الرئيسية / القرآن الكريم / أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

أسوار الأمان في صيانة المجتمع من الإنحراف على ضوء سورة الحجرات

06)أسوار الأمان في السورة

لقد توزّعت هذه الأسوار على آيات السورة ضمن مقاطع على الشكل التالي:

– المقطع الأول: من الآية (1-5): سور التعامل مع القيادة: 

تُبيّن هذه الآيات طريقة التعامل مع النّبي صلى الله عليه وآله وسلم وآدابها وما ينبغي على المسلمين مراعاته من أصول في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي تعلّمنا على كلّ حال آداب التعامل مع القيادة وتقنّن طريقة التعامل مع القيادة الصالحة المتوازنة عندما يتعايش معها الفرد المسلم. ويتحرّك في إطارها وفي ظلّ أوامرها ونواهيها، لتخلق الرابط الوثيق مع تلك القيادة الربّانية فتُحدّد آداب التعامل معها. بالشكل الذي يحفظ لها قداستها ومقامها العظيم لأنّ السر في الاستجابة للقائد الإلهي هو مدى احترامه وتقديسه وتوقيره لدى الرعية. وعندما يحصل هذا الترابط ستكتسب القيادة قوة التأثير والفاعلية في الأمة.

 

– المقطع الثّاني: الآيات (6-12):  سور  أصول الأخلاق الاجتماعية:

بيّنت السورة في هذا المقطع سلسلة من أُصول “الأخلاق الاجتماعية” الهامة التي إن عُمل بها وعلى هداها حُفظت المحبّة والصفاء والأمن والاتحاد في المجتمع الإسلامي، وعلى العكس من ذلك لو أُهملت تكون سبباً للشقاء والنفاق والتفرّق وعدم الأمن. وقد حدّدت السورة هذه الأصول على الشكل التالي:

الأصل الأول: منهج تلقّي الأخبار: بيّنت السورة في الآية السادسة  المنهج القرآني في كيفية التعاطي مع الأخبار وكيفية تلقّيها وأهمّية الدقّة في أخذها ونقلها.

 

الأصل الثاني: الإصلاح بين المؤمنين: عرضت السورة جملة من الأوامر الإرشادية المتعلّقة بكيفية مواجهة الاختلافات والتنازع أو القتال الذي قد يقع بين المسلمين أحياناً.

 

 

الأصل الثالث: الأخوّة بين المؤمنين: لفتت السورة إلى أصل  أساس لا بد من توافره في بناء العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع وهو أنّ: ﴿الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..﴾.

 

الأصل الرابع: رعاية حرمة المؤمنين: اشتملت السورة الكريمة على جملة من الأوامر والنواهي الإلهية التي اذا لم تتم مراعاتها في المجتمع فهذا سيؤدّي إلى تحطيم وانهيار العلاقات الاجتماعية وهي ستّ عناوين: ﴿لَا يَسْخَرْ قَومٌ , وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ , وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ, اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ , وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾.

 

– المقطع الثالث: الآية 13: سور التقوى.

تتحدّث عن معيار قيمة الإنسان عند الله وهو التقوى.

 

– المقطع الرابع: الآيتان (14-15): سور  الإيمان.

تعالج هذه الآيات قضية مركزية في طبيعة العلاقة بين الإيمان والعمل وهو أنّ الإيمان ليس بالقول فحسب بل لا بدّ من ظهور آثاره في أعمال الإنسان والجهاد بالمال والنفس، إضافةً إلى الاعتقاد في القلب ـ كما تُبيّن أنّ الإيمان والإسلام هما هدية إلهية للمؤمنين وبدلاً من أن يمنّوا بالإسلام أو الإيمان ينبغي أن يشكروا الله على هذه الهدية إذ شملهم بها. تتحدّث بشكل عام عن الصفات الإلهية التي يجب أن يتحلّى بها الفرد المسلم والذي يتكوّن المجتمع الإسلامي منه.

 

– المقطع السادس: الآية 18: علم الله تعالى:

في هذا المقطع تتحدّث عن علم الله واطلاعه على جميع أسرار الوجود الخفية وأعمال الإنسان، وهذا القسم بمثابة الضامن لتنفيذ جميع هذه الأقسام الواردة في هذه السورة!

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...