كانت غزة بصمودها وانتصارها الحدث في الأيام الأخيرة، لكن في المقابل لم يكن التفاعل الرياضي العربي على مستوى هذا الحدث.
اعتدنا في مرات سابقة عند أي حدث يتعلّق بالقضية الفلسطينية أن يخرج رياضيون عرب وجماهير رياضية عربية ليعبّروا عن تضامنهم ومساندتهم لفلسطين وإدانتهم للعدو الصهيوني.
حصل هذا في مرات كثيرة، وإن لم يكن من الجميع، كما في الاعتداءات السابقة للاحتلال وعدوانه على غزة عندما عبّرت جماهير رياضية على المدرجات عن تضامنها مع القطاع أو من خلال لاعبين وجّه بعضهم تحية تضامن مع غزة على قمصانهم في زمن لم تكن قد انتشرت فيه التدوينات على الانترنت.
حصل هذا أيضاً على سبيل المثال في الأشهر الأخيرة عند إعلان “إسرائيل” مدينة القدس عاصمة لكيانها ما أدّى إلى موجة تضامن رياضية عربية واسعة من لاعبين وجماهير رفعوا شعار: القدس عاصمة أبدية لفلسطين.
لكن الجولة الأخيرة من اعتداءات الإحتلال على غزة واستهدافه المدنيين ووقوع شهداء وجرحى أو ردّ المقاومة الفلسطينية بصواريخها التي أفضت إلى معادلات جديدة انتهت بانتصار للقطاع المحاصر، لم تستدع وقفة شجب رياضية عربية للكيان المحتل واعتداءاته، وفي مقابل ذلك احتفالات بإنجازات المقاومة وصمود شعب غزة. هذا بدا واضحاً. كانت غزة الحدث، لكن في المقابل لم يكن التفاعل الرياضي العربي على مستوى هذا الحدث. لم تلقَ الأحداث الأخيرة في غزة التفاعل المطلوب من الجماهير الرياضة واللاعبين العرب كما كان يحصل سابقاً.
كم كان المشهد ليبدو أجمل ومكتملاً أكثر لو شاهدنا أعلام فلسطين ترفرف بكثرة في الملاعب وشعارات التحية لغزة وشعبها ومقاومتها تملأ المدرّجات، أو أن تمتلىء صفحات الرياضيين بالتدوينات التي تحيّي صمود غزة وانتصارها، إذ إن دور الرياضيين مهم بالنسبة للقضية الفلسطينية.
كم كان أجمل أن تمتلىء الصفحات بتغريدات الفرح والفخر بإنجاز غزة، في وقت كانت تزغرد فيه صواريخ المقاومة في سماء فلسطين.