ان يكون العصر الذهبي لامارة دبي قد انتهى. فهذه مسألة مسلم بها منذ نحو عقد من الزمان، حين تدخلت امارة ابو ظبي لتضخ 12 مليار دولار للامارة الثانية في الأهمية بعد عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة..
حتى لا يقع افلاسها – اما ان يعود شبح الافلاس ليسيطر على الامارة التي يحاول حاكمها محمد بن راشد تغطية مشاكله الاقتصادية والمالية الضخمة بالهروب الى استعراضات مكشوفة في مهرجانات دعائية ومسابقات لإلهاء الناس وإغراء العالم.. فهذه مسلمة أخرى ما عادت خافية على أحد.
لماذا افلاس دبي؟
احتمال افلاس امارة دبي مستند الى الوقائع التالية:
1-سحب كبار المستثمرين السعوديين أموالهم من الامارة، وهي أموال تقدر بمليارات الدولارات، بعضها عاد الى وطنه السعودية والبعض جرى نحو اوروبا وتحديداً الى المانيا حيث امكانات النجاح وفرص الاستثمار أوسع وأضمن.
عودة أموال السعوديين او جزء منها الى الوطن مرتبط أيضاً بسياسة التوسع وطموح مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان في السعودية.
2-إلغاء روسيا رحلات نحو 20 طائرة روسية يومياً تقل مواطنين من الجمهورية الاتحادية الى دبي للسياحة والتسوق وبعضها لاستثمار الأموال في مشاريع تدر ربحاً سريعاً ومضموناً.
الغاء هذه الرحلات بدأ بعد ان حول بوتين مدينة سوتشي الساحلية الى مدينة سياحية تباهى بها حين عقد دورة الالعاب الشتوية الأولمبية فلما فرغ منها لمس انه صرف مليارات الدولارات لاقامة فنادق ومطاعم وملاهٍ ومبانٍ ومؤسسات ومسابح.. شاغرة طيلة العام.. لذا أراد صرف أنظار الروس نحو سوتشي وكانوا يذهبون بالآلاف يومياً الى دبي.. فصارت سوتشي هي وجهتهم، فخسرت دبي جزءاً كبيراً من سياحها ومتسوقيها.
3-الحجر الذي فرضته دول الخليج العربي وتحديداً السعودية والامارات والبحرين على قطر حرم الامارات من زيارات وتسوق واستثمارات القطريين في دبي، خصوصاً بسبب الخلاف القطري- مع ابو ظبي. وقد أقفل قطريون الكثير من مؤسساتهم في دبي وحولوا وجهتهم الى مناطق أخرى.
4-الشركات الضخمة المتعددة الجنسية وجدت نفسها في مواجهة السعودية والامارات بضرورة الابتعاد عن قطر.. وكانت تأمل ان تعتمد دبي مكانها، لكن حظراً شديداً واجهها بمنع العمل في دبي، فلما ذهب وفد منها الى وزارة الخزانة الاميركية وطلب وساطتها مع الرياض وابو ظبي جاء الرد صادماً: ((انسوا الشرق الأوسط واذهبوا للعمل والاستثمار في المحيط الباسيفيكي ودوله والى افريقيا)).
5-تراجع الاقتصاد الصيني الذي كان يستثمر واسعاً في دبي، فأدى هذا الانكماش الى خسارة دبي زبوناً مهماً.
6-القوانين الاميركية المتشددة في مكافحة تبييض الأموال ودبي هي احدى أبرز مدن غسيل الأموال المنهوبة من كثير من بلدان العالم..
ماذا نتج عن هذا
1-هبوط سريع في قيمة أسهم الشركات التي كانت وما زالت تعمل في دبي.
2-هبوط شديد في أسعار العقارات، فضلاً عن شغور آلاف الشقق السكنية فيها.
3-هجرة مضادة من دبي التي كانت مقصداً للعمل والاستثمار الى خارجها.
4-ازدياد مضطرد في أعداد البطالة الداخلية.
5-زيادة أخطار يمكن ان تلحق بالمصارف في دبي نتيجة هجرة الاستثمار والأموال من الامارة – وادراك المؤسسات الكبيرة والمتوسطة ان هناك مشاكل سياسية تخترق علاقات دبي مع المحيط.
فتش عن الأسباب الحقيقية
مصادر مقربة من حاكم دبي تقول ان سبب كل هذا يكمن في سياسة محمد بن راشد الايجابية مع ايران – لكن هذه الحجة تسقط عندما نقرأ الفقرة الخاصة بقرار بوتين بمنع ذهاب 20 طائرة روسية تحمل آلاف الروس يومياً الى دبي، وبالتالي فإن بوتين ليس جزءاً من استراتيجية السعودية والامارات ضد حاكم دبي، وليس جزءاً من حصار الدولتين لقطر.
المشكلة في سياسة ابن راشد السلبية في بنائه قصوراً وناطحات سحاب على رمال متحركة، وعلى رهانه على جلب أثرياء العالم الى دبي التي لا يدخلها بسطاء الحال الا لخدمة الاثرياء.. وفي اعتماده غسيل الأموال القذرة للصوص العالم السياسيين والعسكريين وتجار المخدرات.. وهذا انتهى وقته تقريباً، وما أسهل ان تسقط دبي في هذه السياسة عندما يتشدد القانون الدولي تجاه هذه الظاهرة.. وسيكون محمد بن راشد هو سبب هذا السقوط ان لم يتدارك في هذه السياسة التي صعدت به فرحاً الى فوق ويمكن ان تهبط به كما حصل منذ عشر سنوات وما اتعظ.!!!
*هل يعلن محمد بن راشد افلاس دبي؟ – خاص الشراع/ دبي*
مجلة الشراع 2 اب 2019 العدد 1911
خاص: من دبي
https://chat.whatsapp.com/JG7F4QaZ1oBCy3y9yhSxpC