الرئيسية / تقاريـــر / الاندبندنت: العراق حقّق نصراً سيغير التاريخ

الاندبندنت: العراق حقّق نصراً سيغير التاريخ

عن صحيفة الاندبندنت* شمال العراق من اشد المناطق التي اقتتل بشأنها على وجه الارض، لذا ترى التحصينات والاسوار في كل مكان هناك، تلك الضاربة في عمق التاريخ منها واخرى احدث عهداً. فخارج اربيل مباشرة وقعت معركة {غوغاميلا} التي دحر الاسكندر المقدوني فيها الجيش الفارسي في العام 331 قبل الميلاد، وفي هذا الموقع نفسه بقي جنود صدام حسين يقاتلون الكرد لعقود طويلة، بيد ان معركة الموصل التي استمرت تسعة اشهر ثقيلة بين قوات الحكومة العراقية و”داعش”، والتي انتهت قبل ايام قليلة، قد تكون اهم المعارك التي دارت على ثرى هذه الارض واكثرها حسماً.

 

هذه المعركة انتهت بنصر ذي ابعاد تاريخية بالنسبة للحكومة العراقية، ابعاد ستكون لها آثارها البعيدة في تشكيل المستقبل السياسي، لا للعراق فقط بل للمنطقة ككل. فعلى ارض العراق هزمت “داعش”، تلك الحركة التي بقيت طيلة سنوات ثلاث تمتلك جيشاً وجهازاً ادارياً ومساحة ارض تجعلها اكثر سطوة من العديد من اعضاء الامم المتحدة. لا ريب انها ستعود الى ممارسة اسلوب حرب العصابات ولكنها لم تعد تسيطر على آليات دولة تمكنها من فرض نظام حكمها الوحشي. من المهم الان جداً ان نشدد على الطبيعة الحاسمة لهذا الحدث لإن اعمال الارهاب التي يمكن ان تتواصل على نحو قليل في العراق، وهو احتمال قائم ووارد، قد تعطي ايحاء خاطئاً بأن ما من شيء جذري تغير.

سيكون هناك مزيد من القتال، و”داعش” لا تزال متشبثة ببعض المناطق في العراق في تلعفر الى الغرب من الموصل والحويجة بالقرب من كركوك، ولكن هذه مواقع معزولة ولن تلبث ان تقتحم وينتهي امرها. وفي سوريا يحاول ارهابيو “داعش” الاحتفاظ بالرقة وبلدات اخرى ابعد منها باتجاه الجنوب بمحاذاة نهر الفرات.

الا ان “داعش” عموماً سوف تلوذ بصحارى غرب العراق وشرق سوريا وستبقى قادرة على القيام بالغارات وارتكاب الهجمات الارهابية، ولكنها لم تعد ذلك الخطر الذي ظل جاثماً على صدور الناس من 2014 الى 2017.

الحكومة العراقية لم تنل التقدير الذي تستحقه على الصعيد العالمي لدحرها “داعش”.

هذه الحكومة ترمى بتشكيكات لأسباب ليست هي المسؤولة عنها بل هي انعكاسات لحالة عدم التصديق في مختلف انحاء العالم بأي ادعاءات تتحدث عن تحقيق نجاحات عسكرية في منطقة الشرق الاوسط بعد ان انكشف زيف مثل تلك الادعاءات في افغانستان بعد العام 2001 والعراق بعد العام 2003 وليبيا بعد العام 2011.

طيلة الاسبوع الماضي واصلت حكومة بغداد ووسائل الاعلام التغني بتكرار القضاء على “داعش” في مدينة الموصل القديمة.

بعد اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلان النصر بعد معركة حاسمة قادتها قوات (جهاز مكافحة الارهاب .. فرقة الرد السريع .. الشرطة الاتحادية ) وغيرها. من الذي انتصر في هذه المعركة ومن الذي خسر؟ المنتصر الاكبر هو الحكومة العراقية، بينما “داعش” هي اكبر الخاسرين.

اما اهالي الموصل فقد تخلصوا من “داعش” ولكن الثمن الذي دفعوه كان كبيراً.  فهناك مناطق كبيرة من غرب الموصل لم يبق منها سوى خرائب، بعض تلك المناطق ضربت بشدة تجعل من المحال زيارتها لأن الشوارع فيها اقفلتها الانقاض والركام.

 يمكن تعليل قسم من الخسائر البشرية بتصميم “داعش” الذي لا يرحم على منع المدنيين من الفرار وترك مقاتليهم مكشوفين بلا دروع بشرية. فقد كان قناصو التنظيم يطلقون النار على كل من يحاول الفرار، كما قام الارهابيون بحشد الناس داخل المنازل ثم اغلقوا ابوابها الحديدية عليهم وثبتوها بآلات اللحام. *ترجمة / انيس الصفار

 

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...