ليالي بيشاور – 21 حوارات اسلامية و بحوث هادفة
8 يناير,2018
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
1,060 زيارة
حضر مجلس البحث الذي انعقد في أول الليل فضيلة الحافظ محمد رشيد مع ثلة من المشايخ والعلماء ، وجمع كبير من أتباعهم ، فلما استقر بهم المجلس وتناولوا الشاي والحلوى … .
قال الحافظ : في الليلة البارحة لما ذهبت من هنا إلى البيت لمت نفسي كثيرا لعدم تحقيقي ومطالعتي حول المذاهب الأخرى وعقائدهم وأقوالهم ، ولم اكتف بكتب مخالفيهم وبتعبيركم : المتعصبين على غيرهم !
وقد ظهر لنا ـ من جملة كلامكم ـ في الليلة الماضية : أن الشيعة يفترقون على مذاهب وطرق شتى ، فأي مذهب على حق عندكم ؟ بينوه حتى نعرف على أي مذهب نحاوركم ، ونكون على بينة من الأمر في هذا التفاهم الديني والحوار المذهبي !
قلت : إني لم أذكر في الليلة الماضية أن الشيعة على مذاهب ، وإنما الشيعة مذهب واحد ، وهم المطيعون لله وللرسول محمد (ص) والأئمة الاثني عشر (ع) .
ولكن ظهرت مذاهب كثيرة بدواع دنيوية وسياسية زعمت أنها من الشيعة ، وتبعهم كثير من الجهال فاعتقدوا بأباطيلهم وكفرياتهم ، وحسبهم الجاهلون الغافلون بأنهم من الشيعة ، ونشروا كتبا على هذا الأساس الباطل من غير تحقيق وتدقيق .
وأما المذاهب التي انتسبت إلى الشيعة عن جهل أو عمد لأغراض سياسية ودنيوية ، فهي أربع مذاهب أولية ، وقد اضمحل منها مذهبان وبقي مذهبان ، تشعبت منها مذاهب أخرى .
والمذاهب الأربعة هي : الزيدية ، الكيسانية ، القداحية ، الغلاة .
مذهب الزيدية:
وبعد وفاة علي بن الحسين (ع) ساق جماعة من الشيعة الإمامة إلى ابنه زيد وعرف هؤلاء بالزيدية وهم الذين ( ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم ) إلا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم زاهد شجاع سخي خرج بالإمامة أن يكون إماما واجب الطاعة سواءً كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين(1).
ولما كان زيد الشهيد (ع) كذلك ، اتخذوه إماما بعد أبيه فقد خرج ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدفع الظلم عن نفسه وعن المؤمنين ، وكان سيدا شريفا ، وعالما تقيا ، وشجاعا سخيا وقد أخبر رسول الله (ص) عن شهادته ، فقد روى الإمام الحسين (ع) أن رسول الله (ص) وضع يده على ظهري وقال : يا حسين سيخرج من صلبك رجل يقال له زيد يقتل شهيدا ، فإذا كان يوم القيامة يتخطى هو وأصحابه رقاب الناس ويدخلون الجنة .
وقال الإمام علي بن موسى الرضا (ع) للمأمون وهو يحدثه عن زيد بن علي الشهيد أنه كان من علماء آل محمد غضب في الله فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله ، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر أنه سمع أباه جعفر بن محمد يقول : رحم الله عمي زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفّى لله ، ومن ذلك أنه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد(2).
روى الخزاز(3) في حديث طويل عن محمد بن بكير قال : دخلت على زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق فقلت له : يا ابن رسول الله … هل عهد إليكم رسول الله (ص) متى يقوم قائمكم ؟ قال : يا ابن بكير ، إنك لن تلحقه ، وأن هذا الأمر تليه ستة من الأوصياء بعد هذا ( ويعني الإمام الباقر ) ثم يجعل الله خروج قائمنا ، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا و ظلما .
فقلت يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر ؟
فقال : أنا من العترة ، فعدت فعاد إلي ، فقلت : هذا الذي تقول عنك أو عن رسول الله (ص) ؟
فقال : لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ، لا ولكن عهد عهده إلينا رسول الله (ص) .
الكيسانية:
وهم أصحاب كيسان وكان عبدا اشتراه الإمام علي (ع) فأعتقه ، ويقولون بإمامة محمد بن الحنفية بعد إمامة الحسن المجتبى والحسين سيد الشهداء (ع) ، ولكن محمدا لم يدع الإمامة أبدا وهو عندنا سيد التابعين ، ويعرف بالعلم والزهد والورع والإطاعة للإمام السجاد (ع) زين العابدين .
نعم ، نقل بعض المؤرخين بعض الاختلافات بينهما ، وقد اتخذ الكيساني تلك الاختلافات دليلا على ادعاء محمد بن الحنفية لمقام الإمامة .
ولكن الحقيقة أنه أراد أن يوجه أصحابه إلى عدم صلاحيته لذلك المقام الرفيع ، فكان في الملأ العام يخالف رأي الإمام زين العابدين عليه السلام ، وكان الإمام عليه السلام يجيبه جوابا مقنعا فيفحمه ، فكان محمد يسلم للإمام ويطيعه ، وأخيرا تحاكما عند الحجر الأسود في أمر الإمامة وأقر الحجر بإمامة علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليه السلام ، فبايع محمد بن الحنفية ابن أخيه الإمام السجاد ، وتبعه أصحابه وعلى رأسهم أبو خالد الكابلي ، فبايعوا إلا قليل منهم بقوا على عقيدتهم الباطلة بحجة أن اعتراف محمد بإمامة زين العابدين عليه السلام حدث لمصلحة لا نعرفها !!
ومن بعد موته ، قالوا بأنه لم يمت ! وإنما غاب في شعب جبل رضوى ، وهو الغائب المنتظر الذي أخبر عنه رسول الله (ص) وسيظهر ويملأ الأرض قسطا وعدلا .
وقد انقسموا على أربع فرق : المختارية ، الكربية ، الإسحاقية ، الحربية ، وكلهم انقرضوا ولا نعرف اليوم أحدا يعتقد بمذهبهم .
القداحية:
وهم قوم باطنيون يتظاهرون بالتمسك ببعض عقائد الشيعة ويبطنون الكفر والزندقة والإلحاد !!
ومؤسس هذا المذهب الباطل هو : ميمون بن سالم ، او ديصان ، وكان يعرف ويلقب بقداح ، وكان ابتداء هذا المذهب في مصر ، وهم فتحوا باب تأويل القرآن والأحاديث حسب رأيهم كيفما شاءوا ، وجعلوا للشريعة المقدسة ظاهرا وباطنا وقالوا : إن الله تعالى علّم باطن الشريعة لنبيه ، وهو علّمه عليا ، وعلي عليه السلام علم أبناءه ، وشيعته المخلصين .
وقالوا : بأن الذين عرفوا باطن الشريعة ، تحرروا وخلصوا من الطاعة والعبودية الظاهرية !!
وقد بنوا مذهبهم على سبعة أسس ، واعتقدوا بسبعة أنبياء وسبعة أئمة ، فقالوا في الإمام السابع ، وهو موسى بن جعفر عليه السلام : بأنه غاب ولم يمت ، وسيظهر ويملأ الأرض قسطا
وعدلا !! وهم فرقتان :
1ـ الناصرية : أي : أصحاب ناصر خسرو العلوي ، الذي تمكن بقلمه وشعره أن يدفع كثيرا من الغافلين في هوة الكفر والإلحاد ، وكان له أتباع في طبرستان .
2ـ الصبّاحيّة : وهم أصحاب حسن الصباح ، وهو من أهل مصر ، ثم هاجر إلى إيران ونشر دعوته في نواحي قزوين ، وكانت واقعة قلعة ” الموت” بسببه ، والتي قتل فيها كثير من الناس ، والتاريخ يذكرها بالتفصيل ولا مجال لذكرها .
#ليالي_ بيشاور الامام الخامنئي الكيان الصهيوني 2018-01-08