز إلى قضايا أخرى، وايهامهم بأن التطبيع مع الامارات هو انجاز غير مسبوق بالنسبة لاسرائيل، أو تقديم وعود لهم بحل مشكلة كورونا، ولكن الجميع أصبح يعلم ان نتنياهو اصبح منافق ولم يعد يتمتع بأي مصداقية كانت.
خارجيا انتقد نتنياهو اوروبا مثل ترامب، واهانها، بسبب تمسكها بقيمها الليبرالية واحترامها لالتزاماتها في السياسة الخارجية، لا سيما التزامها بالاتفاق النووي الإيراني. وكان لهم نفس الرأي ازدراء ومعادية تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المختلفة. والأكثر فظاعة، عصبتهم على الفلسطينيين، الذين يعانون من الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، وابتزاز قادتهم وتجريدهم من كل المساعدات والمكانة لإجبارهم على الانصياع لإملاءاتهم.
https://chat.whatsapp.com/Fava5Ifru8330dDMfhs0gn