شابكت الملفات الديبلوماسية والسياسية التي حملها معه ميخائيل بوغدانوف إلى بغداد أمس، فيما بدا توقيت الزيارة مهماً لناحية أنه يشير، في آن واحد، إلى أهمية الدور العراقي الإقليمي وإلى أن ساعة العودة إلى العراق قد حانت ربما
استقبلت العاصمة العراقية، بغداد، أمس، مبعوث الرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، في زيارة تستمر يومين وتأتي في ظرف إقليمي يشهد حرباً تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليون والعرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفي وقت يتقاطع فيه اهتمام الدولتين أيضاً عند ضروة العمل على مواجهة انخفاض أسعار النفط العالمية.
وشملت مروحة اللقاءات التي أجراها بوغدانوف في بغداد، أمس، طيفاً من المسؤولين العراقيين، من بينها اللقاء بنائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، الذي أثنى على «مواقف روسيا من قضايا المنطقة، التي كانت الضمانة لاستمرار الأمن والاستقرار»، مشدداً في الوقت ذاته على «ضرورة استمرار العمل وتفعيل الاتفاقيات التي أبرمت في المرحلة السابقة بين بغداد وموسكو».
وعلى المستوى الديبلوماسي الرسمي، أعرب وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، خلال لقائه بوغدانوف، عن «شكره لروسيا لمواقفها المساندة للعراق في حربه ضدَّ التنظيمات الإرهابيّة»، مشيراً إلى أنه سيلبي في «أقرب وقت» دعوة نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لزيارة موسكو.
وشدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار الروسي في العراق. وقال إن «العراق بلد غني بالثروات، إلا أنه يمر بظروف استثنائية تحاول هدر ثرواته، وسلب إمكاناته، ما يتطلب مُساندته من الدول الصديقة؛ للقضاء على المجاميع الإرهابية وإعادة إعمار البُنى التحتية».
وجاء حديث الجعفري في وقت دعا فيه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، روسيا إلى «المساهمة في حرب العراق ضد عصابات داعش الارهابية»، لافتاً إلى أن «الإرهاب لا يهدد العراق فقط، بل امتد تأثيره على المنطقة والعالم ومنها روسيا». وأعلن مكتب العبادي أنه جرى خلال اللقاء «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات الطاقة والنفط والتسليح والقضايا الاقتصادية، كذلك بُحثَت الاوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة».
من جهته، أعرب بوغدانوف، بحسب بيان مكتب العبادي، عن «رغبة الحكومة الروسية الكبيرة بتطوير العلاقات مع العراق وفتح آفاق التعاون المثمر بين البلدين»، مبدياً ترحيب حكومته «بالخطوات التي اتخذها… العبادي في ما يخص وحدة مكونات الشعب العراقي والعمل المشترك بين المكونات السياسية».
وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، سعد الحديثي، قد قال أمس لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن المبعوث الروسي «يحمل في زيارته ملفات عدة على رأسها الملف الأمني، والتعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب». وأضاف أن «العراق… بحاجة ملحة إلى التنسيق مع الدول ذات الثقل الاستراتيجي، وفي مقدمتها روسيا». وأكد أن «الحكومة العراقية تسعى إلى الاستفادة من الدعم العسكري الروسي، في مواجهة الإرهاب، إضافة إلى التبادل التجاري بين البلدين»، مشيراً إلى أنّ من المتوقع أن يزور وفد عراقي روسيا «في المرحلة المقبلة».
بدوره، استبق عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، عباس البياتي، زيارة المسؤول الروسي بالقول إن «زيارة بوغدانوف ستبحث انخفاض اسعار النفط والمؤتمر الذي سيعقد بشأن الأزمة السورية في موسكو نهاية الشهر الحالي». ومن المقرر أن يلتقي بوغدانوف وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، اليوم