“جهار شنبه سوري” من التقاليد الايرانية القديمة
14 مارس,2017
صوتي ومرئي متنوع
1,337 زيارة
تمكن الانسان في بداية حياته على سطح الكرة الارضية، من التعرف على النار، عبر مساعدة الطبيعة له، وتعرف على خواصها باستغراب شديد، حيث كان لمعان الاشجار التي كانت اشتعلت اثر الرعد والبرق، يذهل أعين الانسان البدائي الذي لم يكن على علم بالكثير من الامور الطبيعية.
وكالة تسنيم الدولية للانباء – تمكن الانسان، في بداية حياته على سطح الكرة الارضية، من التعرف على النار، عبر مساعدة الطبيعة له، وتعرف على خواصها باستغراب شديد، حيث كان لمعان الاشجار التي كانت اشتعلت اثر الرعد والبرق، يذهل أعين الانسان البدائي الذي لم يكن على علم بالكثير من الامور الطبيعية.
وتوصل الانسان بعد تلك الحادثة بمساعدة عقله الفطري الى ان النار تحل الكثير من المشاكل اليومية للانسان ومنها مشاكل اعداد الطعام اليومي وبرودة المناطق التي يعيش فيها خلال الشتاء الطويل البارد.
لكن الانسان البدائي كان يعيش حياة بدائية، فماكان يعرف طريقة اعداد النار، الى ان وقع حدث بالمصادفة ألا وهو احتكاك حجرتين بالصدفة وظهور الشرارة الناجمة عن ذلك الاحتكاك، والتي من خلالها عرف الانسان البدائي انه من الممكن ايجاد نار بإستخدام القليل من الحشائش، لذلك كان الانساني البدائي يولي النار اهتماما كبيرا.
حتى وصل الامر بهذا الاحترام بعد سنوات مديدة الى مرحلة التقدير والتقديس، فلو بحثنا في تاريخ الكثير من الشعوب في القرون الماضية لوجدنا انهم كانوا يعتبرون النار من الاشياء المقدسة لديهم.
ولدى الايرانيين الكثير من العادات والتقاليد والاحتفالات التي ترافق المناسبات والاعياد وابرزها الاحتفال بآخر أربعاء من العام والذي يطلق عليه اسم “جهار شنبه سوري”.
ماذا تعني كلمة “سوري” ؟
كلمة “سوري” في الادب الفارسي تعني السرور والفرح عبر اقامة الاحتفالات والولائم، وان احتفال “جهار شنبه سوري”(احتفال الاربعاء) هو احتفال قديم تقام مراسمه منذ قديم الايام حتى وقتنا هذا عبر طقوس شعبية عند الكثير من الناطقين بالفارسية في آخر ليلة اربعاء من العام المنقضي اي مساء الثلاثاء في جميع الاماكن التي يقطنها الناطقين بالفارسية.
وبالنظر الى ان يوم الاربعاء كان يسمى عند العرب يوم النحس والشؤم، ليس هناك ادنى شك ان تزامن يوم ايقاد النار او احتفال “جهار شنبه سوري” (احتفال الاربعاء) في مساء آخر ثلاثاء او ليلة الاربعاء من العام المنقضي بعد مرحلة دخولهم الاسلام، جعل الايرانيين يحرصون على اقامة هذه المناسبة مساء الثلاثاء الاخير من كل عام وذلك تحت التأثير باعتقاد العرب.
لذلك أجل الفرس ايقاد النار في احتفال آخر اربعاء من عامهم الى مساء آخر ثلاثاء اي ليلة الاربعاء من العام المنقضي وذلك اقتداء باعتقاد العرب بنحس يوم الاربعاء، وبناء على تلك العقيدة استعان الفرس بالنار قبل حلول النوروز ليتحصنوا من اضرار هذا اليوم (الاربعاء المشؤوم) في ايام الاربعاء من العام الجديد.
ان فلسفة ايقاد النار عند الايرانيين القدامى كانت تستخدم في جميع المراسم الدينية والوطنية، لان النار كانت تعتبر بالنسبة لهم مقدسة وتطهر من النجاسة وكان الايرانيون يعتقدون ان النار مظهر النور وعظمة الخالق ونور الخالق التي تطهر من كل النجاسة والقذارة.
واللافت ان هذه العقيدة يؤكدها ويستخدمها اليوم علم الطب بسبب خاصية تطهير النار، كما ان معدات الجراحة والتجميل يطهرونها بالنار في حال عدم توفر محلول التعقيم، وبناء على تلك العقيدة كان الايرانيون القدامى في آخر ايام العام المنقضي يعتقدون ان النجاسة والصفات الشريرة والشيطانية تبتعد عن وجودهم بواسطة النار المقدسة ليتمكنوا من استقبال العام الجديد عبر جسم ونفس سالمين.
2017-03-14