وكتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية امس السبت في تحليل لها حول رسالة التهنئة التي بعثها الملك الاردني عبدالله الثاني الى الرئيس الايراني المنتخب آية الله ابراهيم رئيسي:
على نحو مفاجئ وبعد ايام فقط من انعقاد قمة بغداد الثلاثية وظهور العاهل الاردني في مقامات واضرحة الصحابة جنوبي بلاده تم الاعلان عن برقية تهنئة ارسلها ملك الاردن الى الرئيس الايراني الجديد المنتخب وسط حالة لتسليط الضوء اعلاميا.
يبدو ان العاهل الاردني أرسل برقية تهنئة للرئيس الايراني المنتخب الجديد اعرب فيها عن تهنئته شخصيا بفوزه بالانتخابات الرئاسية الايرانية كما تمنى التقدم والازدهار للشعب الايراني الصديق.
تم الاعلان عن تلك البرقية في عمان بعد ظهر السبت وتؤطر لحالة قد تسمح قريبا وسط بعد توقعات الدبلوماسيين باستئناف العلاقات الدبلوماسية المعلقة منذ سنوات طويلة بين الاردن وايران.
وتكشف اوساط متابعة لملف علاقات الاردن مع العراق وايران ومعادلات الاقليم بان عمان تخطط لارسال سفيرها الى دمشق وقد تعمد الى تسمية سفير جديد في ايران في اطار مواجهة حالة التموقع الجديدة وفي ظل اتجاهات عمان الواضحة لدعم رئيس الوزراء العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي.
ومن المرجح ان وزارة الخارجية الاردنية تدرس حاليا اتخاذ خطوة متأجلة منذ عدة سنوات و منذ وقت طويل بتسمية سفير اردني في طهران خلفا للسفير الذي لم يذهب الى دوامه منذ اكثر من خمس سنوات وهو الوزير السابق عبد الله ابو رمان.
ويبدو ان وفدا من الخارجية الاردنية يشرف بنفس الوقت على اعادة ترتيب اوراق التبادل والعلاقات الدبلوماسية بين عمان ودمشق حيث لا يوجد منذ اكثر من عامين سفير اردني في مقر السفارة الاردنية في العاصمة السورية ويبدو ان النية قد تتجه ايضا لتفريغ سفير علما بان السفارة الاردنية في دمشق مفتوحة وتعمل على مستوى القائم بالاعمال .
ومن المرجح في الاطار السياسي ان علاقات الاردن بدول محور المقاومة قد تذهب باتجاه التحسن ولو قليلا وبالتدريج البطيء في الوقت الذي يبدو فيه غياب التواصل رفيع المستوى في العلاقات والاتصالات بين الاردن والسعودية قد يؤدي الى شكل من اشكال الانفتاح الدبلوماسي والسياسي الاردني في العمق السوري و في العمق العراقي خصوصا وان المصالح التجارية والاقتصادية الاردنية مع العراق نصح بان تأخذ بالاعتبار ضرورة تلبية مطلب ايراني قديم بعنوان تسمية سفير اردني في طهران .
وهو أمر قد تمهد له الحوارات الصاخبة الجارية في عمان تحت عنوان احتمالية اعلان او تاسيس او الاتجاه نحو برنامج يسمح بالسياحة الشيعية والدينيه الى جنوب الاردن حيث اضرحة ومقامات من الشريحة التي يقدسها الشيعة الايرانيون والعراقيون.
بنفس الوقت كان عاهل الاردن قد تحدث في اجتماعات مغلقة عن نيته توفير دعم خاص لكل من العراق وسورية في مباحثاته التي سيجريها بعد اسبوعين مع الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن على اساس ان الاردن سيتحدث في العديد من الملفات و القضايا مع الادارة الامريكية وباسم زعماء المنطقة.
في تلك الاحاديث المسربة تحدث عاهل الاردن عن ضرورة عودة سورية الى حضن الجامعة العربية و عن ضرورة توفير الدعم والمساندة والتمكين لحكومة رئيس الوزراء العراقي حاليا الدكتور مصطفى الكاظمي.
تصدر البرقية الملكية على تهنئة الرئيس الايراني الجديد في الوقت الذي تخوض فيه عمان بجدل حول برنامج تفعيل السياحة الدينية والشيعية.
”رأي اليوم”