مجدّداً، ملاعب كرة القدم الإيطالية تشهد هتافات عنصرية. هو الدوري الإيطالي الذي تكثر فيه العنصرية التي تشوّه جمالية الكرة.
ماذا يعني أن يكون اللاعب ذا بشرة سمراء في ملاعب الكرة الأوروبية، وتحديداً في ملاعب الكرة الإيطالية؟ يعني أنه قد يتعرّض في أي لحظة للعنصرية البغيضة، وهو ما حصل كثيراً ولا يزال يتكرّر.
قبل أيام، شُغِلت إيطاليا بمباراة نابولي وفيورنتينا. بالتأكيد، ليس لفوز نابولي في مباراته السابعة على التوالي من 7 مباريات وحلوله في الصدارة، بل لأنَّ ثلاثة من لاعبيه تعرّضوا للهتافات العنصرية، وقام مشجّعو فيورنتينا بتقليد أصوات القردة للاستهزاء بهم، وهم: النيجيري فيكتور أوسيمن، والسنغالي كاليدو كوليبالي، والكاميروني أندريه أنغويسا. كان كوليبالي أكثرهم، كما أنه في المقابل عبّر بغضب شديد حيال ما تعرّض له.
كوليبالي نفسه كان تعرّض لهتافات عنصرية مماثلة قبل 3 أعوام في مباراة نابولي أمام إنتر ميلانو، ما أحدث ضجّة كبيرة في إيطاليا. حينها، فرض الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عقوبة على إنتر، بخوض مباراتَين في ملعبه “سان سيرو” من دون جمهوره بسبب عنصريته، لكن هل تغير شيء ما؟ ها هو كوليبالي يتعرّض للعنصرية مجدّداً.
حينها أيضاً، تضامن كثيرون معه. كان أبرزهم الأسطورة الراحل الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي رفع قميص كوليبالي وقال: “أشعر بأنني من نابولي، وأريد اليوم أن أكون كاليدو كوليبالي. أتمنى أن يساعد كل هذا على إنهاء العنصرية في الملاعب للأبد. التحية لكل مَن هو ضد العنصرية”.
مارادونا كان التقى الأطفال الأفارقة الفقراء بوجه ضاحك، ومازحهم ولعب معهم خلال زيارته إلى جنوب أفريقيا قبل مونديال 2010.
كذلك، إن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أعلن مساندته لكوليبالي، وقال: “في العالم، في كرة القدم، نريد دائماً تعليم الاحترام، لا للعنصرية أو التمييز”.
التصدّي للعنصرية مسألة ضرورية
قبل كوليبالي، كان لاعبون كثر هدفاً للعنصرية في الملاعب. أحدهم ماريو بالوتيللي، الذي تعرض للعنصرية قبل عامَين في مباراة فريقه السابق بريشيا أمام هيلاس فيرونا، وكان ردّ فعله الغضب الشديد، إذ ركل الكرة نحو مشجّعي فيرونا، وكان يريد الخروج من الملعب استنكاراً لما حصل، إلا أن زملاءه حالوا دون ذلك، ليكمل المباراة ويسجّل هدفاً من دون أن يحتفل به.
وفي تلك الفترة أيضاً، تعرّض البلجيكي روميلو لوكاكو، لاعب إنتر ميلانو السابق، للهتافات العنصرية خلال المباراة أمام كالياري، وقال حينها: “يجب أن يتصرّف الاتحاد الدولي لحلّ هذه المعضلة. يمكننا أن نهتمّ أكثر بحملة “لا للعنصرية”، ولكن ما لم نفعل شيئاً حقيقياً لمواجهة هذه الظاهرة، فهذا لن يكون له معنى”.
بالفعل، فإنَّ شعار “لا للعنصرية” من الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا) يحضر دائماً في كرة القدم عند دخول الفِرق إلى الملاعب، وكذا على قمصان اللاعبين، لكن رغم ذلك، لا تغيب العنصرية أبداً، ما يفرض على هذين الاتحادَين والاتحادات القارية والوطنية والأندية وروابط مشجّعيها التشدُّد أكثر، من خلال خطوات أكثر قسوة بحق من يشوّه الصورة الجميلة لكرة القدم، ولمواجهة آفة العنصرية حتى إنهائها.
هكذا، لا يكفي أولئك اللاعبين الَّذين ينشأون فقراء أو القادمين من مناطق البؤس في أفريقيا كلّ تلك المعاناة في حياتهم، لتستمرّ بعد أن يصبحوا نجوماً في الملاعب. رغم ذلك، سيبقى لهؤلاء مكانتهم وتقديرهم في عالم الكرة، وكثر منهم يعدّون قدوةً، أليس فيهم نجوم كصامويل إيتو وجورج وياه وروجيه ميلا وساديو مانيه وغيرهم الكثير الكثير، وقبلهم بيليه، مَن كان لقبه.. “الجوهرة السوداء”!
عادل النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول رقما فريدا للأسطورة ستيفين جيرارد قائد “الريدز” السابق، ...
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website. If you continue to use this site we will assume that you are happy with it.Ok