02/ 1منذ خمس وثلاثين سنة ( 1 ) طغت موجة الإرهاب السعودي على الجزيرة
العربية فحملت معها الحقد ، وسفك الدماء ، والدمار ، والتنكيل بالعرب والمسلمين .
فاستبيحت المحارم ، وسفكت الدماء ، وأهينت المقدسات ، وكفر المسلمون ، وعطلت
شعائر الإسلام .
وارتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والإسلامية ، وعقدت
المؤتمرات ، وقامت الاحتجاجات باستنكار هذه الحركة الرجعية الآثمة التي تلبست
بلباس الإصلاح والغيرة على الدين ، فاصطبغت أيدي القائمين بها بدماء العرب
والمسلمين منذ أن تحالف أبناء مؤسس الدعوة الوهابية محمد بن عبد الوهاب مع آل
سعود ، فكانت غاراتهم المتتالية على نجد ، والحجاز ، والعراق ، وبقية بقاع الجزيرة
العربية ، فسفكت فيها دماء الآلاف من الأبرياء من الأطفال ، والنساء ، والرجال
ودمرت المدن والقرى ، وأعمل فيها
القتل ، والنهب ، والسلب .
وقامت أقلام العلماء ، والأدباء والشعراء بالذب عن حياض المقدسات الدينية ،
وفضح أعمال البرابرة السعوديين الذين أعادوا إلى الذاكرة فظائع الغزو المغولي
للديار الإسلامية ، وما ارتكبت فيه من آثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانية .
وكان في طليعة الكتب التي صدرت في ذلك الحسن كتاب ” كشف الارتياب
في أتباع محمد بن عبد الوهاب ” وهذا الكتاب بقلم المرحوم الوالد الذي استقصى
فيه تاريخهم الحافل بالفضائح والمآسي ، والإجرام ، وفضح فيه أسطورة الإصلاح
والتجديد التي زعموها ، وفند عقائدهم وافتراءاتهم على الإسلام ، والمسلمين بما ليس
فيه زيادة لمستزيد .
وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى في العالمين الإسلامي والعربي يومذاك ،
وألب عليهم الرأي العام ، وأوقعهم في حيرة من أمرهم ، لما فيه من الحجج الدامغة ،
والبراهين الساطعة ، وجعلهم يحشدون كل ما لديهم من أقلام مخدوعة ومأجورة ،
للرد عليه ، واضطرهم بالتالي التي التخفيف من غلوائهم ومحاولة استرضاء الرأي
العام الإسلامي الذي ناصبهم العداء ، لا سيما بعد أن صدرت الفتاوى بعدم جواز
أداء فريضة الحج ، لعدم أمان المسلمين على أرواحهم ، وأموالهم ، وأعراضهم ، وكان
موسم الحج هو المورد الوحيد لتأمين الموارد لهم بعد أن خرجوا من ديارهم حفاة
عراة جائعين ، وبعد أن كان تاريخهم الدامي الذي يفاخرون به ، سلسلة من أعمال
الغزو ، والسلب ، والنهب ، والتقتيل .
2 لقد هادن السعوديون الرأي العام العربي والإسلامي فترة ، وتظاهروا بالتوبة ، ثم
عمدوا إلى شراء أقلام الكتاب ، والصحافيين
المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم ، بأموال المسلمين ، وذلك حرصا على
استتباب الأمر لهم .