الرئيسية / من / طرائف الحكم / آمال العارفين – في شرح دعاء كميل

آمال العارفين – في شرح دعاء كميل

– التسليم لله عزّ وجلّ
فَإلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ مِنْ اَعْدائي، يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلاّ الدُّعاءَ فَاِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ غِنىً، اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، يا سابِـغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاْئِمَّةِ الْمَيامينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.

مفاهيم محوريّة:
• التسليم عند الدعاء.
• ذكر الله تعالى وطاعته دواء وشفاء وغنى.
• سلاح الداعي البكاء.

شرح المفردات:
نصبت: أصلها نَصَبَ: “النون والصاد والباء: أصل صحيح يدلّ على إقامة شيء، وإهداف في استواء”1.
مناي: أصلها نَوَى: “النون والواو والحرف المعتلّ: أصل صحيح يدلّ على معنيين، أحدهما: مقصد لشيء، والآخر: عجم شيء”2.
سابغ: أصلها سَبَغَ: “قوله تعالى: ﴿اعْمَلْ سَابِغَاتٍ﴾(سبأ: 11)؛ أي دروعاً واسعة ضافية… وإسباغ النعمة: توسعتها… والسبوغ: الشمول”3.
________________________________________
1- ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، مادّة”نَصَبَ”، ص434.
2- ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، مادّة”نَوَى”، ص366.
3- الطريحي، مجمع البحرين، م.س، ج5، مادّة”سَبَغَ”، ص11.

دلالة المقطع:
1- التسليم عند الدعاء:
عندما يتّجه الإنسان إلى ربّه؛ بطلب الحاجة؛ عليه أن يلجأ إليه؛ وهو في حالة من الاستكانة، والتضرّع، والخضوع، والخشوع. وهذا ما يظهر على جسده وبدنه، فيلجأ إلى الله عزّ وجلّ؛ وهو قد رفع رأسه، ينظر إلى وجه ربّه، يمدّ يديه مستعطياً الله:
روي أنّه أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام -: “يا موسى، كن إذا دعوتني خائفاً مشفقاً وجلاً، وعفّر وجهك في التراب، واسجد لي بمكارم بدنك، واقنت بين يدي في القيام، وناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وَجِلْ”4.
وروي عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام: “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه إذا ابتهل، ودعا كما يستطعم المسكين”5.
ولمّا كان القنوت؛ أيّ: مدّ اليدين إلى السماء هو من مظاهر التذلّل لله عزّ وجلّ، حيث يكون العبد في صورة السائل الفقير المستعطي؛ كان له صوره، وقد بيّنها الإمام الصادق عليه السلام ؛ لمّا سُئِلَ عن الدعاء ورفع اليدين، فقال عليه السلام: “على خمسة أوجه: أمّا التعوّذ؛ فتستقبل القبلة بباطن كفّيك، وأمّا الدعاء في الرزق؛ فتبسط كفّيك فتفضي بباطنهما إلى السماء، وأمّا التبتّل؛ فإيماؤك بإصبعك السبّابة، وأمّا الابتهال؛ فترفع يديك تجاوز بهما رأسك، وأمّا التضرّع؛ أن تحرّك إصبعك السبّابة ممّا يلي وجهك؛ وهو دعاء الخيفة”6.

شاهد أيضاً

مركز السيدة زينب الطبي يستخدم احدث الاجهزة المختصة في مجال فحص العيون

استخدم مركز السيدة زينب (عليها السلام) الطبي التابع لقسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة ...