ما معنى رضا الله سبحانه وتعالى وغضبه ..؟
في الحديث الشريف عن النبي صلوات الله عليه وأله :
( يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك )
فما معنى نسبة الغضب والرضا إلى الله عز وجل وهو سبحانه لا يتغير من حال إلى حال ولا يستفزه شئ يغيره .. ؟!
الإجابة
ــــــــــ
يوجد معنيان لتفسير نسبة الغضب والرضا إلى الله سبحانه وتعالى :
المعنى الأول : أن رضا الله هو ثوابه وغضب الله هو عقاب
المعنى الثاني :أن رضى الله هو رضا أولياء الله الكاملين ، وغضبه غضبهم …
فبالنسبة للمعنى الأول :
وهو أن غضب الله هو عقابه ورضاه هو ثوابه
************************************
سُأل الإمام الباقر ( ع ) في قوله تعالى:
(ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) ما ذلك الغضب؟
فقال أبو جعفر عليه السلام: هو العقاب يا عمرو، إنه من زعم أن الله عز وجل زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق، إن الله عز وجل لا يستفزه شئ ولا يغيره
وفي رواية أخرى :
سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فقلت له: يا ابن رسول الله أخبرني عن الله عز وجل هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.
وبالنسبة للمعنى الثاني
وهو أن غضب الله هو غضب أوليائه ورضاه رضا أوليائه
***********************
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل:
(فلما آسفونا انتقمنا )
قال: إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون ، فجعل رضاهم لنفسه رضا وسخطهم لنفسه سخطا ، وذلك لأنه جعلهم الدعاة إليه والأدلاء عليه ، فلذلك صاروا هكذا ، وليس ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه )
وقد قال أيضا : ( من أهان لي ولياَ فقد بارزني بالمعاصى )
وقال أيضاَ : ( من يُطع الرسول فقد أطاع الله )
وقال أيضاَ : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله )
( انتهى الحديث )
وعلى ذلك فالإنسان الكامل وأولياء الله الصالحون الكاملون كمحمد وأل محمد صلوات الله عليهم تنسب أفعالهم إلى الله عز وجل ..
والخلاصة :
أن الإنسان الكامل خليفة الله في أرضه وحجته على عبادة وخاصة محمد وأل محمد صلوات الله عليهم هم قلب هذا العالم ومحورة ، تتجلى فيهم الأسماء الإلهية كالرحمة والرأفة والولاية الإلهية ، وكذلك الرضا والغضب والأسف الإلهي التي وردت في القرأن أو السنة ،هي رضاهم وغضبهم وأسفهم
فطاعتهم هي طاعة الله
ومعصيتهم هي معصية الله
وغضبهم هو غضب الله
ورضاهم هو رضا الله
وولايتهم هي ولاية الله
والله سبحانه وتعالى منزه في الحقيقة عن الزوال والتحول من شئ إلى أخر ، فهذه صفة المخلوقين ..
وهكذا فليحذر الذين يسيئون إلى أولياء الله فإن حربهم هي مع الله عز وجل ، ولقد أذنهم بالحرب ..
ونختم بهذه الكلمة للإمام الحسين عليه السلام :
رِضا اللهِ رِضانا أَهْلَ الْبَيْتِ ،
نَصْبِرُ عَلى بَلائِهِ وَيُوَفّينا أُجُورَ الصّابِرينَ ،
لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) لُحْمَتُهُ ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ في حَظيرَةِ الْقُدْسِ ، تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَيُنْجَزُ بِهِمْ وَعْدُهُ ،
مَنْ كانَ باذِلاً فينا مُهْجَتَهُ ، وَمُوَطِّناً عَلى لِقاءِ اللهِ نَفْسَهُ فَلْيَرْحَلْ مَعَنا فَإِنّي راحِلٌ مُصْبِحاً إِنْ شاءَ اللّهُ تعالى