الإيمان بالإسلام والالتزام بتعاليمه قولا وعملا صنع من شبابنا رهبانًا في الليل، أسودًا في النهار، واعتقادهم بعدالة قضيتهم جعلهم لايبالون بالمخاطر فأصبحوا أشباحا ترهب الأعداء بالأهوار والجبال، فهكذا صنعت سوح الجهاد أبطالا لايكلون ولا يملون من مواصلة طريق ذات الشوكة، والشهيد منير نموذجًا من أولئك الفتية.
ولد عام 1968م في مدينة بغداد، شارع الكفاح.
نشأ وترعرع في أحضان أسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام ومنهج أهل بيت النبوة عليهمالسلام مما جعلها عرضةً لبطش العفالقة الصليبيين الذين اقتحموا منزلهم من دون سابق إنذار في ليلة من ليال عام 1980م مضمرين الشر والأذى لهم، وبعد أن حملوهم في سيارة مكشوفة أخرجوهم من بلادهم ظلمًا وعدوانًا وألقوا بهم في منطقة سومار قرب الحدود الإيرانية، بطريقة يُرثى لها، وتأباها كل النظم والقوانين البشرية، ولكن لاقانون ولا نظام تلتزم بهما عصابات صدام وحزبه اللعين، وكان عمر مفيد يومئذ لايتجاوز الثالث عشر ربيعا.
انضم إلى صفوف قوات بدر بتاريخ 23/06/1984م ضمن الدورة التاسعة( )؛ وكان في ريعان الشباب، وبعد إكمالها نسب إلى الفوج الثالث من أفواج المجاهدين.
كلف بأول واجب جهادي داخل هور الحويزة وفي فترة قصيرة تعلم هناك قيادة الزورق وأصبح خبيرا بمسالك الأهوار وطرقها وممراتها الضيقة والتواءاتها، كما تعلم السباحة الى الحد الذي أصبح فيه غواصا.
اشترك مع أخوانه المجاهدين في تنفيذ عدة واجبات جهادية — قتالية واستطلاعية— منها عمليات تحرير مخفر الترابة وعمليات القدس بتاريخ 23/07/1985م والتي تمت فيها السيطرة على القسم الجنوبي من بحيرة أم النعاج كما اشترك مع إحدى مجاميع غواصي الفوج الثالث في عمليات عاشوراء بتاريخ 23/10/1985م والتي سيطر فيها المجاهدون على النصف الشمالي لبحيرة أم النعاج، بسرعة فائقة مستخدمين عامل المباغة للعدو.
اشترك في عمليات نفوذية في هور العظيم( ) كان الهدف منها تدمير وحدات الهندسة العسكرية للعدو التي كانت تقوم بتقطيع الهور بطرق ترابية لعرقلة حركة المجاهدين، ثم الانسحاب وقد حققت تلك العمليات أهدافها من دون أي خسائر، ثم انسحب مع فوجه من الأهوار باستثناء سرية واحدة بقيت بإمرة فوج أنصار الحسين الذي أوكلت له مهمة الاستقرار في المنطقة.
كانت المحطة الأخيرة له هي عمليات تحرير قمم حاج عمران في شمال العراق حيث تقدم مع عناصر الوحدة الهندسية لفوجه لفتح ثغرات في حقول الألغام التي زرعها العدو أمامه، فبعد أن تعانقوا وتعاهدوا على المضي حتى النصر أو الشهادة، وأثناء تقدّمه أصيب بشظايا قنبلة يدوية معادية فاستشهد رحمهالله بتاريخ 30/08/1986م ملتحقًا بركب الشهداء السعداء.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا، ودفن في مقبرة الشهداء في منطقة صالح آباد من توابع محافظة إيلام والمتاخمة للحدود العراقية مقابل قضاء بدرة.
من وصيته رضواناللهعليه:
الواجب علينا هو الحفاظ على هذه الدولة الإسلامية التي حبانا بها الخالق القدير، ووفقنا لأن نكون جندًا من جنودها الأمناء، وهذه نعمة يجب إعطاؤها حقها وقدسيتها… عليكم بالوحدة ورص الصفوف.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا