لفت قائد حركة “أنصار الله” في اليمن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنّ “المستوى الرسمي عربيًا وإسلاميًا فشل في التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل صحيح”، مؤكدًا أنّ شعوب أمتنا معنيّة بتحمّل المسؤولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لأنّ كيان العدو خطر على الأمة والشعوب.
وفي كلمة متلفزة بمناسبة يوم القدس العالمي، أضاف السيد الحوثي انّ “توقيت يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان ينبّه إلى أنّ القدس مسؤولية وجزء من التزامات المسلمين الإيمانية”.
وفيما أشار إلى أنّ “يوم القدس العالمي يحرّك الشعوب باعتبارها معنيّة بالقضية الفلسطينية”، أضاف “نحن معنيّون بالتحرك تجاه الخطر “الإسرائيلي”، إضافة إلى أنّنا كأمة إسلامية في موقع مسؤولية دينية أمام الله للتحرك في نصرة الشعب الفلسطيني والتصدي لتهديد العدو”، وأكد على الثبات في الموقف الإيماني في مناصرة الشعب الفلسطيني والوقوف مع أحرار أمتنا ومحور المقاومة في السعي لتطهير الأمة وتحرير المقدسات.
وتابع “مقابل التحرّك الغربي ووصول اليهود إلى فلسطين لم يكن هناك تحرك جاد من الأمة تجاه هذا الخطر”، موضحًا “عندما تنامى الخطر اليهودي في أيام الاحتلال البريطاني لم يُقابل بالمستوى المطلوب من أبناء الأمة وحتى داخل فلسطين باستنثاء بعض الذين تحركوا وهم قلّة”.
ولفت السيّد الحوثي إلى أنّ “التحرّك الذي حصل فشل في تحقيق أهدافه ولم تتم مراجعته لتطويره وتصحيحه، ما أدّى لتفاقم الخطر الصهيوني في فلسطين”، مضيفًا أنّ “ما بعد الإخفاق الرسمي العربي حدثت متغيرات في مسار القضية الفلسطينية نحو النجاح وكانت تعود إلى التجربة الشعبية كحزب الله في لبنان وما حققه من انتصارات”.
وأشار أيضًا إلى تجربة قطاع غزة وما حققته من نجاحات متتالية التي كانت من العوامل المؤثرة في مسار القضية الفلسطينية، وقال إنّ “تجربة حزب الله وقطاع غزّة بالرغم من نجاحها لم تحظَ بالمساعدة على المستوى الرسمي العربي بل كان التحرك سلبيًا تجاهها أو على الأقل كان التفاعل معها باردًا”.
وتحدّث السيد الحوثي عن أن “الواقع الداخلي للأمة رسميًا وشعبيًا كان له دور في قيام كيان العدو في قلب أمتنا وبلادنا” وأنّ “جزءًا من مواجهتنا للعدو “الإسرائيلي” هو تصحيح وضعنا الداخلي وعنايتنا بتصحيح وضع أمتنا داخليًّا”.
وشدد على ترسيخ فكرة لدى أمتنا مفادها أنّ “استمرار الخطر “الإسرائيلي” يزيد مسؤوليتنا في مواجهته، وهذه المسؤولية ليست منحصرة بالداخل الفلسطيني أو الجوار، بل بكلّ الأمة لأنّ العدو “الإسرائيلي” ليس مجرد عدو كبقيّة الأعداء، بل هو الأشدّ عداوة لنا كأمة مسلمة بنص القرآن الكريم.
وأضاف السيد الحوثي أنّ “الكيان الصهيوني نشأ على الجرائم والإبادة الجماعية وارتكب أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني والأمة”، وأوضح “سلوك كيان العدو الثابت هو السلوك الإجرامي العدواني تجاه الأمة وبالأخص تجاه الشعب الفلسطيني، فالصهاينة لا ينظرون إلينا كبشر حقيقيين”.
ونبّه السيد الحوثي أن الصهاينة أرادوا تحويل بوصلة العداء إلى إيران وأبناء الأمة، وألاّ تتجه هذه البوصلة إليهم، وأضاف “الأنظمة العربية المطبعة التي تحمل رؤية مخالفة للواقع والقرآن منحرفة في توجهها وخاطئة في هذا التوجه”، ولفت إلى أنّ “معركة العدو “الإسرائيلي” معنا شاملة، والاستراتيجية التي يعتمدها في مواجهتنا هي تجريدنا من كل عناصر القوة المعنوية والمادية بما يسهل له السيطرة الكاملة علينا بأقل كلفة”.