الوقت- قالت “أمل عطية”، عضو تحالف فتح، إن “المؤامرة والتدخل الأجنبي في طريقهما للسيطرة على الاقتصاد العراقي”. وأضاف: “الإمارات تتطلع إلى تدمير طريق الحرير من خلال الاستثمار في ميناء الفاو”. وأكد هذا العضو في ائتلاف فتح: الحكومة الحالية هي حكومة تقدم الشؤون وليس لها الحق في توقيع اتفاقيات مع دول أخرى حتى تشكيل الحكومة الجديدة. وحذر من إحالة المشروعات الاقتصادية التي تحت إشراف الحكومة إلى شركات الاستثمار. كما حذر نوري المالكي، رئيس ائتلاف دولة القانون، من ذلك قبل أيام. وفي وقت سابق أعلن وزير النقل العراقي ناصر حسين الشبلي عن طلب قطر والإمارات للاستثمار في ميناء الفاو الكبير.
الدور المدمر للإمارات في العراق
اتخذ “طحنون بن زايد”، رئيس جهاز المخابرات والأمن الإماراتي، المسؤول عن العراق في أبو ظبي، موقفا خلال حكومة عادل عبد المهدي. وأضاف “في رأينا لا فرق بين موانئ المنطقة التي ستلقي بظلالها على اقتصاد الإمارات خلال الثلاثين عاما القادمة سواء كان ميناء جوادر (باكستان) الذي تحاول الصين استغلاله أو ميناء الفاو” في العراق). وزعم أن “عادل عبد المهدي لا يختلف عن نواز شريف الذي سعى في السابق إلى إقامة علاقات اقتصادية مع الصين. ولن نسمح للبعض أن ينمو ويزدهر على حساب عودة الإمارات إلى عصر التصحر”. في غضون ذلك، قدمت أبو ظبي دعمها الكامل لإجراء استفتاء على المنطقة الكردية العراقية في عام 2017، مما أدى إلى ردة فعل شديدة من بغداد في ذلك الوقت. وبعد عام، تم ضبط شحنات مخدرات وأسلحة من الإمارات إلى العراق عبر موانئ البصرة، لكن كانت هناك ضغوط شديدة لعدم الكشف عن الأمر. تعكس شحنة الأسلحة هذه تورط الإمارات في مشاكل أمنية، وتثير التساؤل حول ما إذا كانت داعش لها علاقات مع الإمارات. وما سر الآثار العراقية المسروقة التي عُرضت في متحف بأبوظبي؟
من ناحية أخرى، ازداد تهريب المخدرات من الدول العربية، وخاصة الإمارات، إلى العراق بمعدل غير مسبوق. وتشمل شحنات المخدرات الأفيون والمخدرات، وقد اشتكى العديد من ناشطي المجتمع العراقي من سلوك الإمارات تجاه بلدهم، واصفين ذلك بأنه دلالة على مساعيها لتدمير عقلية الشباب العراقي.
بالإضافة إلى ذلك، في نفس وقت انطلاق الاحتجاجات الشعبية العراقية في أكتوبر 2019، كان هناك الكثير من الأدلة والعلامات على جهود الإمارات للتأثير على الاحتجاجات العراقية التي بدأت في أكتوبر الماضي. في هذا التاريخ، هبطت ثلاث طائرات تحمل أسلحة في مطار أربيل بالإمارات. ومع بدء الاحتجاجات في العراق، حاولت أبو ظبي تنفيذ الانقلاب العسكري الذي خططت له. أفادت مصادر سياسية عراقية أنه في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2019، اعتقلت السلطات العراقية أحد أهم القادة في الجيش العراقي ونقلته إلى وزارة الدفاع على خلفية معلومات عن تورطه في انقلاب محتمل. وفي وقت سابق من اليوم، أفادت إذاعة الصوت العراقي عن اعتقال عصابة تابعة للإمارات في العراق كانت تحاول قيادة الشعب العراقي لصالحهم. وبحسب التقرير، كانت العصابة مرتبطة مباشرة بطحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي، وسعى شقيق ولي عهد أبو ظبي إلى حل القضية عبر القنوات الغربية.
دخلت الاتفاقية الاقتصادية بين العراق والصين، التي قيل إنها كانت العامل الأهم في الغضب الأمريكي على حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، حيز التنفيذ في الأول من أكتوبر / تشرين الأول 2019 في العراق، في غضون ذلك، ولأول مرة في العراق، انكشف الدور التخريبي لدولة الإمارات العربية المتحدة في عدم تنفيذ هذه الاتفاقية. إذ كشفت بعض وسائل الإعلام العراقية عن المساعي الإماراتية السلبية لإفشال الاتفاقية الاقتصادية، مستشهدة بجزء من دعم أبوظبي لاحتجاجات الشارع العراقي وتوجيهها لتخريب الاتفاقية الاقتصادية.