الإحصائيات التي أجريت في شتى أصقاع العالم خلال الأعوام العشرة الماضية تشير إلى أن معظم الأعمال الإرهابية قد حدثت في المناطق التي يقطنها المسلمون.
المسلمون بجميع مذاهبهم يشجبون الأعمال الإرهابية التي تتمحور بشكل أساسي على الفكر الوهابي التكفيري الذي يستهدف المسلمين أينما كانوا وبذرائع شتى لدرجة أنه أحرق الحرث والنسل في البلاد الإسلامية ودمر بناها التحتية، لكن الغرب ينسب الإرهاب للمسلمين.
وأفاد تقرير وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن العالم شهد في العقدين الماضيين شيوع بعض المصطلحات التي تستهدف الدين الإسلامي والمجتمعات الإسلامية بالخصوص مثل “الإرهاب” و “التطرف” حيث عملت وسائل الإعلام العالمية على ترويج الإسلاموفوبيا في العالم بزعم أن المسلمين هم الذين يرتكبون العمليات الإرهابية التي تزهق أوراح الأبرياء ناهيك عن أن هذه العمليات تتركز بشكل أساسي في البلدان الإسلامية والمناطق التي يقطنها المسلمون في العالم والغالبية العظمى لضحاياها من الشهداء والجرحى هم المسلمون أنفسهم، وفيما يلي نشير إلى إحصائية إحدى مراكز الإحصاء الأمريكية في جامعة مريلاند والتي تضمنت التوزيع الجغرافي للأحداث الإرهابية وطبيعة ضحاياها خلال السنوات الماضية:
* عام 2015
شهد 92 بلداً أعمالاً إرهابية لكن ما نسبته 55 بالمائة منها تركز في كل من العراق وأفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا، كما 74 بالمائة من الضحايا سقطوا في كل من العراق وأفغانستان ونيجيريا وسوريا وباكستان، ففي العراق وحده بلغ العدد 6932 وفي أفغانستان 5292 وفي نيجيريا 4886 وفي سوريا 2748 وفي باكستان 1081 وتجدر الإشارة هنا إلى أن المسلمين في نيجيريا يشكلون ما نسبته 50 من عدد سكان هذا البلد ولكن معظم العمليات الإرهابية التي ارتكبتها زمرة بوكو حرام الإرهابية تركزت في المناطق التي يقطنها المسلمون فحسب.
كما أن أكثر من 63 بالمائة من العمليات الإرهابية التي شهدها العالم في هذا العام تركزت في البلدان والمناطق التي يقطنها المسلمون في العراق وأفغانستان وباكستان ونيجيريا ومصر وبنغلادش وسوريا وليبيا في حين أن أقل من 37 بالمائة من هذه العمليات تتوزع على جميع أنحاء العالم.
وأما جرحى الإرهاب في هذا العام فنسبتهم 77 بالمائة في البلاد الإسلامية المذكورة أعلاه وبالطبع فإن نسبتهم في سائر البلدان لا تتجاوز 23 بالمائة فحسب.
* عام 2014
في هذا العام ارتكبت عمليات إرهابية في 95 بلداً لكن 60 بالمائة منها تركز في كل من العراق وباكستان وأفغانستان والهند ونيجيريا، وما نسبته 78 من عدد الضحايا كان من نصيب العراق ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وسوريا، ففي العراق سقط أكثر من 9929 ضحية وفي نيجيريا 7512 وفي أفغانستان 4505 وفي باكستان 1757 وفي سوريا 1698. وكالعادة فالإرهاب في نيجيريا استهدف المسلمين والمناطق المسلمين بشكل أساسي وكأن زمرة بوكو حرام قد أُسست لضرب المسلمين هناك.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 57 بالمائة من العمليات الإرهابية في العالم تتركز في البلاد والمناطق التي يقطنها المسلمون ولا سيما العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا وسوريا، في حين أن نصيب سائر البلدان غير الإسلامية أقل من 43 بالمائة.
وأما الجرحى فنسبتهم في البلاد الإسلامية بلغت في هذا العام أكثر 75 بالمائة ومعظمهم من العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا وسوريا بينما أقل من 25 بالمائة من الجرحى سقطوا في سائر بلدان العالم.
* عام 2013
تشير الإحصائيات التي أجريت في هذا العام إلى أنّ البلدان الثلاثة العراق وباكستان وأفغانستان كان له الحظ الأوفر من الخسائر جراء العمليات الإرهابية واحتلت المرتبة الأولى على هذا الصعيد بعد أن اختصت بما نسبته 57 بالمائة من مجمل جميع العمليات الإرهابية التي أودت بحياة الأبرياء، وبلغت نسبة الضحايا فيها 66 بالمائة من مجمل عدد ضحايا الإرهاب في العالم والجرحى 75 بالمائة، فالعراق فقد أكثر من 6378 من أبنائه وأفغانستان 3111 وباكستان 2315.
ومن الناحية الجغرافية فأوسع رقعة لهذه العمليات هي الأراض الإسلامية وذلك بواقع 67 بالمائة من مجمل العمليات الإرهابية وكالعادة فإن العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا واليمن وسوريا والصومال هي البلدان التي تضررت أكثر من سواها، وبالتالي فالنسبة لسائر بقاع العالم لا تتجاوز 33 بالمائة فقط.
وبالنسبة إلى أعداد الجرحى فقد بلغت في البلدان الإسلامية أكثر من 82 بالمائة وتركزت في العراق وباكستان وأفغانستان ونيجيريا واليمن وسوريا والصومال، بينما لم تتجاوز نسبتهم في سائر بلدان العالم 17 بالمائة فقط.
* عام 2012
شهد هذا العام حدوث عمليات إرهابية في 85 بلداً ولكن البلدان الإسلامية المتمثلة بباكستان والعراق وأفغانستان كان لها النصيب الأوفر بعد أن حدثت فيها 55 بالمائة من مجمل الأعمال الإرهابية في العالم وبلغت نسبتة ضحاياها أكثر من 62 بالمائة والجرحى 65 بالمائة، ففي أفغانستان وحدها سقط أكثر من 2632 ضحية في حين أن العراق كان له الحظ الأوفر من حيث عدد الجرحى الذين فاقوا 6641 جريحاً.
وتشير التقارير إلى أن أكثر من 70 بالمائة من العمليات الإرهابية في العالم تتركز في البلاد والمناطق التي يقطنها المسلمون، ولا سيما باكستان والعراق وأفغانستان ونيجيريا واليمن والصومال وسوريا وبالتالي تكون نسبتهم في سائر البلدان 30 بالمائة فقط.
وأكثر من 87 من الضحايا بشكل عام سقطوا في البلدان الإسلامية كباكستان والعراق وافغانستان ونيجيريا واليمن والصومال وسوريا، بينما كان نصيب سائر البلدان أقل من 13 بالمائة فحسب.
وأما الجرحى في هذا العام فقد بلغت نسبتهم في البلاد الإسلامية 81 بالمائة وكالعادة فقد تصدرت القائمة كل من باكستان والعراق وأفغانستان ونيجيريا واليمن والصومال وسوريا، ولم يكن سهم سائر البلدان أكثر من 19 بالمائة فحسب.
* عام 2011 م والأعوام القليلة التي سبقته
أشارت هذه الإحصائية التي أجراها المركز الوطني لمناهضة الإرهاب في جامعة مريلاند إلى أن الأعوام 2007 م حتى 2011 م شهدت الكثير من العمليات الإرهابية التي كان المسلمون ضحيتها بشكل أساسي حيث بلغة نسبة المواطنين المسلمين الذين حصد أوراحهم الإرهابيون أكثر من 80 بالمائة.
وأشار هذا التقرير الذي نشر في عام 2012 م إلى أن نسبة ضحايا الإرهاب من الناحية الدينية نشير إلى أنّ 82 إلى 97 منهم كانوا مسلمين سقطوا بين شهيد وجريح طوال السنوات الخمسة الماضية.
وفي عام 2009 م نشر المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية تقريراً جاء فيه أن عدد ضحايا الإرهاب من المسلمين في ذلك العام بلغ سبعة أضعاف معتنقي سائر الأديان.
وفي عام 2014 م أيضاً أكدت التقارير الموثقة للمراكز الإحصائية المختلفة وتقارير المركز الإحصائي المشار إليه على أن المسلمين هم الضحية الأساسية للأعمال الإرهابية التي ترتكبها زمرة داعش الإرهابية
وفي عام 2013 م نشر هذا المركز الإحصائي الأمريكي تقريراً جاء فيه أن أكثر من نصف العمليات الإرهابية في الأعوام 2004 م إلى 2013 م استهدفت المسلمين بالتحديد وكان الحظ الاوفر لكل من العراق وأفغانستان وباكستان.
هذا وأكدت هذه الإحصائيات على أن العمليات الإرهابية قد تركزت بشكل أساسي في البلاد الإسلامية ولا سيما العراق وأفغانستان وباكستان كما ذكرنا بحيث كانت نسبة الضحايا في هذه البلدان الثلاثة أكثر من 60 بالمائة من مجمل ضحايا جميع العمليات الإرهابية التي ارتكبت في العالم، ولكن رغم كل ذلك نلاحظ أن وسائل الإعلام الغربية وعلى رأسها الأمريكية تروج لأن المسلمين إرهابيون وتحاول ترسيخ فكرة الإسلاموفوبيا في العالم معتبرة أن الوهابيين التكفيريين يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل في حين أن الحقيقة على العكس من ذلك تماماً، فالمسلمون بجميع مذاهبهم يشجبون هذه الأعمال الإرهابية التي تتمحور بشكل أساسي على الفكر الوهابي التكفيري الذي يستهدف المسلمين أينما كانوا وبذرائع شتى لدرجة أنه أحرق الحرث والنسل في البلاد الإسلامية ودمر بناها التحتية.
/انتهى/