قال أستاذ العلاقات الدولية السابق بجامعة إسطنبول أحمد بلال، إن الربط بين تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن احتمالات حدوث انقلاب جديد، وتشديد حكومته المتواصل على ضرورة تسليم الولايات المتحدة الأمريكية المعارض الإسلامي فتح الله غولن إلى تركيا، يؤدي إلى نتيجة واحدة، وهي أن أردوغان قلق من محاولات جديدة للإطاحة بحكمه، وهو متحفز لهذه الخطوة.
وأضاف بلال، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، اليوم الجمعة، أن الرئيس التركي قال في أحد لقاءاته الصحفية، إن الفترة التي سبقت محاولة الانقلاب الفاشلة يوم الجمعة الماضي، شابتها فجوات وأوجه قصور في عمل المخابرات، وأن القوات المسلحة ستخضع سريعا لعملية إعادة هيكلة، ما يعني أنه يستعد لوقوع انقلاب جديد، قال إنه سيتعامل معه وهو “أكثر حذرا”.
وتابع “على الرغم من إشادة أردوغان بدور المخابرات التركية ورئيسها في التصدي للانقلاب الفاشل، ولكن الحديث الآن عن وجود فجوة وأوجه قصور، هو في حد ذاته عملية جلد للذات، والهدف منها ليس إدانة جهاز المخابرات، ولكنه مدخل لإعادة هيكلة الجيش التركي، الذي — بالتأكيد — تختفي الآن داخله عناصر انقلابية، ربما تستغل أول فرصة تسنح لها لإكمال المشوار الذي عطله الأتراك”.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية السابق بتركيا، والحالي بالقاهرة، أن هناك مخاوف في كثير من دول العالم الفاعلة في الأزمات، من أن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحرك بإجراءات انتقامية غير قانونية، والسبب في هذه المخاوف أن موجة الانتقام ربما تؤلب الجيش كله، وتحشد مؤسسات الدولة خلف أي انقلاب جديد، فلا أحد سيقبل أن تحكم دولته الرغبة في تصفية الحسابات بدلا من القانون.
ولفت بلال إلى أن أردوغان يدرك جيداً أن حملات الاعتقال والمقاضاة والمنع من السفر ومصادرة أبنية والعزل من الوظائف، التي بدأت بشكل قوي منذ وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة يوم الجمعة الماضي، سوف تولِّد موجة من التوتر لدى المجتمع الدولي، ولكن حديثه للإعلام عن صحتها يؤكد أن هناك خطوات محسوبة تخطوها حكومته، وبالتالي فهو يملك ما يمكن أن يقدمه كدليل على صحة ما يتخذه من إجراءات بحق الانقلاب وداعميه.
وأكد على ضرورة أن يتمهل الرئيس التركي في ضغطه على الولايات المتحدة لتسليمه “فتح الله غولن”، الذي كان من أوائل من أدانوا محاولة الانقلاب ونفى أي علاقة له به، ومن الأفضل أن ينهي ما بدأه من تصفية — بشكل قانوني- لرؤوس الانقلاب بسرعة، للتفرغ لعقد مصالحات سريعة مع دول الجوار والدول الفاعلة على المستوى الدولي، كما يجب عليه ألا ينقاد وراء دعوات “إعدام” خصومه، فالانضمام للاتحاد الأوروبي نقلة هامة لتركيا، لا يجب أن تضيع فرصتها إذا سنحت”.