الثورة الاسلامية تشكّل واجهة للتغييرات التي يشهدها العالم
31 يناير,2019
اخبار العلماء
849 زيارة
وعلى اعتاب ذكرى عشرة الفجر المباركة شدّد معاون امين عام المقاومة الاسلامية حركة النجباء الشيخ “يوسف الناصري” في حوار خاص مع مراسل وكالة رسا للانباء على ان وجود الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه لم يتّسم بالاهمّيّة البالغة في هذه الفترة من حياة شعوب العالم الاسلامي وليس الشعوب العربية فقط ولا الشعب الايراني فحسب بل وجود هذه الشخصية كان لها من الاثر البالغ على كل التغييرات الموجودة اليوم في العراق وايران وعالمنا الاسلامي وكل العالم ايضا.
فلهذه الشخصية مكانة في الامة الاسلامية الى جانب الشعب الايراني الذي قدم البطولات العظيمة والكبيرة لاسقاط الطاغية الشاه في ايران واطاعته لندائات الامام واستجابته لهذا القائد الملهم.
فها نحن اليوم نرى هذا الشعب صامدا بعد اربعين عاما في غياب الامام وقائد الثورة الاسلامية ومؤسّسها وبروز تلميذه الامام الخامنئي الذي يقود الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني ومحور المقاومة بكل التحديات الكبيرة.
وان كانت الجمهورية الاسلامية تواجه الحصار منذ بداية الثورة والى الآن الا نحن بعد مضيّ اربعين عاما نشهد رشدا كبيرا لها ومستقبلا واعدا للثورة ايضا فالاربعون عاما يشكل انطلاقة مهمة الى الدولة المستقلة في ايران.
فاليوم الثورة والشعب الايراني وقيادة الثورة والامام الخامنئي الى جانب قادة الجمهورية الاسلامية والحرس الثوري يشكّلون محور الانطلاقة الجديدة بعد مضيّ اربعين عاما من انتصار الثورة الاسلامية ويقولون للعالم بانا يمكننا الصمود ونؤسس محورا جديدا يقود حركة المستضعفين والثوار في العالم كما اراده الامام الخميني.
فالاربعون عاما يشكل انتصارا حضاريا و مدنيا وتاريخيا لمبادي الثورة وطموحات الشعب الايراني لاهداف التي حدّدها الامام الخميني ولقيادة السيد الخامنئي. فلذلك نعتقد بان الثورة الاسلامية في طريقها الى الرشد كما ان بامكان قيادتها وشعبها وحركها ان يشكلوا محور انطلاق لتأسيس عنصر رئيس في العالم لان اليوم ايران لم تعد الى زمن الشاه ولا لبداية الثورة بل تشكل واجهة للتغييرات التي يشهدها العالم فهي دولة تدور في محور الامان والاستقرار والتغيير والدفاع عن المستضعفين ومن لم يكن في هذا المحور ومع الجمهورية الاسلامية فهو يبتعد كل البعد ليتقرب من محور الشيطان بقيادة الصهيونية العالمية اميركا والكيان الصهيوني الغاصب والدول الغربية التي تحت ظل هذا المحور.
فالاربعون عاما يشكل بالنسبة الينا انطلاقة جديدة يبدأ بها الشعب الايراني الكبير مرحلة جديدة من انطلاقة السياسية والاقتصادية والثقافية وبالتالي العسكرية لتصبح الثورة الاسلامية احد ركائز الاستقرار والسلام في العالم فالاربعون يشكل منعطفا رئيسا لسعادة الشعب الايراني وباقي الشعوب.
فنحن العراقيين لا نعيش كجوار مع ايران بل نعيش مع الشعب الايراني الشقيق مرحلة من الاندماج من التفاعل الايجابي ونشعر بان زعامتنا المرجعية واحدة و في محور واحد كما ان الامام الخميني كان لنا جميعا وان السيد القائد الخامنئي هو لكل الشعوب وان الشعب الايراني يمثل محورا رئيسا للدفاع عن جميع الشعوب في المنطقة كما ان الشعب العراقي يتطلّع وبفرح مرور الاربعين عاما من انتصار الثورة الاسلامية بعد هذا الحصار الكبير ونتعلّم من الشعب الايراني بناء الدولة والانتاجات الزراعية والاستقلال الاقتصادي فنحن اليوم بحاجة ماسّة لنتعلّم اكثر من قبل ممّا وصل اليها الشعب الايراني بقيادتها الرشيدة.
وحول علاقة الشهيد آية الله محمد باقر الصدر مع الامام الخميني الراحل، قال الشيخ يوسف الناصري: ان الشهيد آية الله العظمى المفكر الاسلامي الشهير السيد محمدباقر الصدر هو ايضا من قيادات العالم العربي والاسلامي واحد قيادات هذه الثورة المباركة. فصحيح ان الشهيد كان عربيا وعراقيا الا انه من ابناء هذه الثورة ومن روّادها وحارسا من حرّاسها.
فالشهيد الصدر بفكره وعبقريّته شارك في كتابة دستور الجمهورية الاسلامية وكتب مجموعة من الرسائل وارسلها الى الخبراء الذين كانوا قد اجتمعوا لكتابة الدستور كما ان السيد محمدباقر الصدر ارسل تلاميذه ليكونوا في مساعدة هذه الثورة وفي مساهمة بنائها والدفاع عنها.
وكان من ابرزهم المرحوم السيد محمود هاشمي الشاهرودي الذي شغل مناصب عدة عالية في الجمهورية الاسلامية منها رئاسة السلطة القضائية ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام وباقي المناصب الحساسة والمهمة. فهذا ما يدل على مشاركة الواسعة لتلامذة الشهيد الصدر في الثورة وفي الجمهورية الاسلامية وادارتها.
فهذه الاندماجية والمشاركة كانت في ظل عبارته الشهيرة “ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام”. فلذلك هناك محور ارتباط وتماسك بين شيعة العراق والشعب الايراني حينما اندمجوا في حركة واحدة بقيادة الامام الخميني وبعده الامام السيد الخامنئي.
فارتباط الشهيد الصدر مع الامام الخميني كان ارتباطا حقيقيا وولائيا لحفظ هذه الثورة وللسعي لتحقّق اهدافها في جميع ربوع هذا العالم كما ان لتلامذة الشهيد الصدر دورا بارزا لتطوير الواقع العلمي في حوزة قم العلمية وساهموا في الدفاع عن الثورة الاسلامية كما ان السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدّم نفسه قربانا لهذه الثورة وواجه نظام الطاغية صدام الذي كان يسعى لودء وقتل كل من يدافع عن الثورة الاسلامية.
وبشأن دور الثورة الاسلامية في مواجهة قوى الشر في المنطقة قال معاون امين عام المقاومة الاسلامية: كان جزء من وصية الامام الخميني انه اذا اردتم ان تعلموا بان سياستنا الخارجية صحيحة ام لا فانظروا الى علاقتها بالدول الرجعية. فالسخط القائم من قبل المملكة العربية السعودية من الثورة الاسلامية طوال الاربعين سنة الماضية هو دليل على صحة استخدام السياسية الخارجية الايرانية.
فاليوم الثورة الاسلامية اصبحت انطلاقة وركيزة لكل حركات الثورات في العالم وذلك لاستقلالها الاقتصادي وتقدّمها في شتّى المجالات العلمية والحركة المتطورة في الجمهورية الاسلامية الى جانب التطور الاجتماعي والعمراني وتوجّه الوفود العلمية من ارجاء العالم الى ايران. فاليوم ايران هي قلب محور المقاومة وعنصر التغيير في واقع حركات المقاومة في مختلف ارجاء العالم من كوبا وامريكا اللاتينية وصولا الى العالم العربي والاسلامي وشرق آسيا ايضا كما انها بالنسبة الى حركات الطلابية في اروبا اصبحت انموذجا يقتدى به. فجميع انتصارات الشعوب المستضعفة في العراق وسوريا واليمن ناتجة عن صمود الشعب الايراني وقادة الثور الاسلامية في ايران.
2019-01-31