اياد رضا حسين
ان من بديهيات العمل الامني والسلطة القضائية ، للقضاء على الجريمة والحد من انتشارها وخاصة هذة الجرائم الارهابية التي حصدت ارواح الالوف من الناس الابرياء ،،، وهو ان هنالك محددات وقواعد للتعامل مع هذا الموضوع ،
وهو ما اعتمدتة واقرته الشريعة الاسلامية وكذلك التشريعات الوضعية الجزائية الاخرى المعمول بها في كل انحاء العالم والتي في مقدمتها هو الردع والمتمثل بالاحكام الجزائية وانزال القصاص العادل تبعا لشكل وموضوع الجريمة المرتكبة ، وهذا في الحقيقة ما اشارت اليه الاية الكريمة في قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة ياؤلي الالباب لعلكم تتقون) ، اما في جرائم الحرابة الخطيرة فواضح التشدد فيها ، وهي قوله تعالى (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسولة ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا اويصلبوا اوتقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم) ،،، الى غير ذلك من الايات الكريمة وكذلك الاحاديث الشريفة الصحيحة ذات الصلة بهذا الموضوع ،،، فاين سياسة الردع الحقيقية تجاة الارهابين ؟! ، او تجاه من يساندهم ويأويهم ويساعدهم ،، وبشكل جدي وصارم وقاسي ،، بحكم وحشية وعنف الجرائم المرتكبة وحجم ضحاياها من الناس الابرياء ؟؟!! ،،،
والا ما هو تفسير بقاء هذه الالوف من المجرمين العتاة القتلة في السجون (المريحة) دون تنفيذ احكام الاعدام التي صدرت بحقهم واكتسبت الدرجة القطعية منذ سنوات ،،، ان تنفيذ الاحكام الصادرة هو المصداق الوحيد لادعاءات هؤلاء المسؤولين الكبار ان كانوا صادقين فعلا ولهم الجرأة والشجاعة في القضاء على الارهاب واذا كانت هنالك نوع من الضغوط او ماشابه ذلك ، فعليهم اشعار الجماهير وبيان من هو الضاغط ، ومن هو المرتكب ومن هو الساند والداعم ، والى اي الجهات ينتمون ؟؟ ولماذا هذا السكوت من قبل الكتل الشيعية طيلة هذة السنين من امتناع او تلكأ الرؤساء الاكراد من المصادقة على احكام الاعدام … كما علينا ان نعلم انه هنالك علاقة طردية بين حجم الارهاب وحجم الفساد ، فكلما ارتفع حجم الفساد استمر او ارتفع حجم الارهاب ، واصبح من الصعوبة القضاء عليه بسهولة ،،،
اما اذا كانت شريعة الغاب هي السائدة ، والدولة فاقدة الهيبة والفساد قد نخر في بنيتها ، فكيف سيتم القضاء على هذا الارهاب بشكل جدي وفاعل ؟! ،،، اما ان في كل عملية ارهابية او اختراق امني يجري اقالة وتبديل القيادات الامنية ، ونفس الشيئ يتكرر في الحوادث اللاحقة ، فهذا ليس بعلاج وانما قد يترك اثارا سلبية قد تنعكس على القيادات بمجملها وانما هنالك طريق امثل ، وهو الرجوع والبحث عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء استمرار مثل هذة الظاهرة .