شاب نحيف الجسم، صغير السن، كبير العقل، قوي الإيمان، ثاقب البصيرة، لاتأخذه في الله لومة لائم، محبوب بين إخوته وأصدقائه، عبوس في ساحات الوغى، شديدٌ على من بغى على الدين واعتدى، غيورٌ على إسلامه ووطنهِ من كيد العدى؛ تلك هي السجايا التي تجلت في جليل.
ولد عام 1968م في قضاء بدرة التابع إلى محافظة واسط، وتربى في أسرة طيبة فتعلم منها الطيبة وبساطة العيش فقد كان والده يعمل فلاحًا في بساتين بدرة التي تميزت بتمورها ومحصولاتها الزراعية وفاكهتها كالرّمان والليمون بأنواعه.
بتاريخ 07/04/1980م، قام جلاوزة البعث الكافر بمداهمة منزل أسرة الحاج نورمحمد بطريقة وحشية لم يعهدها تاريخ البشرية إلا في مدرسة عفلق وصدام وصهيون، وتم إبعادهم عن وطنهم ظلما وعدوانا فوصلوا إلى مدينة مهران الإيرانية.
سكنت أسرته في مخيم اللاجئين في أزنا( ) ومن هناك التحق بالمجاميع العاملة ضد النظام البعثي الكافر وقام بالعديد من الواجبات الجهادية.
التحق بصفوف قوات بدر بتاريخ 27/07/1983ضمن الدورة الثالثة في معسكر الشهيد الصدر، وبعد إكماله الدورة بقسميها العسكري والعقائدية نسب إلى الفوج الثاني من أفواج المجاهدين، فنفذ مع إخوته المجاهدين الكثير من الواجبات الجهادية.
بتاريخ 23/07/1985م شارك في عمليات القدس تلك العمليات الواسعة التي نفذها المجاهدون للسيطرة على القسم الجنوبي لبحيرة أم النعاج وكان محور الفوج الثاني الجانب الشرقي للبحيرة وكان لأبيعارف دور فاعل فيها وقد حققت تلك العمليات أهدافها بزمن قياسي بفضل الاستطلاع الدقيق والشجاعة والمهارة العالية التي أبداها المجاهدون.
بتاريخ 23/10/1985م شن المجاهدون عمليات أخرى أسموها عاشوراء سيطروا من خلالها على النصف الشمالي لبحيرة أم النعاج وكذلك المناطق والممرات المحيطة بها فأصبح المجاهدون أسياد تلك المنطقة ولم يجرأ العدو دخول الأهوار إلا خلسة.
ثم شارك بواجب جهادي على حدود مدينة بانة( ) الإيرانية واشترك في الدوريات القتالية ونصب الكمائن وعمليات الاستطلاع مع الفوج الثاني.
بتاريخ 01/09/1986م، شارك في ملحمة حاج عمران البطولية التي سطر فيها المجاهدون أروع صور الشجاعة والتضحية وحرّروا مرتفعات گردكوه وگردمند في حاج عمران، وضرب أبوعارف أروع الأمثلة في الإقدام والتضحية، من أجل المبادئ ومن أجل تحرير العراق من عصابات البعث التي عاثت فيه فسادا وظلما، وفي أثناء الهجوم على مواقع العدو أصيب بجروح بليغة في رجله، استشهد على إثرها فرجعت تلك النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.
شيع جثمانه الطاهر تشييعًا مهيبًا ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة جهرم جنوب ايران.
من وصيته رحمهالله:
كونوا يدًا واحدة ضد الكفر والنفاق.
سيروا على طريق ابي عبدالله الحسينعليهالسلام.
وصيتي إلى كافة أفراد عائلتي واقربائي: إذا استشهدت فلا تبكوا عليّ فأن عزاءكم عليّ فرحٌ لعدوِّكم.
أطلب من أختي أن تحافظ على حجابها فإنه شوكة في عيون الأعداء.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا