الرئيسية / اخبار العلماء / السيد نصرالله يوجه رسالة للمراهنين على الحرب ضد ايران

السيد نصرالله يوجه رسالة للمراهنين على الحرب ضد ايران

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن احتمال الحرب الخارجية على الجمهورية الإسلامية في إيران بات بعيدًا بنسبة 99.99%، ومن كان يراهن على هذه الحرب عليه أن يضع هذا الاحتمال جانبًا.

وفي كلمة له خلال مهرجان يوم شهيد حزب الله، شدّد سماحته على أن أهمّ صفة في شهداء هذا اليوم أنهم كانوا أهل ايمان وعقيدة، وتابع “هؤلاء الشهداء كان قتالهم في سبيل الله الذي هو الدفاع عن المقدسات والمظلومين”، ورأى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة لذلك هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم”.

وشدّد السيد نصر الله على أن “الشهداء أدخلونا في زمن الانتصارات والانجازات”، وقال “نشكر لهم هذا المعروف”.

وقال سماحته إن “من انجازات الشهداء دفْع الأخطار الكبرى عن بلدنا مثلما حصل في السنوات الماضية بمواجهة الهجمة الإرهابية، معتبرًا أن الشهداء حوّلونا إلى بلد ينظر إليه كبار قادة العدو على أنه أصبح تهديدًا وجوديًا لهم”، وشدّد على أن “المقاومة اليوم هي في أوجّ قوتها وحضورها وأهميتها كجزء من محور المقاومة في المنطقة”.

“الجبهة اليمنية باتت تمتلك أسلحة متطورة جدًا”

من ناحية أخرى، لفت السيد نصر الله الى أن “قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أعلن بوضوح ردًا على التهديدات الاسرائيلية أنه سيتمّ الرد وبأقصى الضربات”، واصفًا هذا الكلام بالهامّ جدًا، وتابع “هذا الكلام صادر عن قائد جبهة تواجه العدوان الاميركي السعودي منذ 5 سنوات ويمتلك أسلحة نوعية.. الإسرائيليون توقفوا جيدا عند خطاب السيد الحوثي لأنه ينطلق من مصداقية”، وأشار الى أن “اليمن أساسي ومهم جدًا في محور المقاومة وهو يعلن بشكل صريح وقادر على الرد”.

وقال السيد نصر الله إن “العدو الاسرائيلي يجب أن يعرف أن هناك بيئة استراتيجية جديدة في مواجهته، وموقف السيد الحوثي تطوّر مهمّ جدًا والعدو وأبناء المقاومة يدركون أهمية ذلك”، وأردف “الجبهة اليمنية باتت تمتلك أسلحة متطورة جدًا من صواريخ ومسيّرات وتمتلك أيضًا شجاعة استخدامها وتحدّت بها كل العالم”.

وأضاف “مئات الآلاف في صنعاء كانوا حاضرين لساعات بانتظار خطاب السيد الحوثي وهذا يعد رسالة سياسية مهمة”، مؤكدًا أن سرّ القوة في المحور الذي ننتمي اليه يكمن في عقيدته وروحيّته وإيمانه بالمقدسات والقضايا الانسانية واستعداده للتضحية”، وتابع “البعض كان يراهن ويبني على حرب اميركية ضد ايران وهنا أقول أن هذا الامر انتفى بحدود 99%”.

“استراتيجية ترامب في إيران فشلت”

وأردف “ايران صمدت وتجاوزت مرحلة خروج ترامب من الاتفاق النووي، كما تجاوزت صعوبة الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وترامب لا يزال جالسًا بانتظار سماعة الهاتف.. النفط بالنسبة لترامب هو الذي له قيمة أمّا الانسان فلو كان صديقًا فإنه بأيّ لحظة يتركه”، مشيرًا الى أن ترامب أبقى على قوة أميركية في سوريا من أجل حقول النفط”، واعتبر أن “استراتيجية ترامب في إيران فشلت”.

وقال السيد نصر الله على كل دول المنطقة ان لا تبني حساباتها على اساس حرب على ايران ولذلك نشهد تبدلات في لغة دول المنطقة وخاصة بعض دول الخليج الفارسي من دون الدخول في التسميات، ولفت الى “أهمية صمود ايران بعد الخروج الاميركي من الاتفاق النووي”، وشدد على انها “قادرة على التغلب على الصعوبات التي تظهر”، واضاف ان “استراتيجية ترامب مع ايران فشلت، الحرب انتهى احتمالها وايران صمدت وما زال ترامب ينتظر على الهاتف الذي لن يرن”، وتابع “ايران انتصرت لانها تتبنى قضايا المنطقة وشعوبها”، وأشار الى ان “حسابات ترامب كلها ترتبط بالمال وقد تخلى عن حلفائه في شرق سوريا جراء ذلك وقد ابقى على وجود اميركي هناك من اجل حقول النفط فقط”، وتابع ان “ايران اكتشفت آبار جديدة من النفط ما سيزيد التأزم لدى ترامب، محور المقاومة خرج قويا مقتدرا”.

“لجهاز قضائي نزيه لا يخضع لضغوط القوى السياسية”

داخليًا، قال سماحته إن “المباحثات ما زالت جارية لنخرج بأفضل حلّ لبلادنا.. هناك مطالب عديدة في الحراك عبّر عنها الناس او الاعلام او بعض الشخصيات لكن ليست مطالب إجماعية، وهناك أيضًا مطالب أجماعية مثل مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة”، وتابع “بفضل ما حصل فإنه ليس هناك امكانية لأحد من أجل حماية الفاسدين وهذا تطور كبير حصل في لبنان”.

وأوضح أن “اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة ولسنا مضطرين لإبداء أيّ موقف حاليًا في تشكيل الحكومة، مبينًا أن هناك فروقات كبيرة بين مكافحة الفساد ومقاومة الاحتلال في الموضوع والادوات”، وذكّر بـ”أننا قلنا في حملاتنا الانتخابية إننا سنكون جزءًا من حملة مقاومة الفساد وأوضحنا أن ذلك يحتاج لوقتٍ وجهد”.

واعتبر أن “هناك فاسدين والهدف هو محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة منهم وهذا يحتاج الى جهاز قضائي نزيه ولا يخضع لضغوط القوى السياسية”، ورأى أنه “يجب أن يكون هناك قاض نزيه وآليات لاسترداد الأموال المنهوبة وسجن المتورطين”.

وقال إن “مكافحة الفساد تحتاج محاكمات عادلة”، لافتًا الى “أننا قلنا إننا سنلجأ إلى القضاء وهدفنا ليس التشهير بأحد”، وتابع “لا نقاش بوجود قضاة نزيهين وشجعان يكون الرهان عليهم والمطلوب موقف في مجلس القضاء الأعلى”.

السيد نصر الله خاطب القضاء في لبنان وقضاته “المطلوب اليوم موقف من مجلس القضاء الأعلى في موضوع مكافحة الفساد، وفي يوم الشهيد أقول لقضاته من أجل حماية البلد وسلامته وعافيته تمثلوا بهؤلاء الشهداء”، وأردف “أتوجه الى مجلس القضاء الاعلى والقضاة المعنيين اذا كان هناك ملف متعلق بحزب الله فابدؤوا فينا.. المطلوب منكم خطوة شجاعة وإنقاذية وعدم الرضوخ لأيّة ضغوطات”.

وشدّد على أن “الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين”.

“الأمريكيون يمنعون الاستثمار الصيني في لبنان”

الأمين العام لحزب الله تحدّث عن مسؤولية الإدارة الأميركية في منع لبنان من استعادة عافيته وتعميق المأزق، كاشفًا أن “الأمريكيين يمنعون الشركات الصينية من القدوم الى لبنان والاستثمار فيه اقتصاديًا”.

وأوضح أن “هناك شركات صينية هامة جاهزة لاستثمارات بمليارات الدولارات في لبنان لكن الأميركيين لن يسمحوا بذلك”، مؤكدًا أن “أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية هو ذهابه الى الصين وعقد اتفاقات اقتصادية معها”.

كما أشار الى أن “الشركات الايرانية الرسمية والخاصة قادرة أن تستثمر في لبنان وتؤمن فرص عمل لكن الأميركي يمنع ذلك عن لبنان أيضًا”، وسأل “لماذا لبنان يخضع للاملاءات الأميركية بما يخصّ الاستثمارات الصينية والايرانية؟”.

سماحته أكد فيما يخصّ الاعمار في سوريا أن الأمريكي يمنع أن يكون هناك دور جيّد لشركات لبنانية، وقال “بعض الشركات من بعض البلدان ذهبت لاعمار سوريا فقام السفير الأميركي في كل بلد منها بالتهديد بفرض عقوبات عليها”، جازمًا بأن “هناك تهديدًا أميركيًا بعقوبات على الشركات اللبنانية التي تشارك في إعادة إعمار سوريا”.

“لا أموال لنا في البنوك”

على صعيد موضوع العقوبات، قال السيد نصر الله “ليس لدينا أموال في البنوك ومعروف مصدر أموالنا ولا ينفع التشديد المالي علينا”.

من جهة ثانية، هنّأ السيد نصر الله جميع مسلمي العالم بذكرى المولد النبوي الشريف، كما توجّه بأسمى آيات العزاء والمواساة برحيل سماحة العلامة المحقق السيد عبد الله شرف الدين نجل الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين.

“العراق قادر على استيعاب الإنتاج الزراعي والصناعي واللبناني”

وفي السياق قدم السيد نصرالله بعض الحلول والمقترحات لتنمية قطاعي الزراعة والصناعة بالتصدير إلى السوق العراقي، الذي يستطيع استيعاب الإنتاج اللبناني عشرات المرات. موضحاً أن على الحكومة اللبنانية أن تتواصل مع نظيرتها السورية لإيصال المنتجات إلى العراق عبر معبر البوكمال.

ولفت سماحته إلى الضغط الأميركي الكبير لمنع فتح معبر البوكمال تحت حجة ادخال السلاح الى لبنان، والذي تم فتحه بقرار سوري – عراقي، قائلاً “الأميركيون يعرفون جيداً أن اعادة فتح المعبر سيحيي الاقتصاد السوري واللبناني، وهم لا يريدون أن نجد لبضائعنا سوق ولا يقبلون تحويلات على لبنان ولا يريدون لأحد أن يستثمر في لبنان”.

“أميركا وأصدقائها هم الفاسدين”

وفي سياق حديثه عن السياسة الأميركية أوضح السيد نصرالله أن إنقاذ البلد لا يكون بمزيد من القروض والفوائد بل بتحريك عجلة الاقتصاد، متوجهاً إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالقول “إن ليست إيران من اتت بالفساد الى لبنان بل بلادك واذا كان هناك فاسدون في البلد فهم اصدقاؤكم”. سائلاً “أين هو النفوذ الإيراني في لبنان في الشركات الإيرانية أم في دعم الجيش؟، وموضحاً أن النفوذ الايراني بفهم بومبيو وترجمته هو المقاومة وهو يريد أن يتم قطع يد المقاومة.

“نحن قوم لا نستسلم ونبقى في الساحات لنرفع راياتنا في أعلى القمم”

وفي الختام توجه السيد نصر الله إلى الشعب اللبناني بأنه معني بالحفاظ على كل عناصر قوته وعلى وحدته ولا يسمح لأحد بأن يأخذه إلى حرب أهلية، وبعدم الذهاب الى التصادم وبرفع اليد عن الفاسدين، كما أن جمهور المقاومة معني بالوعي والفهم والبصيرة، مشدداً أننا “قوم لا نستسلم ونبقى في الساحات لنرفع راياتنا في أعلى القمم”.

المصدر: العهد + المنار + العالم 

شاهد أيضاً

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف

الأزهر يرحّب برسالة الحوزة العلمية في إيران: معاً ضد الإساءة إلى المصحف شيخ الأزهر أعلن ...