الرئيسية / أخبار وتقارير / مساعٍ دولية لمنع انفصال إقليم كردستان عن العراق

مساعٍ دولية لمنع انفصال إقليم كردستان عن العراق

في ظل التوتر المتصاعد والاتهامات المتبادلة بين أربيل وبغداد ومخاوف من نشوب صدام في المناطق المتنازع عليها وأبرزها كركوك بسبب الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 من الجاري، يبذل ممثلو دول كبرى بالإضافة إلى ممثل الأمم المتحدة جهوداً حثيثة لحمل الأكراد على تأجيل الخطوة، فيما اتهمت مراجع دينية في النجف الأشرف، البعض باستغلال أحداث معقدة لتنفيذ مخطط التقسيم المعد للعراق والمنطقة. بينما لوّحت أنقرة باستخدام القوة، في حال أصر الكرد على إجراء إستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق، في حين دعت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات الى اتخاذ إجراءات “جدية ومناسبة” لحماية المدنيين، محذرة أن تنظيم “داعش” يحاول الانتقام من الابرياء بعد هزيمته في القتال، في إشارة للهجوم الإرهابي المزدوج الذي استهدف زواراً أبرياء غربي محافظة ذي قار، تبناه داعش وخلف سقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وأعلنت رئاسة إقليم كردستان، عن تلقي الرئيس مسعود بارزاني اقتراحاً دولياً من ممثلي دول كبرى بالإضافة إلى ممثل الأمم المتحدة. وأكدت معلومات أن الاقتراح يمهد لإلغاء الاستفتاء ويتضمن رعاية الأمم المتحدة حواراً بين بغداد وأربيل يتناول الشراكة المستقبلية، في وقت قرر البرلمان العراقي، الخميس، إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم من منصبه وسط مقاطعة كردية.

وقال بيان الرئاسة الكردية: إن بارزاني اجتمع مع ممثل الرئيس الأميركي والتحالف الدولي في العراق بريت ماكغورك وممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيغ والسفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان وممثل الحكومة البريطانية في العراق فرانك بيكر، وإنه تلقى ما اعتبره البيان «بديلاً من الاستفتاء» أكد أنه سيبحثه مع القيادة السياسية الكردية وسيرد عليه قريباً.

ولم يشر البيان إلى طبيعة الاقتراح، لكن بارزاني أكد في كلمة الخميس أن «الدول الكبرى تطالب بتأجيل الاستفتاء»، مستدركاً بأن «الاستفتاء لن يؤجل في حال عدم توافر بديل يرضي شعب الإقليم».

ويبدو أن هذه هي الإشارة الأولى من بارزاني إلى إمكان التراجع عن الاستفتاء الذي حدد موعده في 25 من الشهر الجاري وواجه اعتراضات كردية داخلية إضافة إلى رفض عراقي وإقليمي ودولي.

وبحسب التسريبات فإن الاقتراح الذي تلقاه بارزاني لا يتضمن تأجيل الاستفتاء إلى موعد معلوم، لكنه يفتح باب حوار برعاية الأمم المتحدة بين بغداد وأربيل لتسوية المشكلات العالقة ومن ضمنها، قضايا النفط والطاقة وتسليح البيشمركة ومرتبات موظفي الإقليم وتحقيق الشراكة في العلاقة في الحكومة المركزية.

في غضون ذلك، قال قيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني، بزعامة البرزاني، في تصريح صحافي: إن المقترح البديل يتضمن حلاً على مراحل عدة للمناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140 من الدستور وملف النفط ومرتبات موظفي الإقليم الحكوميين، فضلاً عن أزمة كركوك بضمانات تلك الدول مقابل حصول الإقليم على امتيازات جديدة لم يذكرها، وحصوله على دعم من تلك الدول للإقليم مقابل تأجيل الاستفتاء لحين توفر البيئة المناسبة لتنفيذه وبتوافق من كل الأطراف”. وأشار إلى أن “البرزاني بدا راضياً عن المقترح الجديد لكنه طالب بالعودة الى قيادات الأحزاب المشاركة معه في المشروع”.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات على إصدار البرلمان العراقي، بطلب من رئيس الحكومة حيدر العبادي، قراراً بإقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم بسبب موقفه الداعم الاستفتاء في الإقليم.

وقال مكتب رئيس المجلس سليم الجبوري في بيان مقتضب: إن المجلس صوت على إقالة محافظ كركوك بعد تسلم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقالته من منصبه».

ورفض كريم في تصريحات الاعتراف بقرار البرلمان العراقي، وأكد في تصريحات إلى الصحافيين أن القرار غير دستوري، فيما هاجمت القرار القوى الكردية الأخرى.

* مراجع دينية في النجف الأشرف تحذر

وحذر أربعة من المراجع الدينية في النجف الأشرف في بيان الخميس حمل توقيع: الشيخ جواد الخالصي، الشيخ قاسم الطائي، الشيخ فاضل البديري وأبو الحسن حميد المقدس الغريفي، وأشاروا إلى أنه «بعد نهاية مرحلة الاحتلال وما خلف من الفتن والحروب الطائفية والتكفيرية يسعى البعض إلى استغلال هذه الأحداث المعقدة إلى تنفيذ مخطط التقسيم المعد للعراق والمنطقة، وذلك من خلال الدعوة إلى ما يسمى بالاستفتاء في الشمال من دون النظر إلى العواقب الوخيمة لهذه الممارسات على العراق وشعبه وعلى أشقائنا في كردستان العراق، ونحن نرفض هذه الممارسات الفردية»، ودعوا إلى «فتح صفحة جديدة في علاقات الأخاء والمواطنة تحفظ للجميع حقوقهم».

بدوره، حذر المرجع الديني المدرسي، الجمعة، الكرد من الانجرار وراء إسرائيل، داعيا اياهم إلى الحوار والاعتبار من تجربة شاه ايران وجنوب السودان، فيما وصف الانفصال بأنه “بدعة استعمارية”.

* العامري يدعو الى عدم الانزلاق الى “الحرب الاهلية”

من جانبه، دعا الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري، الخميس، الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان الى ان يقفوا بموقف واضح وصريح لمنع الانزلاق الى “الحرب الاهلية”.

وقال العامري في كلمه له خلال مهرجان الغدير المنعقد في النجف وتابعته وسائل إعلام: إن في خضم هذه الانتصارات يؤرقنا ويحزننا ما يحصل اليوم في موضوع الاستفتاء في كردستان”، متمنياً على “الجميع أن ينظروا الى الموضوع نظرة جدية واقعية والمحاولة بكل الوسائل المتاحة لمنع الحرب الاهلية”.

وتظاهر الخميس المئات من المواطنين العرب في ناحية جلولاء المتنازع عليها وفي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، للتعبير عن رفضهم لتنظيم الاستفتاء الكردي في الحدود الإدارية للمحافظة، عقب إعلان الأكراد «عدم الالتزام» بقرار رفض البرلمان العراقي ومجلس ديالى لشمول تلك المناطق بالاستفتاء.

وفي واشنطن، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناروت في مؤتمر صحافي أن بلادها «لا تدعم الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان»، وطالبت بغداد وأربيل «مواصلة الحوار لحل الخلافات»، وذكرت أن «العراقيين قدموا الكثير من التضحيات في مواجهة تنظيم داعش ويجب أن يظل التركيز على هذا الشأن».

* أنقرة تلوّح باستخدام القوة

وبالتزامن، أكد وزير الخارجية التركي جاويش مولود أوغلو، الخميس، أن “الجميع” ينتظر من أنقرة اتخاذ خطوة بشأن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول الحالي، مشيرا إلى أن بلاده لا تتردد في استخدام أية قوة “عندما يتطلب الأمر”.

واعتبرت الخارجية التركية في بيان لها أن “إصرار الإقليم على المضي في الاستفتاء سيكون له ثمن”. ونوّه مسؤول في المخابرات التركية، أنهى هو الآخر زيارة إلى كردستان، إلى أن “المشروع سينعكس بشكل سلبي على أمن تركيا القومي ولن تسمح به”.

كما أبدت وزارة الخارجية التركية في بيان ترحيبها «بقرار البرلمان العراقي الرافض للاستفتاء، وأن أنقرة تدعم هذا الموقف بقوة، وأن إصرار إدارة الإقليم على عدم التراجع، على رغم دعوات تركيا والمجتمع الدولي لإلغائه، أمر يدعو للقلق، ولن يكون من دون ثمن، وعلى الإقليم التصرف بحكمة».

وحضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة، بغداد وأربيل على «اعتماد الحوار في حل الخلافات والقضايا العالقة بينهما، فالعراق يمر بمرحلة حساسة جداً، وهو إلى الآن لم يحرر أراضيه كاملة من قبضة تنظيم داعش».

* شهداء وجرحى بهجوم إرهابي بذي قار

أعلنت مديرية صحة ذي قار، الخميس، عن انتهاء حصيلة الهجوم المزدوج في المحافظة عند 59 قتيلاً و96 جريحاً.

وقال مدير صحة ذي قار جاسم الخالدي في بيان صحافي: إن حصيلة الهجوم المزدوج الذي حدث، الخميس، في ذي قار بلغت 59 شهيداً و96 جريحاً”. وأضاف الخالدي، أن “من بينهم سبعة ايرانيين”.

وشهدت ذي قار، (على بعد 300 كيلومتر جنوب بغداد) الخميس، قيام مسلحين بزي عسكري يستقلون سيارتين بالدخول إلى مطعم يقع على الطريق الدولي السريع غرب المحافظة، وإطلاق النار عشوائيا على الموجودين بداخله، ومن ثم توجهوا بعد ذلك إلى سيطرة فاصلة بين ذي قار والمثنى وأقدموا على تفجير إحدى العجلتين.وأعلن تنظيم “داعش”، الخميس، مسؤوليته عن هذا الهجوم المزدوج الذي استهدف محافظة ذي قار.

ودعت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات الى اتخاذ إجراءات “جدية ومناسبة” لحماية المدنيين، محذرة أن تنظيم “داعش” يحاول الانتقام من الابرياء بعد هزيمته في القتال.

ميدانياً، أفاد مصدر محلي في محافظة كركوك، بأن دوي انفجارات عنيفة هزت مواقع لتنظيم “داعش” جنوب غربي المحافظة، فيما اشار الى انه تم مقتل ثلاثة من ابرز قادة التنظيم.

وقال المصدر في حديث لـ السومرية نيوز: إن انفجارات عنيفة هزت مقرات تنظيم داعش في وسط ناحية الزاب التابعة لقضاء الحويجة (٥٥كم جنوب غربي كركوك)، بعدما استهدفت طائرات التحالف الدولي تلك المقرات”، مبيناً ان “احد تلك المقرات كان يستخدمه التنظيم مقراً سرياً لعقد اجتماعاته”.

واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان “التنظيم كان يفرض على هذه المقرات حراسة مشددة”، مشيرا الى ان “القصف اسفر عن مقتل احمد حسين حمادي الملقب ابو رفعة وهو المسؤول الامني في ناحية الزاب والأرهابي ساجد عبد الواحد حسين حمادي والأرهابي عبدالله رشيد عبد مطلك من اهالي قرية الحكنة بقضاء الحويجة”.

وفي الأثناء، أفاد مصدر محلي في محافظة كركوك، الجمعة، بان ثلاثة من ابرز خطباء تنظيم “داعش” في الحويجة هربوا الى جهة مجهولة مع عوائلهم، فيما نفذ التنظيم مداهمات وتفتيش للبحث عنهم.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “داعش داهم منازل خطبائه الثلاثة واجرى عمليات تفتيش لمنازل اقاربهم بحثا عنهم”، لافتا الى أن “عمليات هروب قيادات داعش تكررت بشكل لافت في الاونة الاخيرة نتيجة انهيار كبير في معنويات التنظيم”.

وعلى صعيد متصل، أفاد القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، بأن تنظيم “داعش” قام باعتقال ستة من افراده الكرد بينهم قيادي في اطراف قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك.

وقال المعموري في حديث لـ السومرية نيوز، إن “تنظيم داعش اعتقل 6 من افراد ما يعرف بجماعة حلبجة التابعة للتنظيم بينهم قيادي”، مبينا أن “جميعهم من الكرد ويمثلون ابرز مفارز التنظيم القتالية التي شاركت بالعديد من الهجمات صوب كركوك بالاشهر الماضية”. وأضاف المعموري، أن “عملية الاعتقال جرت بعد اشتباك محدود بين جماعة حلبجة ومسلحين من داعش في اطراف الحويجة”، مؤكدا أن “اسباب الاعتقال والاشتباك غير معروفة لكنها تبين بأن معدل الخلافات بين اقطاب داعش تتصاعدة بوتيرة عالية مؤخرا”.

وفي السياق، أفاد مصدر محلي في كركوك، الجمعة، بأن تنظيم “داعش” قام باعدام احد ابرز قادته بتهمة ترك “ارض الخلافة” في الحويجة جنوبي غرب المحافظة.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “القيادي يكنى ابو قتادة المهاجر ويعتبر من قيادات الصف الاول في التنظيم ومسؤول ملف تجنيد الانتحاريين العرب”، لافتا الى أن “المهاجر يحمل جنسية احدى دول الجوار ويمتلك معلومات عن قادة التنظيم وخلاياه والانتحاريين الذين جندهم التنظيم الارهابي”.

الى ذلك، أعلنت خلية الاعلام الحربي، الجمعة، عن القاء القبض على 14 امرأة بينهن روسية وأطفال يحملون الجنسية التركية في عمليات تفتيش شمال تلعفر.

وقالت الخلية في بيان: إن الفوج الثاني اللواء الثالث والسبعون والفوج الاول اللواء الخامس والسبعون وأثناء عمليات التفتيش والتطهير عثروا ليلا على طفل عمره اربع سنوات”.

وأضافت الخلية: إن العمليات اسفرت عن “القاء القبض على ١٤ امراة و١٦طفل من ضمنهم ١٣يحملون الجنسية التركية وواحدة روسية في قصبة الراعي أطراف منطقة العياضية”.

وفي صلاح الدين، أفاد مصدر محلي في المحافظة، الجمعة، بان ثلاثة من مسلحي تنظيم “داعش” سقطوا بي قتيل وجريح بانفجار غامض في منطقة المطيبيجة شرق المحافظة.

وقال المصدر في حديث صحافي: إن مركبة تحمل مسلحي داعش في المطيبيجة شرق صلاح الدين تعرضت لانفجار غامض ادى الى مقتل اثنين من مسلحي التنظيم واصابة ثالث بجروح وفق المعلومات الاولية”.

* منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تمنح العراق درعا “لأول مرة”

منحت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، الجمعة، درعا الى العراق “لاول مرة”، مشيدة باجراءات الخبراء العراقيين في تنظيف المواقع الكيميائية وتدمير ما تبقى منها حفاظا على سلامة البيئة من مخاطر التلوث.

وقالت وزارة التعليم العالي والعلوم والتكنلوجيا في بيان: إن وزيرها “عبد الرزاق العيسى التقى وفدا من المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية التي مقرها في لاهاي”، مشيرا الى أن “الجانبين استعرضا اجراءات الحكومة العراقية متمثلة بمؤسسات الوزارة في معالجة المخلفات الكيميائية وتدمير كل المكامن المؤشرة لدى الفرق المختصة”.

وتهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تأسست سنة 1997 ومقرها في مدينة لاهاي الهولندية إلى تخليص العالم من الأسلحة السامة وتفادي إنتاج مزيد منها، وينتمي الى المنظمة اليوم 192 عضواً.

 

0000

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...