أكَّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنَّ “حزب الله يستمرّ في التسليح والتجهيز والإعداد والتدريب وحشد القوى من أجل أن يكون جاهزًا لأيّ معركة يمكن أن يفرضها الكيان الصهيوني وفي موقع الرادع له”، مشيرًا إلى أنَّ الحزب لن يدع العدو يعتدي من دون رد.
وخلال كلمةٍ له في الملتقى العربي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، رأى الشيخ قاسم أنَّ سقوط الاحتلال في فلسطين مسألة وقت وشرعنة هذا الاحتلال مستحيلة مع وجود المقاومة، وتوجّه للمجاهدين الفلسطينيين قائلًا: “اعلموا أنَّ حزب الله معكم وواثق من النصر”.
وأضاف: “إنَّ أصوات الاعتراض على حزب الله في لبنان والمنطقة إنما هي لوجوده في خندق المقاومة مع القضية الفلسطينية ومع تحرير الأرض والانسان، وهذه الاعتراضات هي صدى لتوجهات أمريكا والمطبعِّين المنهزمين، ولن تؤثر هذه الأصوات علينا فهؤلاء يستدرجون في هذه المرحلة عروضًا للانتخابات باعلانهم رفض السلاح الذي يملكه الحزب على قاعدة أنهم يأخذون من أمريكا وبعض دول الخليج المساعدات والامكانات، وعلى كل حال ستؤكِّد الانتخابات مواقعهم وحجمهم الطبيعي”.
وعن الذين يعتبرون أنَّ الدفاع عن فلسطين ليس من مسؤوليتهم، قال نائب الأمين العام لحزب الله: “فليعلم الجميع أنَّ فلسطين هي المركز، إن استقرَّ وارتاح وتحرَّر تحرَّرت المنطقة، وإن بقيت فلسطين تحت الاحتلال هذا يعني أنَّ المنطقة كلها معرَّضة لأخطار وجود إسرائيل”.
حوأوضح الشيخ قاسم أنَّ دعم المقاومة الفلسطينية واجب إسلامي وعربي على كلِّ قادرٍ وعلى كل حرٍّ في العالم، ونتائجه لا تنعكس على فلسطين المحتلة والقدس فقط بل تنعكس على كل هذه المنطقة، لافتًا إلى أنَّه “عندما نكون مع المقاومة الفلسطينية يعني إننا مع استقلال بلداننا والدفاع عنها”.
وشدَّد على أنَّ المقاومة هي الحل لاستعادة وتحرير الأرض والأسرى خصوصًا مع وجود هذا التآمر الدولي إلى جانب “إسرائيل”، مبيّنًا أنَّه “لولا المقاومة وعطاءات الشعب الفلسطيني المجاهد والتضحيات التي قدّموها، لما توقفت اندفاعة وتوسع الاحتلال ولما أصبح محاصرًا في إطار احتلاله ولم يتجاوز ما احتله من مناطق عربية إضافية أو التحكم بواقع فلسطين ليشرعن احتلاله”.
وتابع الشيخ قاسم: “المقاومة أثبتت نفسها في معارك غزة المتكررة، وفي معركة “سيف القدس” التي كانت علمًا كبيرًا عظيمًا للنصر الحقيقي للمقاومين والشعب الفلسطيني المجاهد، والتي تفاعلت مع مواجهة حزب الله خلال عدوان تموز “الإسرائيلي” وهذه الانتصارات في فلسطين وجوار فلسطين هي مؤشر على سلامة وصحة هذا الخط، ولولا الهزائم التي مُنيت بها “إسرائيل” لما بقيت مرتبكة وغير مستقرة، ولولا معادلة الردع لتوسع الاحتلال وقضم المزيد من الأراضي”.
واعتبر أنَّ كلَّ الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية سواءٌ تحت عنوان “التسوية” أو “السلام” هي في الواقع حلول تصفوية للقضية وتحاول إعطاء حلول لشرعنة الاحتلال، مؤكدًا رفض حزب الله جميع هذه العناوين، وأنَّ المقاومة الفلسطينية المسلحة هلي الحل الأوحد لاستعادة الأرض والمقدسات.
وتوجَّه الشيخ قاسم للمطبعين قائلًا: “التطبيع الذي حصل من قبل بعض دول الخليج هو السلاح الأضعف والموقف الأذل للدول المطبعة، إن ظنُّوا أنَّهم بتطبيعهم حموا أنظمتهم سيكتشفون أنَّهم ارتكبوا خطيئةً كبرى وأنهم خانوا القضية وما فعلوه هو تراجع كامل عن تأييد القضية لأنَّهم استسلموا لمصالح عروشهم، وهذا التراجع لن يؤثر عند أصحاب الحق والشعب الفلسطيني الذي سيستمر يقاتل ويضحي وينتصر”.
وعن الأسرى والمعتقلين، أشار نائب الأمين العام لحزب الله إلى أنَّه جرى اعتقالهم في سجون الاحتلال الصهيوني لأنَّهم كانوا يدافعون عن بلدهم وابتغوا التحرير والتخلُّص من الاحتلال والعدوان، ذاكرًا أنَّ “في السجون حوالي 5 آلاف أسير ومُعتقل منهم حوالي 40 امرأة و200 طفلٍ وقاصر، وتقريبًا 500 معتقل إداري”.
ووجه الشيخ قاسم التحية للدعم الإيراني والسوري ولدعم المقاومة في لبنان وفي كل المنطقة للقضية الفلسطينية، وعلى العطاءات الكبيرة التي تماهت من خلال حركات المقاومة مع عطاءات الشعب الفلسطيني للمساعدة في التحرير للوقوف بوجه مشروع “الشرق الأوسط الجديد” ومشاريع تفتيت المنطقة.