Home / *مقالات متنوعة / جولة إسماعيل هنية العربية في محطة لبنان… الرسائل والنتائج

جولة إسماعيل هنية العربية في محطة لبنان… الرسائل والنتائج

الوقت- زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لبنان علی رأس وفد سياسي خلال اليومين الماضيين، والتقى كبار المسؤولين اللبنانيين.

تحمل هذه الزيارة رسائل رمزية وإشارات سياسية وعملياتية حول مستقبل التطورات الفلسطينية، بالنظر إلی اللقاءات والقضايا التي أثيرت خلال المحادثات بين وفد حماس والمسؤولين اللبنانيين، وهذا ما جعل زيارة هنية إلى بيروت ذات أهمية بالغة.

المصالح المشتركة للبنان وفلسطين

لا شك أن الترحيب بإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، باعتبار هذه الحرکة مجموعة من محور المقاومة وعدو الکيان الصهيوني، ليس بأي حال من الأحوال مواتياً للجهات العربية والغربية المؤثرة على التطورات في هذا البلد، وخاصةً السعودية والولايات المتحدة.

إن الترحيب بإسماعيل هنية وتأکيد السياسيين اللبنانيين على التعاون والوحدة مع المقاومة الفلسطينية، يعني أن التطورات في لبنان لا تتماشى مع سياسات ومصالح الولايات المتحدة والسعودية في ظل المنافسة الإقليمية الشديدة مع محور المقاومة فيما يتعلق بلبنان.

في الواقع، اليوم في أوساط معظم التيارات السياسية اللبنانية ذات التوجه القومي، فإن ضرورة دعم القضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الکيان الصهيوني ليست مجرد مسألة تخص حزب الله، بل ينظر إليها على أنها تتماشى تمامًا مع مصالح لبنان الوطنية وأمنه.

وهذا بدوره يعتبر هزيمةً جيوسياسيةً لأعداء محور المقاومة، الذين بذلوا قصارى جهدهم في السنوات الأخيرة لعزل عقلية المقاومة في لبنان، من خلال الضغوط الاقتصادية والدعاية وإثارة الأزمات السياسية وما إلى ذلك.

رسالة المقاومة إلی الكيان الصهيوني

الرسالة الرمزية المهمة الأخرى لزيارة هنية إلى لبنان، هي التذكير بما أصبح كابوسًا صهيونيًا على مدى العقد الماضي. أي اتصال شبكة المقاومة الإقليمية، زيادة القدرات المشتركة في مختلف المجالات العسكرية، نقل الخبرات والتحالف العسكري والاستعداد للرد المشترك على العدو.

في حرب غزة الأخيرة، وعلى الرغم من وقوف حماس ومقاومة غزة لوحدها ضد العدو الصهيوني وإرغام الصهاينة على قبول الهزيمة بالضربات الصاروخية وإجبارهم علی المطالبة بوقف إطلاق النار، إلا أن أذرع المقاومة الأخرى في لبنان وسوريا والعراق واليمن أعلنت استعدادها لدخول ساحة المواجهة مع الصهاينة إذا لزم الأمر.

وفي هذا الصدد، قال جنرال قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي اسحق بريك لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “إذا لم نتمكن من وقف إطلاق الصواريخ لمدة 11 يوماً، فما الذي سنفعله في حرب متعددة الجبهات وبمشارکة حزب الله؟”.

في السياق نفسه، يبعث لقاء هنية مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله برسالة قوية لتل أبيب، مفادها الوحدة أمام العدو المشترك واستعداد الجهاد لهدف مشترك، الأمر الذي أعاد الآن العمليات المسلحة إلى جدول الأعمال مع تغيير مجلس الوزراء الإسرائيلي ووصول نفتالي بينيت إلی السلطة في الکيان الإسرائيلي.

حماس حاملة لواء التطورات الفلسطينية في العالم العربي

جزء آخر من رسالة زيارة إسماعيل هنية إلى لبنان، هو التسريع في عملية اعتبار حماس كمركز وقيادة للتطورات الفلسطينية.

فلا شك أن الثقل السياسي لحماس في التطورات في فلسطين أكبر بكثير من ثقل حركة فتح ومحمود عباس الذي يرأس السلطة الفلسطينية.

حيث أثبتت مقاومة غزة عبر الدخول في الحرب الأخيرة، والتي قامت للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية في حي الشيخ جراح، أن لها مقاربةً وطنيةً أولاً، وثانياً لديها القدرة على دعم وحماية المصالح الفلسطينية بکفاءة.

ويمكن تتبع انعكاسات مثل هذا الوضع خارج فلسطين أيضًا، إذ قال هنية في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع المسؤولين اللبنانيين، إن أحد الموضوعات الرئيسية في محادثاته کانت ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين، وحثَّ جميع اللبنانيين على إيلاء المزيد من الاهتمام للحقوق الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

 

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...