الرئيسية / تقاريـــر / جوهر المصالحات الأقليمية الجارية والتكوكب السني – المحامي محمد احمد الروسان

جوهر المصالحات الأقليمية الجارية والتكوكب السني – المحامي محمد احمد الروسان

أعتقد أنّه اذا كان السياسيون يختلقون الماضي بشكل غريزي، ويوظفونه ويولفونه بعمق ليخدم رؤاهم ويتساوق معها درجة التماهي، فانّ رجال المخابرات والأستخبارات(النخب منهم) يفعلون ذلك بشكل احترافي ومهني وأكثر عمقاً، والسؤال هنا من يلعب دور ميدوسا في الأسطورة الأغريقية(ميدوسا احدى فتيات شريرات ثلاث، شعرها عبارة عن أفاعي وعندما تنظر الى الشخص تحوله حجارة)رجل السياسية أم رجل المخابرات؟ أم كلاهما؟.

 

الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط رمال متحركة ورياح متغيرة، أعمدة المعسكر السنيّ في المنطقة تحاول لملمة نفسها، أو بالأحرى التكوكب من جديد في الموقف من المسألة السورية والمسألة الأيرانية وما يجري في اليمن ولبنان أيضاً(السعودية، تركيا، مصر)، ولاعب الشطرنج المحترف عندما لا يجد لاعباً يوازيه يلعب مع نفسه ويكون الرابح دائماً وكذا الولايات المتحدة الأمريكية التي لا ترى محارباً يوازيها فقررت ان تحارب نفسها كي تربح دائماً وكي يستمر عمل الجيش والأستخبارات والمصانع الحربية والدولار ومجتمعات الميسر والقمار والدعارة العابرة للقارات والحدود والأزمنه، والأخيرة اقدم مهنه ومشروع في التاريخ البشري.

 

قلب وتقليب مفردات التاريخ ولغات وحقائق الجغرافيا من جديد، من قبل العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وحلفائها وأدواتها ازاء الفدرالية الروسية وعبر سورية وأوكرانيا، بمثابة صراع مباشر وحرب سياسية ساخنة ودبلوماسية متفجّرة في طور التحول والتمحور والتبلور وبكل اللغات ستقود، الى انفجار أمني وعسكري واقتصادي حيث نواة هذا الأنفجار سورية، كون الحرب الحالية المزعومة على عروق ومفاصل الأرهاب في الداخل السوري عبر التحالف الأمريكي(خارج قرارات الشرعيه الدولية) ومعه أكثر من ستين دولة، هي من ستشعل النواة الأولى لأنطلاق هذا الأنفجار الأمني والعسكري الشامل المتوقع بين موسكو والغرب، وتحذيرات سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية الأخيرة حول نوايا أمريكا ازاء توسيع الضربات العسكرية لتشمل مواقع للجيش السوري، والتي صارت شبه فعل حتّى اللحظة تجيء ضمن هذه السياقات. الحرب على عروق ومفاصل الأرهاب في سورية بشكل خاص، هي لاسقاط سورية كمدخل لاسقاط روسيّا وتقويض توسع مناطق النفوذ الروسية بالمشرق العربي، مع الأعتراف أنّ الداخل الروسي يستشعر ومنذ الحدث السوري وبشكل كبير الآن، بأنّ ملامح الفوضى الأمريكية ونسخ استراتيجيات توحشها تحرك بعض من في الداخل الروسي للمطالبة بالأنفصال عن الجمهورية الأتحادية الروسية.

 

أمريكا عندما خلقت “الداعشية” العسكرية عبر توجيه أسباب انتاج ظروف بيئتها في المنطقة خلقت “الداعشية” السياسية، والأخيرة ضرورة لأستمرارية الأولى في فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها. والأرهاب الخيار الأستراتيجي لنواة الدولة الأمريكية، والأدارة الأمريكية كحكومة بلوتوقراطية في الداخل الأمريكي حكومة الأثرياء، هي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، وهي التي تمارس فن الأقناع بالأرهاب بالمعنى الرأسي وبالمعنى العرضي، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي.

 

وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض جهات عربية، بأنّ فلادمير بوتين غارق في الأزمة الأوكرانية، والأيرانيين في حال تقهقر والى حد اتخاذ مواقف هي أقرب ما تكون الى الدفاع عن النفس، وعلى هذا الأساس فالطريق الى دمشق آمن أكثر من أي وقت مضى عبر الدواعش ومحاربتهم ومن خلال قوّات عربية يجري العمل على تشكيلها بجانب مشاركات تركية. واشنطن تعاني من الشوق والحنين الى ماضيها الدموي، وروسيّا تتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الأممي وتعرف أنّ الهدف النهائي هي ذاتها ونفسها بالأساس وترد، وسورية تحاول التأقلم مع المتغير الجديد في المنطقة عبر استراتيجيات الغموض الخماسي المشترك(سوري، روسي، صيني، ايراني، حزب الله)، الرئيس التركي أردوغان في السعودية والرئيس المصري يزور السعودية بشكل متزامن مع زيارة أردوغان(أنباء عن وساطة سعودية للمصالحة بين المصري والتركي، والهدف سورية وايران وحزب الله وانصار الله في اليمن)، ومهندس التقارب التركي السعودي هو ولي ولي العهد محمد بن نايف، والملك سلمان نفسه زار تركيا عام 2013 م وهو ولي عهد للملك الراحل وجرى توقيع اتفاقيات دفاعية وصناعية، والملك عبدالله الثاني زار السعودية يوم الأربعاء 25 شباط بوفد سياسي ودبلوماسي، يرافقه مستشاريه للشؤون العسكرية وشؤون الأمن القومي(الفريق الزبن والفريق الشوبكي)، وزار مصر يوم الخميس في 26 شباط ثاني يوم لزيارته للسعودية، وسبقه عشية الزيارة فريق سياسي وأمني أعد للزيارة، وولي ولي العهد محمد بن نايف في لندن يلتقي ديفيد كاميرون، وقبل ذلك أجرت ايران مناورات الرسول الأعظم التاسعه في مضيق هرمز، والرئيس اليمني عبد ربه هادي يتم تهريبه من مكان اقامته في صنعاء باتجاه عدن، بعملية مخابراتية من الطراز الرفيع وعبر برقع النساء، فماذا يجري؟.

 

لا يستطيع أي أحد أيّاً كان أن يدافع عن شرعية الضربات الجويّة والصاروخية للولايات المتحدة الأمريكية في الداخل السوري ازاء مجتمعات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري من قبلها ودول تحالفها المزعوم(تحالف الأمر الواقع)، كونها خارج قرارات الشرعية الأممية ومجلس الأمن الدولي سواءً كانت بعلم الحكومة السورية أو بدونها أو حتّى على مستويات التنسيق السري أو العلني المختلفة، وعبر طرف ثالث ان لجهة الزمن الحاضر، وان لجهة المستقبل، خاصةً وأنّ القيد الزمني للغزو سيطول ويطول سنوات، ناهيك عن القيد الموضوعي والذي قد يتطور الى ضرب مواقع الجيش العربي السوري وحتّى مقرات الرئاسة السورية(تحذيرات سيرجي لافروف دقيقة وتجيء نتاج معلومات وتحليل معلومات من طراز رفيع)، فهي(أي ضربات التحالف المزعوم) مدانة وغير شرعية وبكل اللغات وخارج قرارات الشرعية الدولية، وتخالف صراحةَ قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة دولة مؤسس للأمم المتحدة.

 

الولايات المتحدة الأمريكية يبدو أنّه آصاب عقول كوادرها السياسية والأستخباراتية ومفكريها، لا أقول فقط الجمود والعطب، بل لوثة فكرية وأيديولوجية عميقة، وتخلّت عن فن الممكن وفقدت أهلية الحوار ولم تعد ترى وتسمع، الاّ عن طريق فوهات المدافع ومنصات الصواريخ، صواريخ الكروز والتوماهوك، لتنشر ديمقراطيات الكروز والتوماهوك. لقد تخلّت عن السياسة وأساليبها وآليات العمل السياسي، وتحولت الى دولة محاربة مقاتلة وبشكل مستمر ومتواصل وصارت القوّة العسكرية الطريقة الوحيدة المتبعة لتأمين المصالح وتحقيق الأهداف.

 

أميركا هاهي تقود العالم عبر بدعة الفوضى الخلاّقة وادارة التوحش المستولدة من الأولى، بالأعتماد على تكريس الأرهاب ودعمه والأستثمار فيه عن طريق تمدده وانتشاره، أميركا تعاني من الشوق والحنين الى الماضي الدموي الذي آتاح لها سبل نشوئها، وما تحاول تقديمه من نموذج حضاري ما هو الاّ ادعاء مزيف وخديعة جديدة، أميركا صانعت الأرهاب والمستثمر الأكبر فيه وحلفائها من بعض العرب، وتحاربه وصارت المنقذ لنا ولأدواتها من بعض العرب، أمريكا سر بقاء العرب يا للعار؟!.

 

الجيوش الأمريكية الحربية أصبحت الجيوش التي لا تستريح ولا تتوقف، فحيث تكون مصالحها ترى قوّاتها العسكرية تسبقها اليه، فالضربات الجويّة لصنيعة الأرهاب الأمريكي(مجتمعات الدواعش وهي غول أيديولوجي ترعرع داخل المجتمعات المغلقه والصدور المقفله، برعاية الأستخبارات الأمريكية وباشراف البلدربيرغ الأمريكي)ان لجهة الداخل العراقي المراد احتلاله وتقسيمه وانشاء “اسرائيل” جديدة في شماله دولة كوردستان، وان لجهة الداخل السوري المراد اسقاط نسقه السياسي ونظامه وحكومته كبوّابة لأسقاط روسيّا لاحقاً، فهذه الضربات ترويض للوحش الداعشي وليس قتله واعادة هيكلة وتوجيه جديد له، حيث الجانب السياسي في هذا الأمر وصل الى مرحلة الأشباع، ان من حيث توصيف العلاقة الوثيقة لمجتمع المخابرات الأمريكي بالدواعش وغيرها من الجماعات الأرهابية بما فيه تنظيم خوراسان الجديد، وان من حيث التعرض لأبعاد وأهداف الضربات الأمريكية في اعادة صياغة شكل جديد للتدخل في المنطقة ورسم قوانين صراع جديدة تتلائم مع متطلبات السياسة الأميركيّة.

 

الجنرال جون ألن منسق العمليات العسكرية الأمريكية في الحرب المزعومة على الأرهاب الذي صنعوه، يعتمد على القوّات المحلية الصحوات الجديدة التي تم بعثها من جديد، وسيصار الى بعث غيرها في غير ساحة العراق وعلى الحدود لمحاربة كلاب صيدهم لغايات ترويضهم فقط واعادة توجيههم، ويعتقد أنّ الحدود العراقية السورية ستكون بمثابة منطقة عازلة مع فرض حظر جوي لاحقاً على شرق سورية وشمال شرق سورية وبالتنسيق مع الأتراك(هكذا يخطط)، حيث ستكون منطقة عازلة لها بعد طائفي معين(سني)، ومن هنا قال أرودوغان شروطه لكي يشترك بالتحالف (اللغم) بالنسبة له لمحاربة داعش، حيث اشترط منطقة عازلة وفرض حظر جوي فوقها. والآن يعمل الجميع على حشر الدواعش في سورية ورفدها بمجاميع الأرهاب المعتدل، بعبارة أخرى يريدون محاربة الأرهاب بالأرهاب، وهذا من شأنه أن يؤسس لمشهد قاتم جدّاً في قادم الأيام. الأمريكان يسعون الى بلورة وجهة الصراعات القادمة في المنطقة وبعد اعلان واشنطن عن ائتلافها من زيف محاربة الأرهاب الى فكرة وصيغة مؤداها: ضرب المقاومات عبر الأحزمة الأمنية المستنزفة بين سورية والجولان المحتل(جاري العمل على انهائه من قبل الجيش السوري وحزب الله بعد فتح جبهة الجنوب)، وقد يمتد الى بين سورية والأردن وخاصةً بعد سيطرة الجيش السوري على الهبارية وتلة قرين الأستراتيجية في ريف درعا وعلى منطقة تل الحارة، والأخيرة تبعد عن الشريط الحدود في الجولان المحتل 12 كم وتشرف على مدينة اربد الأردنية، بجانب مقتل أبو عمر مختار الأردني قائد جبهة النصرة في الجنوب السوري، حيث تم قتله بنيران الجيش العربي السوري في محيط بلدة كفرناسج في ريف درعا الشمالي، ولمعرفة أهمية هذا الصيد الثمين للجيش السوري ارصد وترقب مواقع التواصل الأجتماعي المؤيدة للجماعات المسلّحة وتحديداً لجبهة النصرة، ليتبين لكم مدى الدور الذي لعبه في مواجهة مواقع الجيش السوري في ريفي القنيطرة ودرعا، حيث يتركز فيهما مراصد عسكرية هامة كانت تراقب مواقع الأحتلال الأسرائيلي الصهيوني في هضبة الجولان وعلى رأسها تل الحارة، والحال كما وصفناه سابقاً على الحدود السورية العراقية أيضاً، والحدود السورية التركية حيث معركة حلب وريفها وانجازات ميدانية حقيقية للجيش السوري هناك الآن والعمل جاري.

 

نعم الأستراتيجيات الأمريكية الجديدة في المنطقة تتمثل، في اقامة الأحزمة الأمنية الآمنة ومناطق حظر جوي مع ممرات انسانية لاحقاً وبعيداً عن الشرعية الدولية وعبر توسيعات للقرار 1270 متلاقحاً مترافقاً للقرار 1278 مجلس أمن دولي، وان كان الأخير بلا آليات وجداول زمنية. كما تعمل واشنطن هذا الآوان، على اعادة توجيه الأرهاب الى موسكو وشمال القوقاز عبر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض وباقي جوقة الأرهاب المعروفة، فهي(أي واشنطن)تملك شيفرة تركيبها التنظيمي وانتشارها من أجل اعادة توجيهها، وسيكون لتركيا المخفر المتقدم للناتو في المنطقة أدوار في ذلك، حيث أوغلو في رئاسة الحكومة الآن وبشكل مؤقت(القادم حقّان فيدان رئيس المخابرات السابق وعبر ترشحه في الأنتخابات البرلمانية القادمة، حيث استقال من أجل هذه اللحظة بالترتيب مع أردوغان)وأردوغان في رئاسة الدولة، حيث الرعاية الخاصة لأنقرة عبر مجتمع المخابرات التركي لهذه المجتمعات الأرهابية من الدواعش والزواحف والقوارض، مكنّها ذلك على الحصول على كل تركيبتها البنيوية وطبيعة عملها وانتشارها وتوجهاتها، وبالقطع والطبع مدير المخابرات التركي الجديد حقي اسماعيل لن يخرج من عباءة أردوغان ورؤية حقّان فيدان.

 

بالمعنى الأستراتيجي لا تباين أمريكي تركي ازاء المسألة السورية ومن يعتقد غير ذلك واهم، وهناك مصالحات مصرية تركية قطرية برعاية سعودية، لأعادة هيكلة للتحالف الأقليمي ضد سورية وايران وحزب الله وأنصار الله في اليمن، وهناك امكانيات موجودة لتشكيل قوات عربية لمكافحة الأرهاب واردة بجانب التركية، حيث تسعى الرياض عبر المصالحات الآن بعهد الملك سلمان العودة الى نقطة الصفر في الموقف ضد سورية وايران وحزب الله وأنصار الله، وتحت مظلة اقليمية ودولية أكبر، أمّا تصريحات رئيس مجمّع الأستخبارات الأمريكية الجنرال جيمس كلابر، بأنّ محاربة داعش ليس أولوية تركية، تعكس عمق الخلاف التركي الأمريكي في جزئيات الصراع على سورية وحولها، حيث قاد ذلك الى شيء من حالة(ميكانيكية في التكتيك)وفي التضييق التركي على عصابة داعش، وتقديم التسهيلات لخصومها من التنظيمات والعصابات الأرهابية الأخرى، تزامن مع هذا التصريح الأستخباراتي الأمريكي، معلومات تقول أنّ واشنطن تدفع أدواتها الداعشية العسكرية والسياسية في الداخل اللبناني، لتجنيد عناصر من المخيمات، وخاصة مخيم عين الحلوة للقيام بعمليات ارهابية واستهداف سفارات دول ما يسمى بالتحالف لمحاربة داعش، والاّ كيف يمكن قراءة تصريحات وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الأخيرة حين قال: الأزمات الأمنية تهدد لبنان ولكن الوضع تحت السيطرة(أعجبتني عبارة تحت السيطرة)؟.

 

انّ الرهان الغربي والأميركي وبعض العربي، على تخلي موسكو وطهران والصين عن النسق السياسي السوري وبعد أربع سنوات من الحرب الكونية، هو رهان خاطئ لا بل وساذج لأنّه ببساطة، كون سورية أصبحت مفتاح التحولات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إيران تدرك أنها مستهدفة من خلال سورية، أمّا الفدرالية الروسية، التي تمنحها سورية إمكانية العبور إلى الشرق الأوسط بأزماته وثرواته، وفرصة إيجاد تعددية قطبية جديدة تتوزع فيها المسؤوليات والواجبات والمزايا والعطايا، وحيث الدول ليست جمعيات خيريّة فما يحكمها المصالح والمصالح فقط بجانب الروابط الأستراتيجية واستهدافات الأمن القومي، وفي ظل تراجع مشروع الهيمنة أو الأحادية الأميركية الى حد ما، ورغم سعي واشنطن للسيطرة على العالم رغم ما تعانيه من أزمات متشائلة، لذلك موسكو لا تريد خسارة ورقتها السورية التي تسمح لها بالإطلالة على البحر المتوسط، والذي يشكل رافعة إستراتيجية لمعابر النفط والغاز، لذلك كانت موسكو شرسة بما يجري في أوكرانيا، والأخيرة نتاج المسألة السورية بتفاصيل الموقف الروسي نحوها. والمفهوم الصيني للمسألة السورية، ينطلق من ذات المفهوم الروسي والأيراني، والصين تدرك أيضاً أنّ المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي يعتبرها هي العدو والعدو والعدو الأول، لذلك سنجد وقريباً كيف سيتم تفعيل منظمة شنغهاي روسيّاً وصينيّاً وايرانيّاً لتلعب أدوار حلف وارسو الجديد، مقابل العلاقات مع الأطلسي بوجه العسكري والمخابراتي بعد قمة لشبونة الشهيرة (قبل مرحلة ما سمّي أمريكيّاً بالربيع العربي).

 

وعبر هذه الخلفية الأستراتيجية فانّ موقف نواة الدولة الوطنية الروسية، يوصف بأنّه يتعاطى ويتحرك وفق ذهنية أمن قومي داخلي خاص به، بعبارة أخرى أنّه إذا سقط الحليف السوري كنسق سياسي وبرمزه الرئيس بشّار الأسد وبالأخص في هذه المنطقة الجغرافية، فهو سينعكس سلباً وبعمق على الوضع الروسي الداخلي وتعقيداته وتشابكه مع محيطه ومجاله الحيوي.

 

انّ مجتمع المخابرات الروسية يدرك جيداً أنّ رؤية ومشروع مخطط جنين الحكومة الأممية( البلدربيرغ)، هو في تنصيب الجمهوريىة التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الأسلامي وجعلها رأس الحربة في هذا المشروع، كي تلعب هذا الدور في الحدائق الخلفية لموسكو وذات دول الخلفيات الأسلامية، أي بمعنى أن الغرب يقول للأتراك:- (يا تركيا) لا أمل لك في الانضمام إلى أوروبا، وعليك الدخول إلى هذا الشرق ولعب هذا الدور لصالحنا ولصالحك في شرق آسيا وشرق البحر المتوسط، وبالتالي من هذا المنطلق أو التحليل تتحرك ذهنية وفكر الروسي، بأنّ تركيا لا يجب أن تنتصر في هذه المعركة خوفاً على الفيدرالية الروسية، وحماية لها ولحلفائها ومجالها الحيوي، ومؤخراً دخلت أوكرانيا على هذا المفهوم، فضمّت القرم الى الأتحاد الروسي وعبر استفتاء شعبوي بعيداً عمّا يروج له الأعلام المضاد، اعلام البلدربيرغ الأمريكي ومن ارتبط به من اعلام العربان وأشباههم. هذا الترابط في النقاط الأساسية والمشتركة بين الدور التركي والأطلسي في المنطقة، يدفع الروس للاستنتاج بأنه إذا تم إيذاء سورية، فسوف يكون إيذاء مباشر لروسيا ومن ثم الصين، وهو ترابط أخطر من المصالح، فاذا حسمت المعركه حسمت باسم الأطلسي وتركيا، والدور بعدها سيكون الى آسيا الوسطى والجمهوريات السوفيتيية الاسلامية، الموضوع أبعد من المصالح بين الدول وله علاقة مباشرة بتهديد الأمن القومي الروسي في العمق مباشرة، لأنه يمثل خطر على روسيا عبر نقل الحركة الاسلامية الاخوانية الى حدودها، والى داخلها بنفس منطق الحركة الاسلامية في الربيع العربي والذي ان انتصر كليّاً، فستتولى تركيا اكماله في روسيّا نيابة عن الأمريكيين والغربيين، هكذا هي تركيا في مخيخ وعين نواة الفدرالية الروسية وهكذا ينظر الروسي الى التركي بشكل عام، وحيث الجغرافيا التركية بفعل الحدث السوري غدت موضع تساؤل استراتيجيّاً. الفدرالية الروسية لديها تصوراتها ورؤيتها حول الأهداف الأمريكية ازاء القارة الأوروبية العجوز، حيث واشنطن تسعى الى تقسيم أوروبا عبر خلق الأرهاب ثم محاربته بشكل جماعي أو فردي، والأمريكان وبروكسل هم المسؤولون عمّا يجري في أوكرانيا، وتضخيم خطر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض أمريكيّاً وبريطانيّاً، لدفع كثير من الدول الى المظلة الأمريكية من جديد ابتعاداً عن المظلة الروسية، ثم يصار الى توزيع مساحات النفوذ بينهما بحيث لا يتحول التنافس بين لندن وواشنطن، الى صراع عميق يستنزف أولوياتهما وقواهما الحيّة وأدواتهما فالروسي موجود ويتربص بهما كما تعتقد واشنطن ولندن.

 

في السياسة الكونية تعتبر لندن وواشنطن بأنهما قوّة بحرية، أمّا روسيّا والصين والهند وحتّى ألمانيا قوّة بريّة، والهدف الرئيس للندن وواشنطن من الحرب العالمية الأولى والثانية كان السيطرة على كافة الطرق البحرية في العالم، وعلى الشواطىء البريّة القريبة من هذه الطرق، وقد نجحتا في ذلك لفترات زمنية محدودة، فمشروع الناتو الذي كان من أهدافه الأنتشار في آسيا وشق القوى العظمى فشل فشلاً ذريعاً، فمثلاً أفغانستان التي أريد لها أن تكون المحطة الأولى لهذا المشروع في نهايات العام الماضي 2014 م ومنتصف العام الحالي 2015 م، ستخرج من السيطرة الأمريكية وتدخل ضمن نطاق التأثير الروسي الصيني، ومنظمة شانغهاي المعادل العسكري للناتو بدأت بالمناورات المبكرة من أجل ذلك، قد تتبعها مناورات بالأسلحة الأستراتيجية لجلّ دول البريكس المعادل المدني والعسكري للآتحاد الأوروبي.

 

الشرق الأوسط يشكل قلب الحروب الأستراتيجية الدولية، وروسيّا تعلم وتعي أنّ القاعدة وجلّ مشتقاتها ومجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، تخضع للحماية الأمريكية وتشكلت في مصانع الأستخبارات الأمريكية لمواجهة الفدرالية الروسية والصين. من جهة ثانية، تتجلّى صور الصراعات الدولية الخفية في جيوب جغرافية مختلفة في العالم، لصناعة أرخبيلات أثنية وطائفية مختلفة عبر بؤر ومسارب سياسية وعسكرية بالوكالة، ألمانيا مثلاً تعتبر العرق الكردي جزء من العرق الألماني الآري، فايران وروسيّا لعبت دوراً في معارضة ألمانيا ورغبتها في تأسيس دولة كردية مستقلة في العراق، فايران وروسيّا نجحتا في اجلاس الحليف الثاني(الكرد) لأمريكا بعد “اسرائيل” على طاولة الحوار الدبلوماسي. وموسكو مثلاً وجدت في الخطاب السعودي الجديد، حول خطر الأرهاب والحديث المستمر عن داعش ومخاطر تفاعلاته في الداخل السعودي، هو خطاب استغاثة أكبر مما هو تعبير عن خطر وشيك، وفي نفس الوقت هناك تقديرات روسية بحق دواعش الماما الأمريكية، أنّ هناك خطين متوازيين لا يلتقيان، يتمدد داعش الماما أحياناً وينكمش أو ينكفأ أحياناً كثيرة، على وقع خط يدفع دول المنطقة بما فيها ايران وسورية الى معمارية استراتيجية محددة، بعد اعادة النظر بالبنى التي شاخت أو تخلخلت أو تداعت.

 

موسكو تعلم أنّ واشنطن دي سي توظف مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض لحروب جديدة، وخدمة لمصالحها عبر ضرب قوى المقاومة الشاملة في المنطقة، عبر صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني القادم، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة، العراق وليبيا المحتلين، ويكاد أن ينجح في الحدث السوري…. الخ. الولايات المتحدة الأمريكية تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف ما فوق إستراتيجية، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ(لب)وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار وأو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً.

 

هذا وقد اختارت متمنهجةً عليه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروباغندا السوداء وكواليسها.

 

وصارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما يجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري . انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة. ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية – المخابراتية – الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروباغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب.

 

نعم عندما تحدد الامبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى “بالمجتمع الدولي” ( أمريكا). رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لاستهداف سوريا ونسقها السياسي، واستهداف النهج الأموي في عبادة الخالق، وجاءت فكرة الدواعش الأمريكية في وقتها.

 

 

إنّ ما يجري في سورية حرب غير تقليدية، والجانب الأقبح لتلك الحرب، بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و الحياة الإنسانية و الملكية الشخصية…الخ، هو الجهد الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل. من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية، قدمت الانتفاضات العربية في العام2011 فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا والعراق وسوريا، وجميعها كانت في السنوات الماضية أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً.

 

كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 م قبل أربع سنوات من الآن نقطة البداية لضربة في إيران، و لكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتية عن الحرب غير التقليدية التي شنت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009. لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات، كأداة لتنسيق الاحتجاجات و نشر الروايات مناهضة للنظام، بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيع البنتاغون الوقت، وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية. أما عمليات الحرب غير التقليدية في سوريا فهي مزيج من النوعين.

 

ذلك أن قوة وشعبية الرئيس الأسد، التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس، اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرج إلى سيناريو على الطريقة الليبية. ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبار الأمريكي المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص “الفرص” لكشف “نقاط ضعف” النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية، وانقسام عرقي وطائفي، وخلاف بين أجهزة الأمن و الجيش. وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على “استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم.” ينعكس المشهد الديمغرافي السوري: “في معظم السيناريوهات، تواجه حركات المقاومة شعباً فيه أقلية نشطة موالية للحكومة، تقابلها أقلية موازية تساند حركة المقاومة. ولكي تنجح المقاومة عليها أن تحمل الواقفين في الوسط من غير الملتزمين، على القبول بها ككيان شرعي. أحياناً لا يحتاج التمرد المدعوم جيداً إلى أكثر من أغلبية سلبية ليستولي على السلطة.” وتم “استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية، لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة.”

 

و يجب أن يترافق تصعيد النزاع مع “تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان.” البداية تكون بوجود “اهتياج” على نطاق محلي أو وطني، يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى. و من ثم يبدأ ” تسلل المنظمين و الناصحين الأجانب، والبروباغندا الأجنبية، والمال والأسلحة والمعدات.” و في المستوى الثاني من العمليات، يتم تأسيس ” منظمات مواجهة وطنية” كالمجلس الوطني السوري)، ثم ما سمي بائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر، و” حركات تحرر” مثل ما يسمّى( بالجيش الحر)، من شأنها أن تستجر أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول “ازدياد التخريب و العنف السياسي”، وأن تشجع على تدريب ” أفراد و مجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن.” إنّ الحكومات العربية محقة حين تتحدث عن “مؤامرة أجنبية”.

 

إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه “المصالح الأميركية”: بدءا من المجتمع المدني “المسالم” المليء بالمنظمات غير الحكومية الممولة أميركيا، مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول، ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين. وفي خضم هذه الانتفاضات المشتعلة في المنطقة، يتحول كل شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه. الولايات المتحدة الأمريكية تواجه الآن عواقب آلاعيبها الماكرة ضمن ظروف يصعب السيطرة عليها، الاّ بتحالف شبيه بتحالف بوش الأبن وشن حرب جديدة على أبنائها من الدواعش يأجوج ومأجوج العصر والبرابره الجدد، فهي خلقت فيروس داعش ونسخته المتقدمة خوراسان الان لأنشاء دولة كوردوستان(اسرائيل الجديدة) وتقسيم العراق وسورية ولاحقا تركيا، ومحاولاتها المستمرة للأطاحة بالأسد وحكومته ونظامه وبالنسق السياسي السوري كلّه كانت السبب بغض الطرف عن الأسلاميين ونشوء الدولة الأسلامية في العراق والشام.   

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...