أكد الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة السيد حسن نصرالله أن الهدف الذي أراده الإمام الخميني(ره) من إحياء يوم القدس العالمي ، هو إبقاء قضية القدس حية ، وأثنى على الشعبين اليمني و البحريني ، اذ خرجا لإحياء يوم القدس بالرغم من مظلوميتهما تأكيداً على الالتزام الجهادي والعقائدي والسياسية بقضية بفلسطين ، مشددا على ان الانظمة العربية الرسمية باعت الشعب الفلسطيني لـ«اسرائيل» ، وواصفا ايران بأنها الامل الوحيد لاستعادة القدس.
وفي كلمة متلفزة له خلال المهرجان الذي أقامه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال يوم القدس العالمي في بيروت الى انه يوماً بعد يوم تتأكد الحكمة البالغة من القرار الذي اتخذه الامام الخميني حول اعلان يوم القدس والظروف في منطقتنا تؤكد ايضا هذه الحاجة.
ونوه الى اننا نحيي يوم القدس وبين ايدينا عام مضى على العدوان الصهيوني الوحشي في شهر رمضان الماضي على قطاع غزة.
ولفت الى اننا اليوم بالرغم من كل الاوضاع الصعبة نجد الملايين الذين لبوا دعوة الامام الخميني سواء في ايران ودول عربية واسلامية اخرى في العراق اليمن سوريا الاردن القطيف السعودية البحرين الاردن موريتانيا السودان تركيا باكستان مدن اوروبية، وهذا مؤشر مهم جدا انه ما زال هناك من يتذكر القدس ويخرج الى الشوارع او يجتمع ويحيي ويرفع صوته لنصرة هذه القضية.
وتوقف سماحته بشكل خاص امام احياءين الاول في اليمن حيث ابناء اليمن خرجوا بالرغم من تواصل العدوان السعودي والغارات المستمرة حتى على صنعاء، خرجوا بعشرات الالاف إن لم نقل مئات الآلاف، الشعب اليمني يشعر ان العالم العربي والاسلامي تخلى عنه مع ذلك هذا الامر لم يدفع بالشعب اليمي ليقول لا شأن لي بالقدس وفلسطين واكد التزامه الجهادي والاخلاقي بالقضية الفلسطينية.
المكان الثاني البحرين لأن ما يجمع البحرين باليمن خذلان العالم العربي والاسلامي والمظلومية حيث في كل بلدات وشوارع البحرين خرج الشعب البحريني لاحياء يوم القدس ليؤدي التزامه بهذه القضية المركزية رغم المخاطر وتهديدات داعش وقمع السلطة.
وتطرق السيد نصر الله الى وضع «اسرائيل» وقال: الشهر الماضي في حزيران عقد مؤتمر هرتزليا الذي يتناول قضايا استراتيجية وخرجوا بخلاصات تقول ان هناك تحسنا في البيئة الاستراتيجية والاقليمية لـ« اسرائيل»،للاسف الشديد القادة الصهاينة لم يجدوا في امة المليار ونصف مليار مسلم تهديدا لوجود كيان صغير يحتل فلسطين، لم يجدوا في الانظمة ولا الجيوش ولا اسلحة الجو والمدرعات والصواريخ اي تهديد. واعتبر ان «اسرائيل» تنظر ان كل ما يجري حولها يخدم مصالحها الان.
واشار السيد نصر الله انهم في موضوع سوريا عبروا عن ارتياحهم لما تعانيه سوريا يعني هناك دولة اساسية في محور المقاومة الان تعاني وتضعف وتدمر، لذلك يطالب بعض الزعماء الصهاينة بالعمل لاقناع العالم للاعتراف بضم الجولان نهائيا الى دولة «اسرائيل» الغاصبة.
واشار الى ان «اسرائيل» تعبّر عن سعادتها لما يجري من عدوان سعودي ـ أمريكي على اليمن، وتعبّر عن تضامنها مع السعودية، ويتحدث مسؤولوها عن لزوم إقامة شراكة استراتيجية مع السعودية ومع دول الاعتدال العربي لمنع التهديد الآتي من اليمن، لأن هناك أناساً يتطلعون إلى اليمن بعيون ومن زوايا مختلفة.
واضاف هناك عين «اسرائيلية» تقول إن اليمن اذا استقل، وإذا أصبح سيداً حراً مستقلاً خاضعا لإرادة شعبه اليمني، فاليمن حكماً مقاوم، وجزء من محور المقاومة، وحكماً تهديد استراتيجي لـ«إسرائيل»، والحرب على اليمن اليوم هي أكبر خدمة تقدمها السعودية لـ«اسرائيل».
ولفت الى ان «اسرائيل» تعبر عن سعادتها بالحروب الاهلية المنتشرة في المنطقة وتعمل وتساعد بمخابراتها على تسعير هذه الحروب، ووصلت الوقاحة الى الدعوة لتحالف «اسرائيلي» عربي لمواجهة الارهاب،مَن الارهاب عندهم؟ ايران والمقاومة ، ووضعوا معها داعش للتغطية.
وعن مفاوضات فيينا النووية ربطاً بالقضية الفلسطينية، جزم السيد نصرالله “أنهم لو أعطوا إيران كل ما تريده في الملف النووي مقابل اعترافها بـ«إسرائيل» فإن إيران بقيادة الإمام الخامنئي وحكومتها وشعبها لن توافق على ذلك”.
وأكد سماحته أن أي أحاديث عن مشروع صفوي أو هلال شيعي في المنطقة هي أكاذيب، مشددا الى انه اليوم الدولة والوجود الوحيد الذي تعتبره «اسرائيل» يشكل تهديدا وجوديا لها هو الجمهورية الاسلامية في ايران وهذه حقائق ومن لديه كلام اخر فليتفضل، لذلك تحرض الكونغرس والعالم والعرب على ايران.
وتساءل ألا يشكل هذا الأمر اليوم تساؤلا لماذا هي غير خائفة من احد الا ايران؟ لماذا العداء المطلق لايران من الصهاينة؟ «اسرائيل» تعلم علم اليقين ان النظام الرسمي العربي باعها فلسطين والقدس وشعب فلسطين.
ولفت السيد نصر الله الى ان المشروع التكفيري يدمر لها («لاسرائيل») سوريا والعراق واليمن ويمزق الامة دون تعب و”ببلاش”. والذي لا يزال يرفع الراية ويرفض اصل الوجود الصهيوني والاعتراف به ولا يزال يتقدم الجمع ويدعم حركات المقاومة هو ايران.
واعلن سماحته انك لا تستطيع ان تكون مع فلسطين الا اذا كنت مع الجمهورية الاسلامية واذا كنت عدوا للجمهورية الاسلامية فانت عدو لفلسطين والقدس لأن الامل الوحيد المتبقي لاستعادة القدس هي ايران ومساندتها للشعوب وحركات المقاومة.
وحول سوريا اعلن اننا عندما نقاتل في سوريا نقاتل تحت الشمس وكل شهيد نشيعه هو سقط من اجل سوريا ولبنان وفلسطين لان طريق القدس يمر بالقلمون والحسكة ودرعا وغيرها من المناطق لانها اذا سقطت فإن القدس ستسقط.
اضاف السيد نصر الله: منذ البداية قلنا نحن مع الحل السياسي في سوريا ولكن ضد سيطرة الجماعات التكفيرية ، معتبرا ان هناك من يمنع الحل السياسي في سوريا . وقال ان من كان مع سوريا هو معها ونحن كنا معها والآن معها وسنبقى معها.
واكد سماحته في هذا الاطار انه يجب ان تسعيد سوريا موقعها لافتا الى ان هناك من ما زال يراهن على سقوط سوريا وانا ادعو الجميع لعدم حساب الايام وعدم الرهان على الوقت لان سوريا صامدة وستصمد.
وحول اليمن والعدوان عليه تساءل السيد نصر الله ماذا تحقق مما أسموه عاصفة الحزم وإعادة الامل سوى الفشل؟ واضاف: أما آن للنظام السعودي ان يدرك ان حربه على اليمن باتت بلا افق وان تواصل القصف الجوي لن يسقط ارادة هذا الشعب؟،واضاف يبدو ان الحرب السعودية على اليمن باتت بلا اهداف سياسية وان هدفها الوحيد المتبقي الانتقام من اليمن وشعبه.
واعتبر سماحته انه يجب على العالم ان يساعد السعودية للنزول عن الشجرة وليس امام المدافع عن اهله وارضه سوى الدفاع مهما طال العدوان.
وأكد اننا ندين كل عدوان على المساجد سواء في الكويت والسعودية ولكن يجب التنويه ان الكويت اميرا وحكومة ومجلس امة وقوى سياسية وعلما وسنة وشعية وعامة الناس قدموا نموذجا رائعا في التعاطي مع هذه الجريمة. بينما في البحرين عندما اطلق التهديد بتفجير المساجد حاول النظام البحريني الاستفادة من هذه التهديدات ومع ذلك الشعب البحريني بوعيه واخلاصه مستمر بحراكه السلمي واليوم بخروجه دعما للقدس اكد وعيه.
وفي الشأن اللبناني، رأى السيد نصر الله أنه كان واضحاً أن البلد متوجه إلى مشكل وما يطرحه (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون هو مطالب محقة، مشدداً على أن حلفاء العماد عون لم يتخلوا عن العماد عون ولا عن التيار الوطني الحر.
ورأى سماحته أنه لم يكن من الحكمة ان يشارك حزب الله في التحركات الشعبية، لافتاً إلى أن العماد عون لم يطلب من حزب الله المشاركة لأنه يتفهم طبيعة المسؤوليات وحجم المهام التي يتحملها حزب الله في هذه المرحلة.
ونوّه السيد نصر الله إلى وجوب أن يبقى موضوع انتخاب رئيس الجمهورية اولوية لدى الجميع والاتفاق على الية واضحة لعمل الحكومة وحسم هذا النقاش ولا العماد عون ولا حلفاؤه يريدون تعطيل عمل الحكومة او اسقاطها وكلنا ندرك أن اسقاط الحكومة يعني ان البلد ذهب الى الفراغ ولكن كلنا نريد ان تعمل الحكومة بشكل صحيح وضمن الدستور وبما يعزز الشراكة.
وقال السيد نصر الله: “نحن لم نربط بين عمل مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ونحن مع أن يتم فتح مجلس النواب ويقوم بعمله ونحن ندعو الى فتح دورة استثنائية لمجلس النواب وان نطلق عمل المجلس وأن يتم الاتفاق على كيفية التعاطي مع مشاريع القوانين الموجودة ونحن نراهن على حنكة وحلم الرئيس نبيه بري”.
ونبّه إلى أن الرهان على الوقت خاطئ والرهان على امكانية عزل التيار الوطني الحر عن حلفائه هو رهان خاطئ ونحن لن نتخلى عن اي من حلفائنا وعن حليفنا العماد عون والتيار الوطني وخياراتنا مفتوحة للحفاظ على هذا التحالف.
وختم السيد نصر الله بالإشارة إلى أن لبنان بحاجة الى الحفاظ على سلمه الاهلي واستقراره السياسي وعمل المؤسسات الدستورية ولا مكان فيه لأي الغاء وقدر اللبنانيين العيش معاً والشراكة الحقيقية فيه والحوار والتلاقي وعدم الرهان على المتغيرات الاقليمية والدولية، داعياً للتعاون من أجل تجنيب لبنان تداعيات ما يجري في المنطقة