(فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) البقرة 251.
لم يكن عام 2014 عاما عاديا حيث تمكن (أنصار الله) في سبتمبر من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب أشهر من الاشتباكات حيث سبقها السيطرة على محافظة (عمران) في يوليو 2014.
كان المشهد مقلقا للغاية بالنسبة للحلف السعودي الصهيوني الذي كان يعيش نشوة الانتصار عقب اجتياحه الموصل قبل أقل من شهر أي في يونيو 2014 ممنيا نفسه بانتصار نهائي على (الفريق الشيعي)، خاصة إذا لاحظنا انهيار قسم لا يستهان به من الجيش العراقي بعد أن نجحت الدسائس والمؤامرات والحرب النفسية في إيصاله لهذا الحال.
كان المشهد اليمني بمثابة (كرسي في الكلوب) أفسد الفرحة بسقوط الموصل وهزيمة إيران وحلفائها في العراق ومن ثم مثل قرار شن الحرب على اليمن ضرورة ملحة أملاها هذا التطور الذي ما كان أبدا في حسبان جماعات البدو والرعيان الذين باركوا قبل عام شطب إخوان مصر من المعادلة لأنهم لم يعودوا بحاجة إليهم ولأن كل شيء أصبح تمام التمام!!.
بدأ الإعداد لشن الحرب وتشكيل تحالف العدوان منذ تلك اللحظة ولا تصدقوا من يزعمون أنهم (فوجئوا فشاركوا ولم يطلقوا طلقة) وكأن هناك في هذه الدنيا من يرسل جيشه آلاف الأميال ليشارك في استعراض للقوة!!.
إنه استخفاف بالعقول وتنصل من تحمل مسئولية الدماء والأرواح التي أزهقت ظلما وعدوانا كي تبقى كلمة البعران والرعيان هي العليا ولو كان هذا على حساب مصلحة البلدان التي شاركت في تلك الجريمة الشنعاء والتي لم ولن تحصد خيرا من مساندتها للظلم والظالمين.
يقول تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ).
منذ تلك اللحظة والمشاورات والاتفاقات تجري على قدم وساق بين المشاركين في هذا التحالف المشئوم حيث جرت مناقشة أدق التفاصيل وهو ما أفصح عنه خاشقجي في مقاله المنشور بجريدة الحياة بتاريخ 9-1-2016 (من الجيد أن توضح المملكة بعبارات صريحة «نهاية اللعبة» التي تريد): (المملكة لا تريد ولن تسمح بأن يكون لإيران موطئ قدم في الدول العربية، وبخاصة المحيطة بها، في شكل حزب سياسي موال لها، أو ميليشيا مسلحة، ولا قاعدة عسكرية، وبالتأكيد سترفض قيام حكومة عميلة تابعة لها مثل تلك التي خطط لها الحوثيون في اليمن، أو التي سيكون عليها نظام بشار الأسد فيما لو انتصر في سورية، ولكنها لن تمانع في علاقات صداقة عادية، كأن تمول إيران وتتبرع بمستشفى أو مدرسة أو طريق، كما تفعل أية دولة متحضرة، وعبر الأجهزة الرسمية القائمة في ذلك البلد، أي تأتي البيوت من أبوابها، لا عبر أحزاب وأفراد يتبعون وليّها وفقيهها).
لاحظ قوله (لا عبر أحزاب وأفراد)!!.
أدق التفاصيل نوقشت إذا قبل التوقيع على اتفاق تحالف العدوان على الشعب اليمني المظلوم بما فيها مصائر (أفراد) يؤرقون نوم السيد السعودي (المنتصر) الهانئ وجولاته في الملاهي من ديزني لاند إلى تلك التي قرر المحروس بسلامته إنشاءها في إطار خطة 2030!!.
ليس أبلغ في وصف حال عاصفة الحزم المشئومة من مشهد دبابة الأبرامز السعودية التي تركض هربا من أسلحة اليمنيين المتواضعة فتصطدم بمدرعة البرادلي (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا).
هاهو داود اليمني بمعلاقه الصغير يهزم جبابرة العرب وهاهو الشر منهم قد اقترب. وما تزال الأيام حبلى بالمزيد!!.