قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور، حسين علي حسني حمية، ان السفينة النفطية الايرانية التي عبرت بهدوء مساحات من الماء من خليج فارس حتى المتوسط؛ حطمت مجموعة كبيرة من المعادلات التي كان المحور الصهيو أمريكي يحاول فرضها على لبنان والمنطقة منذ سنوات طويلة.
وكالة مهر للأنباء – حسين علي حسني حمية: سفينة نفط تحمل مشتقات نفطية كمثيلاتها في العالم عبرت بهدوء مساحات من الماء من خليج فارس حتى المتوسط ولكنها بمرورها هذا حطمت مجموعة كبيرة من المعادلات التي كان المحور الصهيو أمريكي يحاول فرضها على لبنان والمنطقة منذ سنوات طويلة.
والاهم من ذلك كله أنها سددت ضربة قاسمة للمشروع الإنتخابي للقوى المنضوية تحت الولاء الأمريكي، فالخطة التي وضعها الأمريكي وأدواته في لبنان والتي كانت تقضي بالمراوحة وتعميق الأزمة وصولاً لتجويع الشعب اللبناني وحرمانه من أبسط مقومات العيش حتى يصل هذا الشعب الى مرحلة من سلب الوعي والبصيرة تجعله يقبل في الإنتخابات النيابية المقبلة بأي إملاء سياسي مقابل الرغيف.
ويضاف الى ذلك أن أدوات الداخل ظنت أنها قد تضمن بهذه الطريقة لنفسها الإستمرار بالحياة السياسية اللبنانية من بوابة أن اي خيار سياسي يستثنيهم سيكون له تبعات إقتصادية وخيمة على هذا الشعب وهكذا كان الحصار والخناق يشتد يوماً بعد يوم إلى أن وجدت الجهة التي قدمت فاتورة الدم عن كل الشعب اللبناني وجنبته كأس الدم والإرهاب والإحتلال على مدى عقود أربع نفسها أمام تحد جديد وهو المقاومة الإقتصادية وكسر الحصار وهكذا بدأت الحلول تجترح من رحم الأزمة مثل توزيع المواد الغذائية بأسعار معقولة ومكافحة الإحتكار والتصدي له.
ولكن ظل النفط ومشتقاته أحد أهم الهواجس التي تقض مضاجع للبنانيين لأن بين هذه المواد علاقة أساسية مع قطاعات النقل والكهرباء وصناعة الخبز وسائر متطلبات الحياة وعلى وقع فقدان هذه المواد بدأ التذمر والخوف يرتفع في الأوساط اللبنانية إلى أن إتخذ سيد المقاومة القرار التاريخي القاضي بإحضار هذه المواد بشكل مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر البحر ضمن قافلة من الناقلات النفطية تتقدمها ناقلة إستشهادية.
قال المحلل السياسي انه يمكن تسمية الناقلة النفطية الايرانية بناقلة كسر المعادلات لانها فضحت الجهات الدولية والمحلية التي تقف خلف الحصار من جهة وفتحت من جديد ثغرة في جمود العلاقات الرسمية اللبنانية السورية وأظهرت عجز الأمريكيين والصهاينة عن إيقاف هذه الناقلة بالقوة
وقد تم إعتبار هذه الناقلة وما سيلحق بها محمية بموجب منظومة الردع وقواعد الإشتباك التي أرستها المقاومة مع العدو وهكذا أسقط في يد الجميع وبدأت الأدوات المحلية بالتهويل بالعقوبات والتشكيك بالمصداقية وبث الشائعات المغرضة ولكن تزامن هذا الإعلان مع إكتشاف عدة خزانات إحتكارية تضمن ملايين الليترات من البنزين والمازوت لدى بعض الشخصيات المحسوبة عليهم مما شكل ضربة إضافية لمشروعهم ونقطة إضافية لصالح المقاومة وحلفائها.
هذا على مستوى الوكيل أما على مستوى الأصيل أي الأمريكي فهو سارع على عجالة من أمره لفتح ثغرة في هذا الحصار عله يخفف من وميض القرار الشجاع ومفاعيله ولكن أيضاً إنقلب السحر على الساحر فالحلول المطروحة تمر عبر سوريا وهذا يلزم لبنان الرسمي بالإنفتاح على سوريا بعد طول إنقطاع، ومن جهة ثانية فضحت هذه القرارات المتعجلة والمتزامنة مع القرار الشجاع تورط الأمريكيين بشكل مباشر في الحصار المفروض على الشعب اللبناني، وهذا أيضاً كان نقطة في رصيد المقاومة.
ولذلك يمكن تسمية هذه الناقلة بناقلة كسر المعادلات فهي فضحت الجهات الدولية والمحلية التي تقف خلف الحصار من جهة وفتحت من جديد ثغرة في جمود العلاقات الرسمية اللبنانية السورية وأظهرت عجز الأمريكيين والصهاينة عن إيقاف هذه الناقلة بالقوة، وأيضاً كانت سبباً في خسارة الفريق السياسي الموالي للأمريكيين كثيراً من رصيدهم الإنتخابي وهنا لربما يعمل هذا الفريق على إجتراح بعض الحلول الشعبوية ليستعيد بعضاً من رصيده الضائع فتخف وطئة الحصار عن هذا الشعب المظلوم ولعل ذلك يسرع عملية تشكيل حكومة إنقاذية في البلاد.