الرئيسية / تقاريـــر / أمريكا ومحاولة إخداع العالم، هذه المرة عبر لعبة الصواريخ

أمريكا ومحاولة إخداع العالم، هذه المرة عبر لعبة الصواريخ

اتفقنا معكم علی أن لا ننتج صواريخ قادرة علی أن تحمل رؤوساً نووية ولم نتفق معكم علی أن نوقف مساعينا لتطوير قدراتنا الصاروخية الدفاعية حتی للحظة واحدة، هذا ما قالته إيران لدول مجموعة 5+1 منذ الیوم الأول لانطلاق المفاوضات النووية. حيث رأينا كيف اختبرت إيران صاروخ «عماد» قبل بضع ساعات فقط من توقيع الإتفاق. وفي هذا السياق وبالتحديد قبل أقل من اسبوع وبعد مضي عدة أشهر علی توقيع الاتفاق النووي، اختبرت إيران عدة صواريخ من ضمنها صواريخ «قدر»، تم اطلاقهما من شمال البلاد باتجاه أهداف محددة جنوب شرق إيران علی بعد 1400 كلم. تمت إصابة الأهداف بدقة فائقة واطمأن بال مصممي هذا الجيل الجديد من الصواريخ الإيرانية علی أنها يمكن أن تكون سلاحا قويا لردع أي تهديد من المحتمل أن تتعرض له إيران. جميع هذه التجارب الصاروخية تؤكد شيئاً واحداً هو أن: إيران مستمرة في تطوير قدراتها الدفاعية محليا دون الإعتماد علی أي جهة خارجية ولايمكن للعقوبات أن تثني إيران عن مواصلة هذه القدرات.

قبل يومين تحدث قائد قسم الجو فضاء في قوات الحرس الثوري العميد علي حاجي زادة، عن المناورات الاخيرة (اقتدار الولاية) التي نفذتها قوات الحرس الثوري لمدة حوالي اسبوع واحد والتي أشرنا لها في المقدمة، مؤكدا أنه خلال هذه المناورة تم اطلاق بعض الصواريخ من بحر قزوين نحو سواحل مكران جنوب البلاد. وقال إن بعض هذه الصواريخ قادرة علی أن تحمل طناً من مادة «TNT» شديدة الإنفجار، والبعض الآخر منها يمكن أن يدمر منطقة تصل مساحتها الی كيلومترين بسبب تركيب 24 رأسا انفجاريا علی هذه الصواريخ. بالاضافة الی ذلك فقد تم خلال هذه المناورات إختبار صواريخ تم اطلاقها من أعماق الأرض ومن أماكن غير معروفة. وحول الانفاق التي يتم تخزين الصواريخ فيها فقد أكد حاجي زادة أن معظمها صممت تحت المناطق الجبلية وبدأ العمل بهذه الانفاق منذ 31 عاما.

النقطة الأولی التي تسترعي الاهتمام في مجال صناعة الصواريخ الإيرانية هي أن جميع هذه الصواريخ، هي صناعة محلية مئة في المئة حيث يقول حاجي زادة في هذا السياق: إذا ما تم بناء جدار حول إيران ومنعت من دخول أي شيء، فان إنتاج هذه الصواريخ لن يتوقف (..) كل ما يلزمنا يتم صنعه داخل البلاد ولسنا بحاجة لمكان آخر. هذا التأكيد من قبل قائد قوة الجو فضاء في الحرس الثوري، يوضح أن أي حصار يمكن أن يفرض علی طهران ليس بمقدرته الاخلال بانتاج ما تحتاجه إيران من صواريخ للدفاع عن أمنها. وأما النقطة الثانية فتتعلق بدفاعية هذه الصواريخ. حيث أنها معدة للأغراض الدفاعية وليست للإعتداء علی أي من دول الجوار.

الأمريكيون وكما هي الحال بالنسبة للإسرائيليين لم يستثنوا أي وسيلة إلا وقد سخروها لعرقلة مساعي إيران لتطوير صواريخها الدفاعية. مرة استخدموا العقوبات ومرة اخری إعتمدوا سياسة التجسس وتارة اخری استخدموا مجلس الأمن ليضغط علی إيران. لكن جميع هذه المؤامرات فشلت ولم تتمكن من أن تؤخر إيران يوما واحدا من مواصلة عملها في إنتاج صواريخ أكثر دقة واوسع تدميرا لاستهداف الاماكن التي تشكل تهديدا علی الأمن القومي الإيراني إذا لزم الأمر.

وخلال المناورات الاخيرة وبعد اطلاق عدة صواريخ من قبل الحرس الثوري، تباينت المواقف الأمريكية إزاء هذه الخطوة الإيرانية. فبينما «تقول الولايات المتحدة إن هذه الصواريخ لا تنتهك الاتفاق النووي الذي أبرم العام الماضي» وفق ما جاء علی موقع شبكة «سي ان ان» الأمريكية، حذر عدد من المسؤولين الأمريكيين ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسفيرة الأمريكية لدی الامم المتحدة سامانتا باور، حذروا إيران من النتائج التي ستترتب علی هذه الإختبارات الصاروخية. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن كيري أن التجارب الصاروخية الجديدة لإيران ستؤدي الی رد من قبل واشنطن. وفي هذا السياق ادعت سامانتا باور أن تجربة إطلاق الصواريخ الجديدة من قبل إيران مقلقة جدا لواشنطن وطالبت بعقد إجتماع لمجلس الأمن لإجراء مشاورات الاثنين القادم حول الموضوع. كما إدعت باور بشكل مغلوط أن قرارات مجلس الأمن تحظر علی إيران اختبار صواريخ قادرة علی حمل رؤوس نووية، في محاولة منها لإخداع العالم بان إيران تحاول إختبار صواريخ قادرة علی حمل رؤوس نووية، بينما الإختبارات کانت للاغراض غیر النووية.

واخيرا، من يتابع الضجة الاخيرة المفتعلة من قبل واشنطن إزاء الاختبارات الصاروخية الإيرانية الدفاعية (غير النووية)، يفهم جيدا أن واشنطن لازالت تسعی الی القضاء علی القدرات الصاروخية الإيرانية الدفاعية وذلك من خلال إتهام إيران بانها تنتهك الإتفاق النووي. لكن الحقيقة تختلف تماما عن هذه المزاعم الأمريكية، حيث أن الاتفاق النووي لم يمنع إيران نهائيا عن إختبار صواريخ غير مصممة للاغراض النووية وإنما يمنعها فقط عن تصميم صواريخ قادرة علی حمل رؤوس نووية وهذا ما جاء بشکل واضح بنص الاتفاق. إذن متی ستنتهي محاولات أمريكا لاضعاف القدرات الدفاعية الإيرانية، لا نعلم، لكن ما نعلمه جيدا هو أنه بموازاة هذه المحاولات الأمريكية الیائسة فان إيران أيضا ستظل الی الأبد تواصل جهودها ليل نهار لبلوغ آمالها في مجال تطوير قدراتها الصاروخية الدفاعية، ونؤکد مرة اخری غیر المصممة لحمل الرؤوس النووية، عبر الإعتماد علی علمائها الشباب وقدراتها الداخلية

شاهد أيضاً

الشهيد سمير عبد الكريم مرزه الملكي – 127 أبوشهاب

ولد الشهيد في عام 1967م في العاصمة بغداد، شارع الكفاح، وتربى في أحضان أسرة غرست ...