الرئيسية / بحوث اسلامية / الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني

لابدّ أن نحصل على رؤیة تجاه النظام القائم فی معارف دیننا وإرشاداته

يحتاج الإنسان بین الحین والآخر أن ینظم ویرتّب ذهنه، کما هو الحال فی أجهزة الحاسوب حیث نحتاج تارة إلى تعدیل ملفاته ومسح بعضها وإعادة تنسیقها وتبویبها. فإذا لم نقم بتنظیم وفهرسة معلومات الجهاز بشکل صحیح، لن نقدر على استخدامها بالشکل المطلوب بطبیعة الحال. وهذا ما یحدث فی ذهن الإنسان أیضا؛ حیث إننا نعرف الکثیر من المعارف والإرشادات الدینیة ولکن ینبغی أن ننظمها فی الذهن.

إنّ تبعثر المعلومات فی الذهن یسبّب الضیاع ویمنعنا من الوصول إلى أیّ هدف مطلوب. فأحد أهدافنا فی هذه السلسلة من الجلسات هی أن نبحث عن خیط یلمّ خرز الفضائل والإرشادات والمعارف الدینیة فی سبحة واحدة. فلولا هذا الخیط لانفرطت خرز هذه السبحة. فلابدّ أن نحصل على رؤیة تجاه النظام القائم فی معارف دیننا وإرشاداته.
إن تنظیم المعارف الدینیة حول محور رئیس واحد، یمکننا من صرف طاقتنا بشکل صحیح، وأن لا نفرط بإمکاناتنا

فإذا استطعنا أن ننظّم جمیعَ الإرشادات الدینیّة حول محور رئیسیّ واحد، عند ذلک سوف نعرف فی ماذا نصبّ کل طاقتنا. وحینئذ سوف لا نفرّط بوقتنا وإمکاناتنا وسوف نعرف ما یجب الحفاظ علیه ولا شک فی أن مثل هذه المراقبة تثمر وتصیب الهدف.

إن کثیرا من المعارف الدینیة ولا سیّما المعارف الأخلاقیة مبعثرة وغیر منظّمة لدى هواتها کما أن أکثر الکتب الأخلاقیّة والمعنویّة لا تعالج هذا التبعثر وأحیانا تزید فی تناثرها وبعثرتها. إن کثیرا من الکتب الأخلاقیة تسطّر مجموعة من الفضائل والرذائل الأخلاقیة معا بید أنها لا توضح العلاقة القائمة بینها بشکل دقیق.

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...