لماذا يساورنا القلق ونحن نقوم بواجبنا؟ إنّ القلق يساور من يسير خلاف طريق الحقّ. وهو يساور من إذا قُتل حسب عقيدته فإنّه يفنى وحسب عقيدتنا فإنّه ذاهب إلى جهنّم. لماذا نقلق؟
إنّنا إذا استشهدنا نكون قد رفعنا قيود الدنيا من أمام الروح وبلغنا الملكوت الأعلى وجوار الحقّ تعالى، لماذا نقلق؟ هل إنّ الموت مثير للقلق؟ هل إنّ الشهادة تثير القلق؟ إنّ أصحابنا الذين استشهدوا هم في جوار رحمة الحق لماذا الحزن عليهم؟ هل نحزن عليهم لأنّهم خرجوا من قيودهم وحلّقوا نحو الفضاء الواسع وغدوا تحت رحمة الحقّ تعالى[1]؟
[1] صحيفة الإمام، ج 15، ص 15.