اتخذ يوم القدس العالمي الجمعة ٢٤ رمضان ١٤٤٢ ابعادا متميزة كان ابرزها الكلمة التي القاها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (دام ظله الوارف). ومن معالمها ايضا عقد مؤتمر المنبر الموحد (بواسطة الفيديو كونفرنس) الذي شارك فيها كبار العلماء وزعماء حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والبحرين.
ولم يخلُ الشارع الاسلامي والعربي من مسيرات وانشطة جماهيرية مختلفة كما جرى في طهران والمحافظات الايرانية، وفي العاصمة السورية دمشق وفي تونس وفي قطاع غزة والقدس وصنعاء وصعدة والحديدة واسلام آباد ومخيم برج البراجنة ببيروت وصيدا وفي العراق، حيث انعقد في مسجد الكوفة ندوة فكرية برعاية القنصلية العامة الايرانية في النجف الاشرف بمناسبة يوم القدس تحت عنوان (من مسجد الكوفة الى المسجد الاقصى: بشارة وتحرير يتطلع اليه الانبياء عليهم السلام) بالاضافة الى الكويت وبريطانيا والعديد من العواصم الاوروبية الاخرى.
ويصدق القول ان مراسم يوم القدس العالمي حشد لها هذا العام امكانات مؤثرة عبر الكلمات والخطابات التي القاها سيد المقاومة العلامة السيد حسن نصر الله وخطيب المسجد الاقصى الشيخ عكرمة صبري و مطران القدس عطا الله حنا وزعيم حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي والزعيم الديني البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وزعيم حركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة.
لقد وصلت رسالة يوم القدس بشكل بليغ وواسع رغم المساعي الاستكبارية للتعتيم عليها وقد بلغ نداء الامام الخميني قدس سره الى الآفاق.. النداء الذي اطلقه بعد ستة اشهر فقط من انتصار الثورة الاسلامية وتأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران.
وجاءت كلمة الامام الامام الخامنئي لتتوج مجمل هذه الانشطة ولتعوض عن المسيرات المليونية التي كانت تخرج في طهران قبل شيوع وباء كورونا. اذ لم يكن من العادة ان يلقي سماحة قائد الثورة خطابا في مثل هذه المراسم. ووفق السيد الخامنئي فإن “العد التنازلي للكيان الصهيوني وصعود المقاومة وانتشار الوعي لدى الشباب تبشر بغد مشرق وان على المجاهدين الفلسطينيين يجب ان يواصلوا نضالهم المشروع ضد الكيان الغاصب”.
واكد سماحته ان موازين القوى تغيرت بقوة لصالح الفلسطينيين وإن الدماء الطاهرة لشهداء المقاومة استطاعت أن تحافظ على الراية مرفوعة، موضحا أن محور هذه الوحدة يجب أن يكون الجهاد الداخلي وعدم الثقة بالأعداء. الامام الخامنئي نفى ان تكون “اسرائيل” دولة واعتبرها معسكرا لإرهاب الفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة. والواقع ان السلوكيات العدوانية الصهيونية التي طاولت المشرق والمغرب في العالم الاسلامي تثبت هذه الحقيقة وهي ان الكيان الصهيوني قاعدة عسكرية تجسسية ارهابية عملت خلال العقود الثمانية الماضية على زعزعة الامن والسلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
لقد اضطهدت اوروبا اليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية ومزقتهم شر ممزق بدعوى مؤامراتهم وخياناتهم ولكنها زرعت كيانا لهم في فلسطين وفي اكثر المناطق حساسية بغرب آسيا ليكون خنجرا في خاصرة العالم الاسلامي، وقد اعتبر الامام الخامنئي ما اقدم عليه الغربيون بالخيانة التي افجعت شعوب العالم الاسلامي حتى يومنا هذا.
المؤكد ان موازين القوى بعد ظهور محور المقاومة قد تغيرت بشكل كبير .فقد باتت اسرائيل تعيش كابوس يوم القدس العالمي الذي تطور الى صواريخ ومسيّرات تدك العمق الصهيوني في تل ابيب ويافا وحيفا وقد وصلت الى ضواحي محطة ديمونا شمالي فلسطين المحتلة.
اننا نجزم ان توازن الرعب الذي صنتعه سواعد المجاهدين لن يبقى على حاله فقد آن الاوان ان يدرك الصهاينة بان عليهم ان يخرجوا من فلسطين والقدس والمسجد الاقصى قبل ان تتحول كل ذرة من تراب هذه الاراضي المحتلة الى جهنم تحرق القتلة الغاصبين.
بقلم – حميد حلمي البغدادي