من هو البهلول وهل هو شخصية حقيقية أم خيالية ؟
15 ديسمبر,2018
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,882 زيارة
البهلول شخصية حقيقية واسمه وهب بن عمرو الصيرفي …
ولد بالكوفة وعاصر الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام …
وكان له فنون وعلوم عديدة من الحِكم والمعارف والآداب والشعر والفقه والأخلاق …
وكان من العلماء الفضلاء وكان من المفتين ، وهو من المتمسكين بمحبة أهل البيت عليهم السلام …
ويقال بأن له قرابة من هارون الرشيد ، وقيل بأنهم أبناء عم، وبعد ادعائه الجنون سمح له هارون دخول قصره متى شاء …
وهناك قولان في سبب ادعاء البهلول الجنون :
القول الأول :
كان الخليفة العباسي هارون حريص كل الحرص على المحافظة على ملكه، وكان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفيه وإزاحتهم عن طريقه مهما كلّف الأمر، وأهم المخالفين له الإمام موسى الكاظم عليه السلام ومواليه …
وحاول هارون كسب تأييد علماء المسلمين البارزين وإقناعهم بالإفتاء بخروج الإمام الكاظم عليه السلام ومروقه عن الدين والعياذ بالله ، ولما كان البهلول من العلماء حينئذ، فأراد هارون إجباره على التوقيع في ورقة قد أصدر فيها أمره بقتل الإمام الكاظم عليه السلام …
وبعد ذلك ذهب البهلول إلى الإمام عليه السلام وأخبره بذلك وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة ، فأمره الإمام عليه السلام بأن يتظاهر بالجنون ليكون في أمان من سطوة هارون …
أما القول الثاني :
جاء في روضات الجنان أن هارون طلب منه أن يتولى القضاء في الدولة العباسية فأبي ذلك ، وأراد أن يتخلص من ذلك فاظهر الجنون ، حيث رأوه في الصباح راكب قصبة وداخل للسوق ويقول : خلوا الطريق لا يطأكم فرسي ، فقال الناس : جُنّ بهلول ، فقال هرون : ما جنّ ولكن فر بدينه منا ، وبقي على ذلك إلى أن مات .
تظاهر البهلول بالجنون ،
وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية والمزاح والفكاهة والسخرية والاستهزاء الممزوجة بالنصائح التربوية الدينية والعقائدية والأخلاقية ، وكان يحل أعقد الألغاز والمسائل ويدافع عن المظلومين في محكمة القضاء في بغداد حتى أصبح البعض يقول نحن المجانين والبهلول أعقل العقلاء …
وأبرز أشعاره :
يا من تمتع بالدنيا وزينتها ** ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما ليس تدركه ** تقول لله ماذا حين تلقاه
وقال لهرون يوماً :
هبْ أنك قد ملكتَ الأرضَ يوماً ** ودانَ لك العبادُ فكان ماذا ؟
ألستَ تصير في قبرٍ وحيداً ** ويحثُّ عليك ترابه هذا وهذا ؟
توفي عام 197هـ وقبره في بغداد ، في مقبرة الكرخ القديمة ،
ولقد بنا مرقده كاظم باشا عام 1893م ، وبنى له بنيانا حسنا وعليه قبة .وأصبح مواقفه ونوادره يتناقلها الناس ويكتبها المؤلفون وأصبح مضرباً للأمثال على مدى التاريخ البشري …
من قصصه:
عذاب الله سبحانه وتعالى
دخل بهلول يوماً دار الحكومة في الكوفة وجلس على مسند الوالي وأخذ يقلد الوالي في أفعاله ، فقام الحرس في ضربه وانزلوه من على المسند …
فذهب البهلول في زاوية من القصر وصار يبكي ، وفي هذه الأثناء دخل الوالي القصر وشرح رئيس الحرس كل ما حصل وبعدها ذهب الوالي إلى بهلول فوجده يبكي …
قال له : عليك بالصبر يا بهلول فإن الذي يعمل عملاً مخالفاً للقانون عليه أن يوطّن نفسه لمثل ذلك …
فقال البهلول : أيها الوالي إني لا أبكي على نفسي وإنما أبكي عليك …
فتعجب الوالي لذلك وقال : فما هو سبب بكائك عليَّ ؟
فقال البهلول : إني جلست على مسندك دقائق فنزل بي من العذاب ما ترى ، فكيف بك وقد جلست عليه سنوات فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب إلا الله …
2018-12-15