11/11/2022
السيد نصر الله: ضمانتنا الحقيقية هي قوة لبنان.. والإدارة الأمريكية هي اللعنة والطاعون والوباء
أشار الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة له باحتفال يوم شهيد حزب الله، إلى أن الله تعالى هو الذي يهبنا الأنفس ويعطينا المال ثمّ يقول لنا بيعوني هذه الأنفس ولكم في مقابل ذلك الجنة، لافتًا إلى أن “مناسبة يوم الشهيد هو اليوم الذي اقتحم فيه أمير الاستشهاديين مبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور ودمره تدميرًا كاملًا وأدى لمقتل ما يزيد عن 100 جندي وضابط اسرائيلي في أقل من دقيقة”، مشيرًا إلى أن العدو صُدم بهذه العملية وآماله وأحلامه بإدخال لبنان في العصر الإسرائيلي تحطمت، وهذه العملية أسست للتحرير الأول ومن بعدها بدأ العدو بالتفكير بالانسحاب.
وأضاف “هذه المناسبة العظيمة اتخذها حزب الله يومًا للشهيد، وهو يوم لكل الشهداء، ونحن نعتبر أنَّ أي شهيد في محور المقاومة في العراق واليمن وسوريا هم شهداؤنا”، وقال “اليوم نحتفي يوم شهدائنا بعد أربعين عامًا وبعض إخواننا وأخواتنا توفاهم الله وكانوا قد أعطوا كل عمرهم لمسيرة المقاومة، واكن بينهم علماء وقادة ومضحون ومضحيات ولطالما حضروا في كل الميادين والجبهات”.
وتابع سماحته “في يوم الشهيد وفي الأربعين ربيعًا وهذه المسيرة لم تتوقف عن تقديم الشهداء الذين هم غالبيتهم شهداء، ونحن نعتقد أن الفضل في وجود هؤلاء الـشـهداء بعد الله يعود إلى الأمهات والآباء وإلى العائلات التي ربّت أبناءها وبناتها على هذه الثقافة وهذا الطريق وهذه الأهداف وهذه الروحية”.
وأكمل “نحن في مسيرتنا نعتقد بأهمية أن الآباء والأمهات شجعوا أبناءهم وبناتهم على الالتحاق بهذا الطريق وشجعوا أبناءهم على الذهاب إلى الجبهات، وهذا له قيمة أخلاقية وشرعية خاصة.. هذه العائلات الشريفة عندما استشهد عزيزها صبرت واحتسبته عند الله واعتزت به ورفعت رأسها به وحفظت أمانته، وهذا العبء حملوه وصبروا واحتسبوا وثبتوا وحفظوا وصايا الشهداء وأمانتهم ولذلك نجد أن أبناء بل أحفاد هؤلاء الشهداء هم الآن رجال ومقاومون وكوادر وقادة في المقاومة، وهذا أعلى تعبير عن حفظ الأمانة والوصية”.
الأمين العام لحزب الله أضاف “نحن نعلم أهمية وقيمة هؤلاء الشهداء وقيمة دمائهم وتضحياتهم، كل شهيد له مرحلتان، الأولى هي جهاده عندما انتمى إلى المقاومة وأعطاها شبابه ودمه ووقته وجهده، والثانية هي مرحلة الاستشهاد والخاتمة الحسنة”، معتبرًا أن “هذا العلم بقيمة الشهداء يظهر عندما ننسب إليهم ما نحن فيه من قوة وانتصارات ومنعة وعزة وكرامة، وهذه المعرفة مهمة لأن الجحود والانكار والتغاضي والتجاهل له آثار اجتماعية ونفسية وسياسية وأمنية خطيرة”.
السيد نصر الله حذّر من أنه “عندما نتجاهل عنصر القوة سنصبح ضعفاء، وعندما نعرف هذه القيمة نشكرها وشكرها في حفظها”، مردفًا “شهداؤنا كلهم معروفون ومعلنون ولكن بعضهم ما زالوا مفقودي الأثر مفقودي الأجساد، وبعضهم ما زال في يد العدو وهو يتنكر لوجودهم وبعضهم ما زال في بعض ساحات القتال في سوريا، ولدينا أخوة مفقودون لعلهم شهداء ولعلهم أحياء”.
وتوجّه سماحته لعوائل الشهداء مفقودي الأثر ولعوائل الإخوة الذين ما زال مصيرهم مجهولا بالقول “نقدّر مشاعر هذه العائلات وهذه أمر نتابعه بدقة وشخصيا أتابع هذا الملف بالأسماء والتفاصيل مع الاخوة المعنيين، ونحن لن نترك أجساد شهدائنا ونعمل بالليل والنهار”.
وشدد الأمين العام لحزب الله أن “شهداؤنا من كل المناطق والشرائح والعناوين والأعمال والرجال والنساء، هناك شهداء في الجو وهناك شهداء في البحر والأغلبية الساحقة من الشهداء في البر”، مشيرًا إلى أنه “من الملفت بشهدائنا عندما نرى عائلات شهيدة، أو زوج وزوجة، أو أخ وأخوة، لكن ما أريد أن أقف عنده هو الشهيد الابن والشهيد الأب والشهيد الجد، أهمية هذا الموضوع هو تحدي الأجيال ومعركة الأجيال.. هنا نقطة القوة”، مضيفًا “نحن نتحدث عن أجيال يواصل بعضهم مع بعض كتفًا إلى كتف ويسلمون الراية”.
وتابع قائلًا “دائمًا هم يعملون على الجيل الثالث، ما يجري في مجتمعاتنا في العالم العربي والاسلامي من مخططات لإفساد الشباب والشابات عبر ثقافة التفاهة والميوعة وترويج الانفلات الأخلاقي والتحلل الأخلاقي والاجتماعي والتفكك الأسري والمثلية وترويج المخدرات”.
ونوّه إلى أنه “في معركة الجيل الثالث يجب أن نتحمل المسؤولية، وحتى الآن هم خسروا في معركة الجيل الثالث عندنا والدليل مسيرتنا وشهدائنا، وفي السنوات الـ10 الماضية قضى من إخواننا الكثير وكلهم شباب ومن أبناء وأحفاد شهداء الجيل الأول، وهذه علامة ممتازة أننا لم نفقد شبابنا وأحفادنا وأنهم ما زالوا يرفعون هذه الراية ويتنافسون صدقوني خلال بعض الجبهات في السنوات الماضية كانوا يتنافسون على الذهاب الى الجبهات”.
سماحته أشار إلى أنه “في فلسطين أيضًا العدو اليوم تفاجأ، أمثال الشهيد عدي التميمي وكل يوم هناك أسماء يمكن وضعها منيرة مشرقة إلى جانب اسم عدي التميمي، يعترف العدو أنه فوجئ بهم”.
ودعا سماحته “لعدم ترك الأجيال للإعلام الغربي ولا للفساد ولا للتيه ولا للضياع والمسؤولية، اليوم على العائلات الكريمة أكبر من أي مضى واليوم نعيش زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر”.
الأمر بالنسبة لنا لا يتغير أيا كان رئيس حكومة العدو
وحول الانتخابات الاسرائيلية، أكد أنه بالنسبة لنا لا فرق، كلهم أسوأ من بعضهم، الحكومات التي تعاقبت على الكيان كلها حكومات مجرمة وغاصبة ومحتلة ولا تملك شيئًا من القيم الأخلاقية والانسانية”.
وأشار إلى أنه “في داخل فلسطين المحتلة هذه الانتخابات لها تداعياتها وآثارها التي يجب أن تتابع على مجتمع العدو الذي يعاني من الانقسامات الحادة وعلى مستقبل الكيان، وخصوصا إذا سلم بعض المسؤوليات الحساسة عنده إلى حمقى والحمقى لا يخيفوننا بل سيودون به”.
وأكد سماحته أن “لبنان الذي يحميه هو الله ومعادلة القّوة معادلة الجيش والشعب والمقاومة وعندما نكون أقوياء هذا العدو سواء كان يمين أو يسار يفهم القوة ولغة القوة، وبالتالي بالنسبة لنا الأمر لا يتغير أيا كان رئيس حكومة العدو”.
ولفت إلى أن “البعض يعتبر أن ضمانته في تعيين الحدود البحرية هو الالتزام الأميركي، إن شاء الله يفوا بالتزامهم وإن عادة لا يفون بها، لكن ضمانتنا الحقيقية هي قوة لبنان وعناصر القوة التي يملكها لبنان، وهي التي تشكل ضمانة الاستمرار والأسباب التي كانت قائمة ستبقى وستتعزز ان شاء الله”.
الطاعون في لبنان Made in USA
وحول الانتخابات الأميركية النصفية، سأل سماحته “بالنسبة لمنطقتنا ما الذي كان يتغير بين الديمقراطي والجمهوري؟ المشروع الأميركي مستمر والأهداف واحدة، نحن شعوب هذه المنطقة لم نرَ إلا الحروب والنهب والهيمنة والاحتلالات وفي رأس جرائم الشيطان الأكبر هو وجود اسرائيل”، معتبرًا أن “كل ما تقوم به اسرائيل من جرائم ضد الانسانية وبقاء احتلالها تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة الأميركية بديمقراطييها وجمهورييها، وبالتالي بالنسبة لنا ما الفرق بين الشيطان إذا ارتدى الأحمر أو الأزرق؟”.
السيد نصر الله أكد أنه “على شعوب وحكومات المنطقة بدل أن ننتظر ونربط مصيرنا بالجمهوري والديمقراطي في أميركا، يجب أن نعود ونراهن على أنفسنا ووحدتنا والحوار فيما بيننا وتعزيز عناصر قوتنا الوطنية والقومية على أن نتكئ على الله وأنفسنا واصدقائنا المخلصين”.
وتعليقا على ما قالته المسؤولة الأميركية المعنية بلبنان في الخارجية الأميركية، قال سماحته “لا أريد أن أناقش السيناريوهات بل أقف عندما جملة عندما تحدثت عن “الخلاص من حزب الله”، واستخدمت عبارة بالانجليزية واختلف المترجمون بين “اللعنة” و”الطاعون” و”الوباء””، وأضاف “إذا كان اجتياح 1982 لعنة ووباء تخلصنا منه فهو طاعون صنع في الولايات المتحدة الأميركية يعني MADE IN USA وأنتم اللعنة”.
وتابع قائلًا “أنتم الإدارة الأميركية اللعنة والطاعون والمقاومة التي يمثل حزب الله فيها فصيلًا أسياسيًا إلى جانب إخوانه من فصائل المقاومة هو الذي أزال هذه اللعنة وطرد هذا الطاعون من لبنان”.
وأشار سماحته إلى أن “الوباء الأميركي تخرجه من الباب فيعود من “الطاقة من البخواش”، يتسلل من جديد لأن لا حدود لأطماعه وأهدافه.. الطاعون الارهابي والتكفيري واللعنة والوباء الارهابي والتكفيري أنتم أتيتم به إلى منطقتنا، وحزب الله والشعب اللبناني والجيش اللبناني هم الذين واجهوا هذا الطاعون في الجرود”.
وتوجه للأميركيين بالقول “أنتم جئتم بالفوضى إلى لبنان في تشرين، هذا الحراك الذي حصل في لبنان وكان لنا منذ اليوم الأول شجاعة اتهامه في خلفيته وادارته”، وسأل “من الذي أراد الفوضى في لبنان عام 2019 عندما فشلت مشاريع الحرب الأهلية قبلها؟ أنتم الأميركيون، ولم تتركوا خطًا أحمر لا رئيس جمهورية ولا مقام ولا حرمة ولا زوجة ولا أخت ولا بنت هذا كله كان متعمدا”.
وسأل أيضًا “ألم تكن مطالب فوضى 17 تشرين تقويض الدولة؟ هذه لعنة وطاعون ووباء الأميركيين، ووقف الوطنيون في لبنان مقابل هذه الفوضى ومن بينهم حزب الله الذي تصفينه باللعنة والطاعون”.
الأمريكي يحاصر لبنان ويمنع المساعدات عنه
الأمين العام لحزب الله قال “عندما كان لبنان ما زال يقدم دعما للبنزين والمازوت والغاز ويدفع بالعملة الصعبة، تحدثنا مع الإخوة في إيران وقبلوا نتيجة خصوصية لبنان بيع لبنان فيول وبنزين ومازوت وغاز بالليرة اللبنانية، وكان سيوفر مليارات الدولارات على الخزينة، لكن الأميركيين منعوا وهددوا”.
ولفت سماحته “لم يتجرأوا على إرسال وزير الطاقة إلى إيران، بل ذهب وفد تقني وقلنا لا مشكلة، وأردنا أكل العنب، نحن من الناس وبين الناس، طلب الوفد اللبناني كمية وتمت الموافقة عليها دون قيد أو شرط أو ملاحظات”.
وأشار إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران تريد مساعدة الشعب اللبناني والدولة، لكن الموضوع متوقف بعد أشهر بسبب اللعنة الأميركية التي منعت هذه المساعدة”، وأضاف “لا يتجرأون على قبول المساعدة الإيرانية بسبب التهديد الأميركي، من هو اللعنة والطاعون والوباء؟”.
وتابع قائلًا “لم ينجزوا “اتفاق الترسيم” حبا باللبنانيين ولا لأجل أن يصبح لديهم غاز، هذا كذب ونفاق، هو قال بلسانه أنجزنا الاتفاق لتجنيب المنطقة الحرب، لأن الادارة الأميركية لها أولويات مختلفة وتعرف ظروف الكـيان ومعنى الذهاب إلى حرب وما يمكن أن يحصل في كل المنطقة”، وأردف “لا يربحنا أحد جميلة، لبنان حصل على مطالب الدولة اللبنانية بقوته وبالتقاطه للحظة التاريخية”.