وسط أجواء الخيانة.. “إسرائيل” مستعدة لإقامة قاعدة عسكريّة في الدول الخليجيّة

الوقت- تتضح يوماً بعد آخر، الأسباب الحقيقيّة للخيانة العظمى التي قامت بها عدة دول عربيّة بحق القضية الفلسطينية، بعد أن فتحت الدول المطبعة أبوابها للصهاينة وأغلقتها بوجه العرب الغارقين بالأزمات المستفحلة نتيجة تدخلات واشنطن وكيانها بشكل رئيس، وعقب المطالبات الوقحة لبعض “عواصم الخيانة” بضم الكيان الصهيونيّ الغاصب إلى “جامعة الدول العربيّة “وتحويلها إلى “جامعة الشرق الأوسط”، أفادت وسائل إعلام غربيّة أنّ الكيان الصهيونيّ مستعد لإنشاء قاعدة عسكريّة في الدول الخليجيّة، ما ينسف بشكل كامل هراء وادعاءات “اتفاقات السلام” المخادعة.

لا يمكن للخيانة مهما جلبت من “رضا الأسياد” أن تكون في منزلة الكرامة والمقاومة والمطالبة بالحقوق العادلة، وإنّ الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام الغربيّة، والذي عبر عن رغبة واستعداد الكيان لإنشاء قاعدة عسكريّة في الدول الخليجيّة، لم يصدم الشارع العربيّ أبداً فقد اعتادوا التفوق الكبير للدول المطبعة بـ “العمالة للعدو”، والتي كان آخرها مطالبات النظام الحاكم في الإمارات ومساعيه لإجلاس العدو الغاشم، سارق الأرض وقاتل الأطفال ومشرد الملايين بالقرب من الفلسطينيين أصحاب الحق والقضيّة العادلة في ما تسمى “جامعة الدول العربيّة”.

وفي غضون ذلك، ادعى مسؤول صهيونيّ رفيع المستوى أن كيان الاحتلال مستعد للتعاون في مجال الدفاع الصاروخيّ مع الدول الخليجيّة مستقبلاً، والتي قال إنّ لديها “مخاوف مشتركة” بشأن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، متناسيّاً ما كشفه استطلاع للرأي العّام، أجرته مؤسسة “كونراد أدناور”، والذي أظهر أنّ أغلبيّة الشعب السعوديّ يرى أنّ الكيان الصهيونيّ هو التهديد الأكبر في المنطقة وليست إيران، وأنّ نصف البحرينيين وثلثي الإماراتيين لا يرون أنّ الدولة المزعومة للكيان لها الحقّ في الوجود، ما يُظهر حقيقة أنّ “الافتراءات المستمرة” للمطبعين وأسيادهم لا تعدو كونها “دعاية سوداء” لتحقيق المآرب.

ووفق وكالة “رويترز”، نقلاً عن رئيس منظمة الدفاع الصاروخيّ بوزارة الحرب التابعة للعدو، موشيه بتيل، فإنّ الوقت لم يحن بعد للتوصل إلى اتفاق على إنشاء قاعدة عسكريّة صهيونيّة في الدول الخليجيّة، مشيراً إلى أنّ موافقة أمريكا مطلوبة، بالنظر إلى أنّ تطوير وتمويل الأنظمة الإسرائيليّة يتم بالتكنولوجيا الأمريكيّة.

يذكر أنّ حكومتي البحرين والإمارات وقعتا أول اتفاق للخيانة، بعد مصر عام 1979، والأردن عام 1994، ومن ثم السودان بعد أسابيع قليلة وأخيراً وليس آخراً تطبيع المملكة المغربيّة بعد أن قبضت ثمن خيانتها وهو اعتراف واشنطن بسيادة الرباط على الأراضي التي تحتلها في “الصحراء الغربيّة”.

ومن الجدير بالذكر أنّ المساعي الصهيونيّة لإيجاد موضع عسكريّ لها في الدول الخليجيّة، يأتي ضمن الخطط الأمريكيّة لتحويل العلاقة بين الأعداء السابقين (المطبعين والكيان) إلى علاقة طبيعيّة بالفعل، بسبب الحاجات السياسيّة الاقتصادية لواشنطن، وخاصة فيما يتعلق بصناعة السلاح الأمريكيّ وبيعه للدول الخليجيّة.

ويأتي الانخراط الصهيونيّ العسكريّ في المنطقة، بالتزامن مع الانسحاب المستمر للولايات المتحدة من الشرق الأوسط على مدى أكثر من عقد، ويرجع ذلك جزئياً إلى استقلالها في مجال الطاقة، وهي حقيقة اعتمدتها الإدارتان الديمقراطية والجمهورية، ويمكن أن تكتسب زخماً في ظل الإدارة الديمقراطية القادمة، ويرجح أن تُظهر تعاطفاً أقل مع الدول الخليجية، كما كان يتودد الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب.

وتشير التحليلات السياسيّة إلى أنّ الدول الخليجيّة قلقة من الانسحاب الأمريكيّ المستمر والمتزامن مع تعميق روسيا والصين علاقاتهما في المنطقة، ما سيدفع الدول الخليجيّة ربما، لارتكاب حماقات مستقبليّة في إيجاد قاعدة عسكريّة للكيان الصهيونيّ على أراضيها.