أعاد مشهد إخلاء الصهاينة لبؤرة “أفيتار” الاستيطانية على قمة جبل صبيح في بلدة “بيتا” جنوب نابلس بالضفة الغربية للاسرائيليين ذكريات انكسارهم وخيبتهم في لبنان.
ولأن الهزيمة في لبنان لا تفارق العدو، يبدو واضحًا كيف أن شخصيّاته تُعبّر بشكل صريح عن انزعاجها من هذا “الكابوس”. الضابط الاسرائيلي تولاي فلينت (منسق ما يُسمّى تحالف “مقاتلون من أجل السلام”) قال في مقال له إن “البؤرة الاستيطانية، تعيد “إسرائيل” إلى الوحل اللبناني، ولكن هذه المرة في عمق الأراضي الفلسطينية، بعد أن نزفنا منذ سنوات في جنوب لبنان، من خلال حزام أمني سعى إلى خلق تواصل بين البؤر العسكرية آنذاك، واليوم تحت ذات الذريعة الزائفة لاستمرارية الاستيطان، يظهر واقع مماثل في الضفة الغربية “يهدد أيضا بالانفجار داخلنا قريبا”.
وأضاف تولاي فلينت “مستوطنة أفيتار هي الطريقة التي نعود بها للمستنقع اللبناني، وهذه المرة في عمق الأراضي الفلسطينية، وأي جندي إسرائيلي خدم في الحزام الأمني اللبناني، لا يسعه إلا أن يرى أين توجهنا قيادة المستوطنين بإنشاء بؤرة أخرى، وفي النهاية سيتم إخلاؤها، ولكن بعد سقوط المزيد من “الضحايا” على الجانبين”، وتابع “أنا هنا لا أستعمل مصطلح “البؤرة الاستيطانية” لأنه خدعة، ويعني مستوطنة غير شرعية، وكل المستوطنات غير شرعية، ولكلّ من يتذكّر، فقد سيطرت “إسرائيل” على المنطقة الأمنية في جنوب لبنان بين عامي 1982-2000، رغم أن السيطرة كلمة جميلة لما حدث هناك، لكنها غير دقيقة للغاية”، وأردف “سيكون من الأصح القول إن إسرائيل نزفت في جنوب لبنان، وشقت طريقها بين القرى الأكثر عدائية، وأصبحت البؤر الاستيطانية، التي كانت في البداية غير محمية حقا، حصونا عسكرية، وأصبح التنقل بينها مستحيلا ما لم تكن مدرعا ومحميا، مع العلم أن التسلسل المخطط بين البؤر الاستيطانية لإنشاء “الشريط الأمني” لم يحمِ أحدا أو “إسرائيل”، بل زاد عدد خسائر الجانبين، وهكذا غدا ثمن الدم باهظا”.