ليلى عماشا
قد تتشابه خطابات السيد نصرالله في حلولها بردًا وسلامًا على قلوب أهل المقاومة على اختلاف مناسباتها وظروفها، إلّا أنّه في كلّ مرّة يتحدّث فيها يمنح المواضيع التي يتناولها بُعدًا مختلفًا فتتحوّل إلى عنوان عريض يتداوله الأصدقاء والخصوم على حدّ سواء.. واليوم، في اللقاء الإعلامي الوطني تحت عنوان “فلسطين تنتصر” وضع السيد الإعلام أمام دوره ومسؤولياته، وكرّس الساحة الإعلامية لمحور المقاومة جبهةً حقيقية من جبهات الحرب.
بدايةً، لا شيء يصف فرح العاملين في مجال الإعلام المنتمي إلى خط المقاومة والناشطين على منصات التواصل من أهل هذا الخط بأن منحهم السيد نصرالله اليوم وسام الفاعلية في مواجهة العدوان الإعلامي والإفتراضي الذي يتعرض له المحور وعلى كلّ المستويات..
تحدّث السيّد نصرالله عن الإعلام المقاوم ضمن مرتكزين أساسيين: تقييم ما تمّ تحقيقه والتخطيط لما يجب فعله.
في إطار التقييم، أنصف السيّد إعلام المقاومة الذي يتعرّض عادة للظلم في كلّ حسابات “المسطرة والقلم” والنقد الإعلاميّ الذي وإن كان بنّاءً في كثير من الأحيان إلّا أنّه شديد القسوة، فمن اتهامه بالضعف في مواجهة الماكينة الإعلامية الضخمة الموظفة أميريكيًا للتضليل والكذب والإفتراءات التي تطال المقاومة وأهلها، إلى اعتباره “تقليديًا” وجامدًا في مواجهة شديدة الإعتماد على استخدام كل الوسائل المتطوّرة والمنصات الاعلامية الالكترونية المختلفة. فحين يتحدّث السيّد عن ابداع في اعلام محور المقاومة رغم الإمكانيات والموازنات التي يوظفها المحور المعادي في إعلامه، ويشير إلى دور منصات التواصل في تحقيق الإنتصارات، فهو يعزّز هذا الدور ويعطيه دفعًا معنويًا هائلًا، وجميلًا جدًا. ببساطة، حين يقول السيّد نصرالله أنّ إعلامنا أبدع فهذا يعني حتمًا أنّ هذا الأعلام حقّق إنجازًا نوعيًا في الساحة التي يتولى فيها دور الجندي المقاتل..
هذا الإنجاز يضع الإعلام المقاوم أمام مسؤوليتين: مسؤولية عدم التراجع عن هذا المستوى المرتكز على المصداقية أولًا، وعلى فهم نقاط ضعف العدو والتعامل معها، ومسؤولية “وضع خطة إعلامية” لمواجهة التحريف والتزوير والتضليل. وهنا وضع السيّد كلّ عامل في مجال الإعلام، كما كلّ ناشط على منصات التواصل، أمام مسؤولية كبيرة، فهذه المواجهة التي تتطلب الصدق ومعرفة نقاط ضعف العدو، بكلام آخر تتطلب الحرص والوعي، تتطلب أيضًا خطّة مدروسة تتم عبرها مواجهة الماكينة التضليلية الكاذبة. وهنا على كلّ منّا أن يتسلّح بما يجيده لردّ الأضاليل، ومن لم يستطع إلى ردّها سبيلًا عليه بالحدّ الأدنى أن لا يكون مساهمًا بنشر الأكاذيب أو متورطًا بمتابعة مرتكبيها والبحث عن أعذار لهم.
على صعيد آخر، كلّف السيّد بشكل أو بآخر كل وسائل إعلام المقاومة بمهمة التفاعل مع القاعدة الشعبية للمحور، بكلام آخر، يدفع الأمين الصادق إعلام المحور المقاوم نحو الناس، مدركًا أن هؤلاء الناس الذين يشكلون البيئة الحاضنة والصانعة للنصر، يحتاجون إلى إعلام يحتويهم ويتفاعل معهم ويتفاعلون معه، وهو أمر حاصل بنسب متفاوتة، وينبغي الاستمرار به وتطويره بغية الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من هذا التفاعل الذي يزيد من قوة الإعلام من جهة، ويعزّز من التفاف الناس حوله من جهة أخرى.
حضر إعلامُ المقاومة اليوم عنوانًا عريضا مكتوبًا على صفحات “فلسطين تنتصر”، مشرّفًا باهتمام الأمين على المقاومة واعلامها وأهلها السيّد حسن نصرالله، ومكرّسًا كساحة مواجهة حقيقية ومؤثّرة.. هذا الحضور الذي يشكّل بحد ذاته دافعًا معنويًا عظيمًا لكلّ اعلاميي المحور ولكل المؤسسات والمنصات الملتزمة بخط المقاومة، هو في الواقع مسؤولية كبيرة سيحملها أهلها بكلّ ما فيهم من حبّ ومن وعي ومن صدق يوظفونه “لإجراء ما يلزم”..