تمر ذكرى انتفاضة آذار من العام 1999 , على العراقيين, وبعد مايقارب العقدين من الزمن, بشعور ملؤه الألم واستذكار الشهداء الذي قدموا دمائهم فداءاً للوطن, وإعلاءاً لكلمة الحق أمام ما يصنف بأعتى طاغية عرفه التاريخ الحديث, ولقرب الحادثة على المستوى الزمني, فقد بقيت تفاصيلها عالقة في أذهان الكثيرين منهم, كمشاركين فيها أو شهود عليها.
الأكاديمي جابر خليفة, والذي في عقده الرابع حينها, علق على الحادثة بأنها مثلت الشعور الكامن من الشعب تجاه الطاغية, وخصوصاً في مناطق الفرات الأوسط والجنوب, حيث اتقدت شعلتها في البصرة التي سيطر منتفضوها على المحافظة لمدة 24ساعة.
ويضيف خليفة ان “الانتفاضة انطلقت بعد مايقارب 17 يوماً من استشهاد المرجع الديني محمد الصدر, الذي أعدمه النظام السابق, ما ولد شعوراً عميقاً بالظلم, أدى في النهاية الى اشتعال الانتفاضة الشعبية”, مشيراً الى ان “الثقل الاكبر لها كان في محافظة البصرة, أقصى الجنوب, حيث سيطر المنتفضون على المحافظة بالكامل لمدة 24 ساعة”.
ويشير خليفة ان ” النظام عمل على قمع الانتفاضة وتشويه صورتها من خلال اتهام المنتفضين بالتسلل من خارج العراق, لخلخلة أمنه, خصوصاً وانها أتت بعد سنوات من الحرب الايرانية العراقية”, منوهاً الى ان “المحافظات عاشت بعد قمع الانتفاضة موجة اعدامات كبيرة, وهدم بيوت المشاركين فيها”.
وعن رد فعل النظام, أفاد خليفة ان “عناصر حزب البعث وقوات أمنية خاصة قامت باعدام الشباب المشاركين وغير المشاركين علانية, بالسيف, وبدون محاكمات أو تحقيق معهم”, لافتاً الى ان”الأيام التي تلت الحادثة كانت أيام رعب بالنسبة للشباب, وللأهالي, حيث هدمت الكثير من البيوت بالجرافات والسيارات الثقيلة انتقاماً”.
ومن جانبه أكد الشاهد عدي عبود , ان “الانتفاضة لازالت مظلومة على المستوى الاعلامي والسياسي على الرغم من اهميتها في بيان الموقف الشعبي من الطاغية, مرجحاً ان يكون سبب الاهمال راجع الى النفس الموجود لدى بعض الاحزاب بشأن مجاهدي الداخل والخارج, فيما أشار الى ان محافظة البصرة شيدت نصباً تذكارياً للانتفاضة في العام 2005 لازال شاهداً على الحادثة.
وقال عبود ان “استشهاد الشهيد الصدر الثاني خلق جيلاً واعياً من الشباب ساهم بشكل رئيس في انطلاق الانتفاضة, التي كان من المفترض ان تقوم ليلة استشهاده برفقة نجليه, لكن أموراً تنظيمية ساهمت في تاجيلها”, مشيراً الى ان “الانتفاضة كشفت عن خواء النظام البعثي آنذاك, الذي عمد بعدها الى تصفية الكثير من الشباب المجاهد”.