الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 09

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 09

أن القرآن الكريم كان مجموعا ومحفوظا في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد نقل الشيخ الطبرسي عن الإمام المرتضى أنه قال:
(أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له وأنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتلى عليه وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة ختمات، ولك ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبثور، ولا مبثوث (1).
وأكد ذلك الإمام الأعظم شرف الدين (قدس سره) قال: إن القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوحي والنبوة، مؤلفا على ما هو عليه الآن، وقد عرضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتلوه عليه من أوله إلى آخره، كان جبرائيل عليه السلام يعارضه صلى الله عليه وآله وسلك
(1) مجمع البيان 1 / 15.
(٦٥)

بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين، وكله من الأمور الضرورية لدى المحققين من علماء الإمامية، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم كما لا عبرة بالحشوية من أهل السنة القائلي بتحريف القرآن والعياذ بالله فإنهم لا يفقهون) (1) .
وعلى أي حال فإن الشيعة الإمامية تعتقد اعتقادا جازما لا يخامره أدنى شك أن القرآن الكريم المنزل من رب العالمين كان مجموعا في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه سالم من كل تحريف وما ورد في بعض الروايات الشاذة من وجود تحريف فيه فإنها باطلة لأنها تتصادم مع الكتاب العزيز والسنة المقدسة، وما ذكر من الروايات المنافية لذلك فإنها موضوعة أو مؤولة.
وفي نهاية هذا الكتاب إني آمل أن يجد القارئ فيه الفائدة والمتعة وهو ما أتمناه والله ولي التوفيق.
(١) أجوبة مسائل جار الله ص ٣٠.
(٦٦)

براءة الشيعة من الغلو والغلاة تقديم (1) والشئ المحقق حسب الدراسات العلمية التي لا تخضع لهوى ولا تجنح لعاطفة أن التشيع بمفهومه الفكري وأرصدته الروحية، والسياسية قد نشأ وترعرع وتكون حينما فجر النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم دعوته الخلاقة الهادفة إلى إقامة مجتمع سليم متوازن في سلوكه واجتماعه واقتصاده تسود فيه العدالة وتعم فيه الأخوة والمحبة والأمن والرخاء، فعقد مؤتمرا ضم الأسر القرشية، وعرض عليهم رسالته الخالدة التي تنقذهم من واقعهم المرير، وما هم عليه من التخلف الفكري وطلب منهم من يؤازره على إشاعة مثله ومبادئه بين الناس ليتخذه وزيرا وخليفة ووصيا من بعده لتمتد تعاليمه بعد رحيله، فوجموا جميعا وسخر بعضهم منه، فانبرى إليه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وهو

(٦٧)

شاهد أيضاً

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم

قال: نزلت في الحسين (عليه السلام) لو قتل أهل الأرض به ما كان سرفا. – ...