تصوير: موسى الحسيني
قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين إنَّ: “بعض اللبنانيين يتبجّحون بكلّ وقاحة إلى حدِّ أن يقولوا أنَّ ثقافتنا لا تشبه ثقافة لبنان تاريخيًا”، مؤكّدًا أنَّ إذا كان البعض يعتبر أنَّ تاريخ لبنان يرتبط بثقافة الذلِّ والهوان والانهزام والخضوع للذلّ والمال، وثقافة “أمرك يا أمير وأمرك يا ملك” فلا يشبهنا هذا التاريخ على الإطلاق.
وخلال إطلاق باقة من الإصدارات الأدبية في سِيَر الشهداء وأدب المقاومة، أشار السيد صفي الدين إلى أنَّنا ننتمي للثقافة الوطنية الأصيلة التي تنتمي لتاريخٍ وطنيٍ في احترام وتقدير وتعظيم للانسان.
وسأل: “ألم تقولوا في ادعاءاتكم أنَّ لبنان هو بلد التّنوع الثّقافي؟ إذًا لماذا ضاق البعض ذرعًا بثقافتنا التي حرَّرت وأعزّت، وقامت بتجربة لم تقُم بها أي مقاومة في التاريخ حينما عفت عن الذين قتلونا وعذبونا بالسّجون وهدّدوا وجودنا؟”
وأوضح سماحته أنَّ “هذه الثّقافة هي من إسلامنا الأصيل وتعلّمناها من اتّباعنا الصادق للولي الفقية”، مبيّنًا أنَّ ثقافة ولاية الفقية لها فضل على كلّ اللّبنانيين لأنّها أعادت لبنان بلدًا عزيزًا حرًا كريمًا عزيزًا.
وتابع: “هم يقدِّمون هذه الثقافة على أنّها ثقافة النّقيض وهي ليست كذلك، هذه ثقافة المحبة والمودّة والتّضحية والإيثار من أجل الآخر، والتّحمل والصبر والبصيرة من أجل الآخر”، معتبرًا أنَّه ليس العيب في ثقافتنا بل العيب في المصالح التي أعمت قلوب نخبٍ ومثقفين في بلدنا.
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله رأى أنَّ الخراب الذي حلّ بلبنان خلال الـ 30 عامًا الماضية ليس مرتبطًا فقط بالمنظومة المالية والاقتصادية والادارة السياسية والمالية الخاطئة والفاسدة، رغم أنَّ له دور كبير، ولكن دخلت إلينا ثقافة الأمراء والملوك والإنصياع للمال ولمن يملك المال.
كما لفت إلى أنَّ ثقافة الملوك والأمراء أطاحت بالنّفوس والقيم وبالحدّ الفاصل بين الحقّ والباطل، واختلط كلٍ شيء بالمال وأصبح عبيد المال هم الذين يحكمون ويتحكمون وهذا أسوأ ما شهده لبنان، سائلًا المُدافعين عن الملوك والأمراء”لو أن هؤلاء لا يملكون مالًا هل كنتم احترمتموهم إلى هذا الحد؟”.
وشدَّد السيد صفي الدين على أنَّنا في المقابل قدَّمنا ثقافة الكرامة وعدم الاستسلام والإنهزام والضّعف أمام كلّ هؤلاء وما زلنا وسنبقى على هذه الثقافة، مؤكّدًا أنَّ أحد أوجه العظمة في مقاومتنا هو هذا البُعد الثقافي.
وقال: “بعد هزيمة العدو عام 2006 بدأت مراكز الدراسات الاسرائيلية والأمريكية تفتش عن أسرار قوّة هذه المقاومة رغم أنَّ العالم بأجمعه تظافر بالقوْة والإعلام والحرب النفسية والسّلاح من أجل القضاء على هذه المقاومة، ولكنها انتصرت وهزمتنهم”.
وأضاف سماحته: “بعضهم وصل إلى أنّ أعظم ما في هذه المقاومة هو ثقافتها فبدأوا باستهدافها ويركزون على خصوصايتها وعلى عناصر القوة فيها وكل العناصر فيها قوية ومتينة”، مبينًا أنَّ “ما نشهده اليوم في لبنان هو أحد أوجه هذه الحملات الثقافية والإعلامية السياسية والنّفسية التي تستهدف هذا المجتمع المقاوم وهذه البيئة وهذه الثقافة الأصيلة العميقة والمنتشرة”.
وأكَّد أنَّه “مهما فعلوا لن يتمكّنوا من إحاطة هذه الثقافة أو تطويقها أو خنقها بل على العكس كلّما ازداد ضغطهم ازدادت تأصلًا وقوةً ومنعةً وهذه من خصائص ثقافتنا”.
وأردف السيد صفي الدين: “ثقافتنا بانتمائنا الحسيني، وهي ثقافة الانسان الكريم والحر الذي لا يقبل أن يعيش ذليلًا ومهانًا، هي ثقافة الإمام الحسين (ع) الذي علّمنا وربّانا بدمه ومن معه كيف نعيش حياة الكرامة والعزّ”.