الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين

قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين

توفيق صاحب الجواهر

قال صاحب (التكملة): كان للشيخ محمد حسن مؤلف الكتاب النفيس (الجواهر) من العمر خمسة وعشرون عاماً حين بدأ بتأليفه وقد نقل الشيخ الأجل فقيه العصر الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي عن صاحب (الجواهر) ما يرجع إلى سبب تأليف هذا الكتاب، قال: أمرني أستاذي صاحب (الجواهر) أن أسكن في الكاظمية مشغولاً بترويج الأحكام وتبليغ الإسلام، فعرضت على جنابه العالي أن يكتب برسالة إلى الحاج علي بن الحاج (محسن بوست فروش) التاجر المعروف في الكاظمية ليعيرني بعض مجلدات (الجواهر) التي بحوزته.

فلما سمع مني الشيخ هذا الكلام قال: سبحان الله! إن كتاب (الجواهر) بلغ إلى هذا الحد، وأن التجار يأخذون من نسخته ويراجعهم الناس؟ أقسم بالله يا ولدي! ما كنت أقصد في كتابي أن يكون يوماً بصورة كتاب، ولو كان لي قصد التصنيف والتأليف من الكتابة، أحببت أن يكون على غرار كتاب (رياض المسائل) للمير سيد علي الطباطبائي، وإنما كتبت (الجواهر) لنفسي.

يقول صاحب (التكملة): لما سمعت هذا الكلام من هذا الشيخ العظيم، قلت: سبحان الله كان تعجبي لما يرجع إلى كتاب (الجواهر) من جهتين، والآن قد زال تعجبي.
فقال الشيخ: ما كان تعجبكم وما هي العلة في إزالة هذا التعجب؟

قلت: أولاً: كيف أن المرحوم صاحب (الجواهر) قد حالفه التوفيق في كتابة كتاب بهذه العظمة من أول الفقه إلى آخره، مع أن العادة تقتضي أن يكون من الصعب لشخص واحد أن ينهض بهذا العبء.

وثانياً: بالنسبة إلى محبوبية ومرغوبية الكتاب الذي راح بسرعة بين أهل العلم، فهم يطلبونه ويسعون وراءه، ولما سمعت هذا الكلام تبين لي أن الباعث في تأليفه لم يكن إلا رضى الله تعالى لا الرياء والتظاهر وطلب الدنيا وإبراز المرتبة العلمية والمقام، وهذا الخلوص في النية لهذا العالم الرباني كان السبب في موفقية هذا الكتاب ومحبوبيته.

يقول الشيخ الفقيه مهدي بن الشيخ علي: عندما كان صاحب الجواهر مشغولاً بكتابة (الجواهر) كان هناك علماء آخرون يتجاوز عددهم خمسة وعشرين كلهم كانوا مشغولين بهذا الموضوع (شرح (الشرائع) ) ولكن لم ينتشر لأحد منهم شيء.

شاهد أيضاً

كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم عليك؟

” اللهم صل على محمد وآل ومحمد ”  الصلاة على النبي وآله 1 – حدثنا قيس بن حفص وموسى ...