نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا للصحفي “دميان كارينغتون” قال فيه إن علماء المناخ اكتشفوا مؤشرات خطيرة على احتمال انهيار تيار الخليج (تيار خليج المكسيك)، إحدى أهم نقاط التحول المحتملة على كوكب الأرض.
ووجد البحث، بحسب التقرير، “فقدانًا شبه كامل للاستقرار خلال القرن الماضي” للتيارات التي أطلق عليها الباحثون اسم دوران انقلاب خط الطول الأطلسي (AMOC). وقد وصلت التيارات بالفعل إلى أبطأ نقطة لها منذ 1600 عام على الأقل، لكن التحليل الجديد يظهر أنها قد تكون على وشك الإغلاق.
وسيكون لمثل هذا الحدث عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم، حيث يؤدي إلى اضطراب شديد في هطول الأمطار التي يعتمد عليها مليارات البشر في الغذاء في الهند وأمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا، بالإضافة إلى زيادة العواصف، وخفض درجات الحرارة في أوروبا، ورفع مستوى سطح البحر في شرق الولايات المتحدة. كما أنه سيعرض للخطر غابات الأمازون المطيرة والصفائح الجليدية في أنتاركتيكا.
ويجعل تعقيد نظام “AMOC” وعدم اليقين بشأن مستويات الاحتباس الحراري في المستقبل من المستحيل التنبؤ بتاريخ أي انهيار في الوقت الحالي؛ إذ يمكن أن يكون بعد عقد أو عقدين، أو عدة قرون. لكن العلماء قالوا إن التأثير الهائل الذي يمكن أن يحدثه مثل هذا الانهيار يعني أنه يجب عدم السماح بحدوثه أبدًا.
وقال نيكلاس بويرس من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا الذي أجرى البحث إن “ظهور علامات عدم الاستقرار بالفعل أمر لم أكن أتوقعه، وأجده مخيفًا.. إنه شيء لا يمكن السماح بحدوثه”.
وأضاف بويرس إنه من غير المعروف ما هو مستوى ثاني أكسيد الكربون، الذي قد يؤدي إلى انهيار تيارات الخليج، “لذا فإن الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو إبقاء الانبعاثات عند أدنى مستوى ممكن”.
وتزداد احتمالية حدوث هذا الخطر شديد التأثير مع كل غرام من ثاني أكسيد الكربون يدخل إلى الغلاف الجوي، وفق الباحث. ويتزايد قلق العلماء بشأن نقاط التحول، تغييرات كبيرة وسريعة، ولا رجعة فيها في المناخ.
وربما يكون العالم قد تجاوز بالفعل سلسلة من النقاط الحرجة، وفقا لتحليل عام 2019، ما أدى إلى “تهديد وجودي للبشرية”.
وبحث بويرس، الذي نُشر في مجلة Nature Climate Change، بعنوان “إشارات الإنذار المبكر، القائمة على الرصد، لانهيار AMOC”، يظهر بيانات الجليد الأساسية وغيرها من البيانات من آخر 100000 عام، ومن ذلك أن AMOC لديها حالتان: واحدة سريعة وقوية، كما رأينا على مدى آلاف السنين الأخيرة، وأخرى بطيئة وضعيفة.
وتُظهر البيانات أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تجعل تبديل AMOC فجأة بين الحالتين على مدى عقد إلى خمسة عقود. ومياه البحر المالحة الكثيفة التي تغرق في المحيط المتجمد الشمالي هي التي تحرك AMOC، لكن ذوبان المياه العذبة من الغطاء الجليدي في غرينلاند يبطئ العملية في وقت أبكر مما اقترحته النماذج المناخية.
وخلص التحليل إلى أن “هذا الانخفاض في AMOC في العقود الأخيرة قد يكون مرتبطا بفقدان شبه كامل للاستقرار على مدار القرن الماضي، ويمكن أن يكون AMOC قريبا من انتقال حرج إلى وضع دورانه الضعيف”.