الرئيسية / اخبار العلماء / الصراع مع الصهيونية ودعم المقاومة واجب شرعي

الصراع مع الصهيونية ودعم المقاومة واجب شرعي

 اصدر مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة مقترحا لميثاق اسلامي يجمع المذاهب الاسلامية وجميع مكونات المجتمع الاسلامي على اساس ثوابت العقيدة الاسلامية وتوحيد جهود المقاومين ونبذ الفرقة .

تفضل الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في اختتام اعمال مؤتمر الاتحاد الذي عقد  الاربعاء 27 ايار 2015 في بيروت بمقترح لميثاق اسلامي يعزز ويرسخ وحدة جميع الطوائف الاسلامية ليوحد المسؤوليات والمواقف الملقاة على عاتق العلماء و النخب الفكرية اتجاه التحديات التي تواجه الامة الاسلامية ويبين في جانب اخر الاسلوب الصحيح لنشر العقيدة الاسلامية المتناقض مع ما تمارسه الجماعات المتطرفة التكفيرية التي شوهت الصورة الحقيقية للاسلام .

و هذا نص الميثاق الاسلامي :

اولا: الايمان والعقيدة:
1 – التأكيد علي ثوابت العقيدة الاسلامية المشتركة بين المذاهب الاسلامية كافة: وعلي رأسها الايمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر.

2 – القرآن الكريم هو كتاب الله الذي{ لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} فصلت 42، قد حفظه الله من التغيير واجتهد المسلمون في نشره و هم يؤمنون بالقرآن الكريم كما هو مطبوع في‌ المصاحف الشريفة الموجودة بين أيدي الناس، وهو المرجع الذي يعتمد عليه جميع المسلمون في فهمهم للإسلام.

3 – السنة النبوية هي‌ المصدر الثاني للتشريع الاسلامي، من خلالها نفهم القرآن الكريم ونفسره ونضبط العام والخاص فيه و الناسخ والمنسوخ وما إلي ذلك، وقد نقل الصحابة الكرام كما آل البيت الاطهار السنة النبوية عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم، واجتهد العلماء المسلمون في‌ التاريخ الإسلامي في تنقيح ما نقل عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم التمييز بين الصحيح،‌ والضعيف والثابت والدخيل، وان اختلاف المسلمين في علم الرجال أو في إثبات بعض الأحاديث أو نفيها يؤكد الاصل المعتمد ولا ينفيه وهو : أن السنة النبوية هي‌ الاصل الثاني‌ في‌ ‌أصول الشريعة الإسلامية.

أراد الله للمسلمين أن يكونوا امة واحدة‌{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } الأنبياء92، {وأنّ‌ هذه امتكم أمة واحدة وأنّا ربّكم فاتقون} المؤمنون52، وعليه يجب أن يسعي المسلمون إلي إزالة الفوارق العرقية والمذهبية‌ و اللغوية ما استطاعوا إلي ذلك سبيلا تحت العنوان القرآني الكبير {… إنّ‌ اكرمكم عند الله اتقاكم..} الحجرات13، فلا يكون الاختلاف في الانتماء العرقي أو القومي أو الجغرافي مانعاً من السعي لوحدة الأمة.

ثانياً: المنهج:
ينبغي علي المسلمين جميعاً أن يكونوا أمة الدعوة الي الله {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً…} البقرة 143، { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف 108، { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فصلت 33، وعلي هذا الأساس ينبغي أن يتركز عمل العلماء المسلمين علي الدعوة إلي الله وإعطاء الصورة الصحيحة عن الإسلام مستفيدين من تجربة التاريخ الإسلامي العريق الذي‌ يؤكد أن أكثر بلاد المسلمين دخل إليها الإسلام من خلال الدعاة الذين استطاعوا بمكارم اخلاقهم وحسن سلوكهم أن ينشروا الإسلام في كل مكان، وعلي هذا الأساس فان الدعوة الي الله تعالي هي الهدف الرئيسي الذي تستند إليه الأهداف الأخري، كما يسعي أن تتأكد أهمية الدعوة إسلامية في أيامنا هذه لنشر الصورة الصحيحة عن الاسلام في مواجهة انحراف الحركات المتطرفة والتي تشوه تعاليم الإسلام.

لقد حمل التاريخ الإسلامي الكثير من جهاد العلماء ‌والعاملين في‌ الدعوة الإسلامية الذي‌ اصطدم مع الحكام وفق نبوة الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ” إن القرآن والسلطان سيفترقان”، وقد نتج عن هذا الصدام المتكرر الكثير من الأضرار علي الدعوة الاسلامية، لذا فإننا نري بأن واجب العلماء ‌تقديم النصح للحاكم، وتجنب الصدام بكل وسيلة ممكنة وتبليغ دعوة‌ الاسلام مع الحرص علي الوصول الي افضل النتائج، بحيث يكون مقياس الربح والخسارة في‌ ذلك هو المصلحة الإسلامية العليا.

ثالثاً :‌الاتجاه السياسي:
1 – اجمع العلماء المسلمون قديما وحديثا انه لا بد من إقامة حكم إسلامي يقوم به الحاكم بتنفيذ أحكام الشريعة، وأننا نؤكد أن السياسة في المفهوم الشرعي‌ تعني ما الأتي:

الف – السعي لإقامة حكم إسلامي بالوسائل المشروعة.

ب – تقديم النصح للحاكم كائنا من كان.

ج – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإصلاح الراعي والرعية.

د – توجيه المجتمع بالاتجاه الصحيح لجهة ترتيب الأولويات وتحديد الحلفاء والأعداء.

هـ- تحذير المجتمع من الأخطاء الكبري التي يمكن أن تفقد المسلمين هويتهم ودورهم الرسالي الذي‌ أراد الله لهم.

إننا نعتبر السياسة الشرعية من خلال المفهوم المذكور واجبا رئيسياً ملقي علي عاتق العلماء، وأن العمل السياسي بغير هذا المعني شوه ويشوه دور العلماء والدعاة إلي الله، من هنا نؤكد علي ضرورة دراسة التجارب الاسلامية التاريخية والمعاصرة كافة كي يتم تجنب أخطاه الماضي والوصول إلي الاهداف الاسلامية الكبري للمجتمع عليها بين المسلمين والتي تجرم مقاصد الشريعة الاسلامية.

2 – ان دور العلماء الرئيسي يكمن في اتخاذ الموقف المناسب وفق ما تقتضيه كل مرحلة و وفق القاعدة الشرعية “لا يمكن تغير الأحكام بتغير الأزمان”، والعمل ليكون موقف العلماء في المجتمع هو القدوة لجميع افراد المجتمعات التي يعيشون فيها.

3 – لقد حمل الثلث الأخير من القرن العشرين تجربة رائدة علي صعيد إقامة حكم إسلامي معاصر علي أسس إسلامية، وذلك من خلال انتصار الثورة الإسلامية في‌ ايران، وقد حددت الثورة الإسلامية الثقة بإمكانية إقامة حكم إسلامي معاصر، فذهبت الي غير رجعة‌ مقولة ( الدين افيون الشعوب) التي كانت رائجة قبل ذلك، فلا بد للعلماء، من دراسة هذه الظاهرة والاستفادة منها، ونقترح لذلك ما الآتي:‌

1 – التأكيد علي أن الشعارات السياسية رفعتها الجمهورية الإسلامية وعملت في سبيلها شعارات إسلامية رئيسية تتجاوز الانتماء المذهبي وهي‌:‌ زوال إسرائيل، وحدة‌ الأمة، مواجهة الاستكبار العالمي.

2 – التأكيد علي أن نظرية ولاية الفقيه قد قربت بين السنة والشيعة لجهة تحكيم الشريعة الاسلامية من جهة، ولجهة‌ اعتبار الجهاد لزوال إسرائيل أولي الواجبات الاسلامية.

3 – دعم فكرة الحوار الفقهي للتقريب بين السنة والشيعة، وإدانة تحويل الخلاف بينهما الي صراع أو اقتتال دموي.

4 – لقد أنبأنا القرآن الكريم أن الصدام بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان أمر حتمي، وكذلك بين الدعوة إلي الإسلام والطاغوت، وعلي علماء‌ الدين قيادة هذا الصراع بحيث يقومون بواجباتهم في نصرة الحق و ردع الظلم بحسب الإمكانات المتاحة ووفق مقاييس المصلحة المحققة بعد التوكل علي الله تعالي.

رابعاً :‌الاتجاه العلمي:
1 – علي العلماء‌ أن يسعوا ليكون علمهم مواكبا لحاجات المجتمع المعاصر والتطور السريع الذي‌ تعيش فيه البشرية، وعليهم من اجل ذلك أن يعتمدوا الشروط الضرورية الواجبة للاجتهاد والمتفق عليها عند جمهور المسلمين، حتي لايقعوا في الجمود الفقهي‌ والفكري‌ من جهة،‌ كما عليهم من الجهة الأخري عدم التفريط بالأسس الفقهية الكبري وعدم إهمال حقائق الشريعة‌ ارضاء‌ لرغبات العلمانيين واعداء الدين.

2 – لقد جعل الله تعالي الخلاف والتنوع بين البشر آية من آياته في خلقه ، وعلي المسلمين، والعلماء خاصة، أن يستفيدوا من التنوع الموجود بين الناس، والانتباه‌ الي أن كثيراً‌ من الخلافات الفقهية بين المسلمون سببها الاختلاف في الافهام والعقول، كما أن تراكم الأحداث التاريخية ضخمت الخلافات الفقهية علي حساب الأمور المشتركة بين المسلمين.

3 – من حق العالم المسلم أو طالب العلم أن يكون متمسكا بمذهبه، ‌أي بطريقة الحكمة والموعظة الحسنة، ولكن ليس من حقه أن يفرض رأيه علي الاخر أو أن يلغيه، طالما أن الاخر يأتي‌ بدليله ويدافع عنه بالحجة والبرهان.

4 – التأكيد علي أن اللقاء بين العلماء‌ والحوار وتبادل الخبرات والمعارف، باب رئيسي لتأصيل الفهم للاسلام ، ونؤكد هنا على الحوار الذي حصل بين الامامين الجليلين جعفر الصادق (ع) وابي حنيفة النعمان (رض) حيث حصل بينهما التقارب من خلال اللقاء والحوار وصولا إلي قول الإمام إبي حنيفة (لو لا السنتان لهلك النعمان).

خامساً:‌القضية‌ الفلسطينة:
إننا نؤكد من خلال المفاهيم القرآنية الواضحة والتجربة المعاصرة و وضوح معالم التاريخ المعاصر أن صراعنا ضد الصهيونية يمثل قمة الواجبات الإسلامية، ومن خلال ذلك نؤكد ما يأتي:

1 – نؤمن بحتمية زوال الكيان الصهيوني، حيث تؤكد علي ذلك الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، كما تؤكد ذلك الروايات التوراتية التي‌ يتناقلها الصهاينة أنفسهم.

2 – نؤمن بأن المقاومة هي‌ السبيل الوحيد لاسترجاع فلسطين.

3 – نعتبر أن دعم أي فصيل يتبني فكرة المقاومة بأي‌ شكل من أشكال المقاومة،‌ واجب شرعي، بل يعتبره الاتحاد العالمي‌ الواجب الشرعي الأول الذي ينبغي الاضطلاع به.

4 – نؤكد علي ضرورة توحيد جهود المقاومين جميعا ونبذ الفرقة، فان وحدة الصف أمر ضروري‌ للنصر {…وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال 46.

وتفضلوا بقبول الاحترام
الشيخ ماهر حمود